نعم حليب الحيتان! ??
يلعب الحليب الذي يرضعه الحوت الصغير دورًا في نموه وإمداده بالطاقة اللازمة والمغذيات الضرورية، كما يلعب دورًا في تعزيز الروابط العاطفية بين الأم وصغيرها
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
حليب الحيتان
الحيتان هي من الثدييات البحرية، ومثلها مثل جميع أنواع الثدييات (باستثناء أنواع قليلة) تشترك في نفس السمات مع الثدييات البرية، الحيتان تحمل صغارها لفترة تعادل تقريبًا فترة الحمل عند البشر، وبعد الولادة، تقوم أثداؤها بإنتاج وإفراز الحليب لتغذية الصغار.
بعد الولادة بوقت قصير، تبدأ الأم بإطعام طفلها من حلمة ثديها لأن الطفل يكون غير قادر على البحث عن طعامه.
تقوم أنثى الحوت البالغة بإرضاع طفلها بطريقتين، إما إطلاق الحليب في الماء ليشربه الرضيع، أو إرضاع الحوت الصغير من حلمة ثديها.
إذا كانت كمية الدهون منخفضًا جدًا في حليب الأم، فإنه سوف يذوب في الماء، مما يجعل من الصعب على الحوت الرضيع شربه والحصول على العناصر الغذائية الموجودة فيه.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الحليب الدهني للحوت الرضيع الكثير من العناصر الغذائية والطاقة، وهو أمر ضروري لمساعدة الطفل على النمو حتى يصبح بالغًا.
من أجل تحقيق أقصى استفادة من الحليب وضمان عدم ضياعه في الماء، يستخدم بعض الحيتان الصغار لسانهم لإغلاق أي فتحات قد يتسرب منها الحليب عند الرضاعة من حلمة الأم.
قد تشرب أنواع قليلة من الحيتان - مثل الحوت الأزرق - ما يزيد عن 150 جالونًا من الحليب يوميًا ويمكن أن تكتسب حوالي 50 كيلوغرام أو أكثر من الوزن كل يوم في الأشهر الأولى بعد الولادة فقط من شرب حليب الأم.
تستطيع صغار الحيتان غالبًا أن تشرب ما يعادل 2 - 10٪ من وزنها من الحليب يوميًا.
فيما يتعلق بالمدة التي قد يتغذى فيها الحوت الصغير على حليب أمه، يمكن أن يختلف طول فترة الرضاعة بشكلٍ كبير من 6 أشهر إلى سنتين حسب أنواع الحيتان.
الولادة والعلاقات
قد تتزاوج إناث الحيتان مع عدة ذكور خلال موسم واحد، وعادة ما تلد حوتًا واحدًا (ولادة التوائم هو أمر نادر جدًا)، حيث تلد مرة واحدة كل 1 -5 سنوات، وذلك حسب النوع.
إنجاب حوت واحد كل عدة سنوات يضمن أن يتمتع الحوت الجديد بفرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة ويحظى بالاهتمام خلال سنوات الرعاية الأولى من حياته.
خلال 6 أشهر إلى سنتين بعد الولادة، ترضع الأم حليبها للحوت الصغير كمصدر غذاء رئيسي له، حيث يزوده الحليب بالعناصر الغذائية الأساسية.
تستمر الأم في تغذية صغيرها حتى يتمكن الطفل من البحث عن الطعام والعيش بمفرده.
في بعض الحالات، قد يستمر الطفل في الرضاعة من حلمة الأم رغم تمكنه من تناول الأطعمة الصلبة، وحتى بعد أن تحاول الأم إيقافه عن الرضاعة.
قد يستغرق الحوت الصغير وقتًا أطول للتوقف عن الرضاعة بسبب اعتمادهم النفسي على أمه، في معظم الحالات، يتوقف هذا السلوك عند بلوغ سن الثانية، ولكن في حالات نادرة قد يستمر هذا لفترة أطول.
بالإضافة إلى إرضاع صغارها، غالبًا ما تقيم الأمهات علاقات وثيقة جدًا مع صغارهن.
اعتمادًا على الأنواع، قد تستمر العلاقة بين الأم وصغارها من عدة سنوات إلى كل العمر.
في بعض الأنواع من الحيتان، قد تعتني الإناث بأطفال الأمهات الأخريات ويقمن بحمايتهم وفي بعض الحالات يقمن أيضًا إطعامه، ولكن هذا يعتمد إلى حد كبير على النوع.
ضمن المجموعة العائلية، يُشار إلى ذكور الحيتان باسم الثيران، وتسمى الإناث الأبقار، ويُعرف الحيتان الصغيرة حديثي الولادة باسم العجول.
أهمية الحليب للنمو الصحي
كما هو الحال مع الأنواع الحيوانية الأخرى (بما في ذلك البشر)، يضمن الحليب النمو الصحي للحيتان الرضع والأطفال الصغار.
يوفر حليب الحيتان للصغار كميات كبيرة من الدهون الصحية والأحماض الدهنية والعناصر الغذائية التي تساعد الصغير على النمو، كما تساعد على نمو العظام وتحسن جهاز المناعة، وتضمن حصول الحوت الصغير على المعادن والفيتامينات التي يحتاجها لأداء وظائفه البدنية والدماغية.
في الواقع، تعتمد صغار الحيتان على الحليب فقط في بداية حياتها. وبدون هذا الحليب، قد يتضور الصغار حديثي الولادة جوعًا أو يعانون من سوء التغذية لأنهم بعد الولادة، لا يحصلون على المغذيات عن طريق الحبل السري، فهو ينقطع عند بعد الولادة فورًا.
كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن تستهلك صغار الحيتان كمية كبيرة جدًا من الحليب يوميًا وهذا الحليب يمدها المغذيات الذي تحتاجه خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد ولادتها.
بصرف النظر عن إرضاع الصغير، يمكن اعتبار الرضاعة تجربة ترابط بين الأم وطفلها. فقد ثبت في عدة دراسات وأبحاث أن التغذية المبكرة ورعاية الأم لطفلها وإرضاعه هو أمر ضروري للنمو العاطفي وتعلم مهارات الاتصال الأساسية.
تكون الثدييات البحرية الصغيرة مثل الحيتان القاتلة والدلافين التي لا تتغذى في صغرها على حليب الأم وتعيش محجوزة في الأسر إلى أن تعيش حياة قصيرة وأكثر إجهادًا.
في الواقع، تشير بعض التقديرات إلى أن عمر الحيتان القاتلة قد ينخفض بنسبة تزيد عن 50٪ عندما يتم احتجازها في الأسر.
يعود السبب في هذا إلى العيش في منطقة محصورة وعزلها عن الحيوانات الأخرى، وقد يكون السبب أيضًا يعود إلى نظامهم الغذائي مثل تناول الأسماك والحليب المجمد الذي لا يأتي مباشرة من حلمات الأمهات.
كما ترون، لعب الحليب دورًا مهمًا جدًا من نمو الطفل المبكر من حيث توفير العناصر الغذائية والسماح للطفل بتطوير رابطة اجتماعية وعاطفية مع والدته.
تميل الثدييات البحرية مثل الدلافين المحتجزة في الأسر إلى أن تعيش فترة أقصر من تلك التي تعيش في البرية حتى عند منحها أقصى درجات العناية والعاطفة.
لكن الأسر المؤقت قد يكون أمرًا حيويًا لمساعدة الثدييات البحرية على التعافي من الإصابات الخطيرة، حيث تكون فرصها في البقاء على قيد الحياة في البحر ضئيلة إلى حد ما وتحتاج إلى رعاية إضافية لتطورها.