نعرف أشكالهم.. ماري باي باي السجانة التي عشقت الفن
-
1 / 10
نواصل لزوارنا الأعزاء، تقديم حلقات سلسلة أشهر كومبارسات في تاريخ السينما المصرية، ونسلط الضوء على حياة ممثلين لم يكتب لهم تقديم أدوار البطولة، لكنهم بأدوارهم الصغيرة وجملهم القصيرة حجزوا لأنفسهم مكاناً خاصاً في ذاكرة المشاهد وتاريخ السينما المصرية، وحلقتنا اليوم عن الفنانة الراحلة بهيجة محمد علي أو كما عرفت ماري باي باي، ونستعرض فيها عدداً من جوانب حياتها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولدت الفنانة بهيجة محمد علي، في 29 يوليو من عام 1917، عملت في بداية حياتها كسجانة في سجن النساء، وتزوجت من سجان زميل لها في نفس السجن، قبل أن تنفصل عنه لتبدأ رحلتها الفنية.
يعود اسم ماري باي باي، لموقف طريف في بداية عملها بالفن، حيث التحقت للعمل في كازينو بديعة مصابني، وغيرت اسمها لماري، وكانت تقوم بدور "الفتاحة" وهي الريكلام بالمفهوم العصري، وتقوم باستدراج الزبائن داخل الكازينو، وتغازلهم ليفتح لها زجاجات الويسكي، وبعد وقت معه على الطاولة تستأذنه في الذهاب لقضاء أمر ما، ثم تغادر الكازينو، وحينما تتأخر يسأل عنها الجندي الإنجليزي إذ بدأت عملها في فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر: "أين ماري"، ليجيب عليه العاملون في الكازينو بقولها: "ماري باي باي" ومن هنا اشتهرت بهيجة باسم ماري باي باي، حسبما ذكر سمير صبري في أحد حلقاته في برنامجه "ماسبيرو".
ضمها عميد المسرح العربي، يوسف بك وهبي، لفرقته فور رؤيتها، ثم انتقلت للعمل مع ثلاثي أضواء المسرح، ومنه إلى عالم السينما.
بدأت العمل في السينما بفيلم "المهرج الكبير" عام 1952 مع يوسف بك وهبي، وعملت طوال حياتها في 28 فيلمًا فقط، وعقب فيلمها مع يوسف وهبي، رشحت للعمل في أفلام، "الآنسة ماما، جعلوني مجرما، مطاردة غرامية، لسانك حصانك ، نهارك سعيد، والبحث عن الفضيحة".
تخصصت في أداء دور المرأة القبيحة، التي يهرب منها الرجال، ولعل أشهر وأبرز مشاهدها، الذي أدته أمام الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، في فيلم مطاردة غرامية، حينما قرر مغازلة الجميلات اعتمادا على حذائهن، فيسير في الشارع ويغازل إحداهن قائلاً: "مدام.. بوز جزمتك يدل على أنوثة طاغية"، ليفاجأ بأنها سيدة قبيحة الوجه، ولم تكن سوى "ماري باي باي"، فبادر بقوله: "لامؤاخذة يا خالتي"، لترد عليه: "خالتك؟ أنا خالتك يا معدوم الضمير يا معدوم النساء؟ يا عسكري".
عرف عنها ناضلها حيث شاركت في اعتصام الممثلين احتجاجاً على القانون رقم 103 عام 1987، الخاص بتنظيم عمل النقابات الفنية الثلاث، وحينها أثارت ضحكات الحضور حينما ذهبت إلى المخرج خيري بشارة، أثناء الاعتصام وقالت له: " أنا اسمي بهيجة محمد سايقة عليك النبي محمد أديني دور"، فضحك الجميع.
ظلت الفنانة الراحلة، تقدم أدوار المرأة القبيحة في أفلام السينما، وصولاً لفيلم "الراية حمرا" عام 1994، الذي كان آخر عمل فني شاركت فيه، إذ جسدت دور فتاة ليل، ورحلت عن عالمنا في 5 أكتوبر 1997، عن عمر ناهز 80 عاماً.