هرم القطب الجنوبي.. اكتشاف غامض توصل العلماء إلى حقيقته
تبلغ مساحته 2 كيلومتر مربع عند القاعدة ويغطي الثلج معظم سطحه مما يجعل من الصعب تحديد ملامحه
عندما تسمع كلمة هرم أو أهرامات، يستحضر الذهن بشكل تلقائي أهرامات الجيزة الموجودة في جمهورية مصر العربية. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هناك أهرامات في أماكن ودول أخرى حول العالم، تختلف أشكالها وأحجامها، إلا إنها لا تتفوق أبدا على أهرامات الحضارة المصرية القديمة لتميزها في العمارة والتاريخ والحجم وغيرها.
كان واحد من هذه الأهرامات التي أثارت جدلا واسعًا مؤخرًا، هو هرم القطب الجنوبي. وذلك بعد أن رصد مجموعة من هواة تفقد خرائط جوجل، كتلة ضخمة على شكل هرم في صور الأقمار الصناعية التي التقطت فوق الجزء الجنوبي من سلسلة جبال إلسورث في القارة القطبية الجنوبية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
انتشرت الصور بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول الأمر بين ليلة وضحاها إلى حدث غريب دفع البعض إلى نظريات المؤامرة، وابتكار قصص وخرافات وأساطير عديدة، لا تمت للواقع بصلة، خاصة بعد أن كشف الباحثون حقيقة هذا الهرم.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة هذا الهرم الضخم، والأساطير التي تم تداولها حوله. ونكشف في النهاية حقيقته كما أشار الباحثون.
قصة هرم القطب الجنوبي
في قارة أنتاركتيكا الجليدية، حيث يسود الصقيع والوحشة، يرتفع هرم غامض يثير تساؤلات حول حضارات قديمة غامضة.
تم اكتشاف هرم القطب الجنوبي لأول مرة عام 1911 من قبل بعثة بريطانية بقيادة روبرت فالكون سكوت، أول شخص يصل إلى القطب الجنوبي.
ويقع الهرم في منطقة جبال إلسورث، على بعد 200 كيلومتر من الساحل، ويبلغ ارتفاعه حوالي 400 متر، مما يجعله أحد أعلى التكوينات الصخرية في القارة.
يتميز الهرم بشكله المميز، حيث يتكون من قاعدة مربعة ومنحدرات ملساء ترتفع تدريجيًا إلى قمة مدببة. ويغطي الثلج معظم سطحه، مما يجعل من الصعب تحديد ملامحه بدقة.
أساطير حول هرم القطب الجنوبي
لا تزال طبيعة هرم القطب الجنوبي لغزًا غامضًا حتى يومنا هذا. وتجرى حاليًا العديد من الدراسات والأبحاث لمحاولة فهم أصله ووظيفته. كما تستخدم تقنيات متقدمة مثل التصوير بالرادار والمسح الضوئي ثلاثي الأبعاد لدراسة الهرم بدقة أكبر.
وفي ظل هذا الغموض، ثير اكتشاف هرم القطب الجنوبي جدلاً واسعًا حول أصله ووظيفته. ومن أبرز النظريات التي تم تداوللها حوله:
نظرية حضارة قديمة
يعتقد بعض الباحثين أن الهرم هو من صنع حضارة قديمة متقدمة، ربما كانت موجودة قبل الطوفان. تحديدًا منذ حوالي 10 آلاف عام، عندما كانت القارة القطبية الجنوبية دافئة.
يستند الباحثون في نظريتهم إلى تشابه هرم القطب الجنوبي مع الأهرامات المصرية، معتبرين أنه قد تم بناؤه من قبل نفس الحضارة أو حضارة ذات صلة.
كائنات فضائية
لا تخلو أي نظرية مؤامرة في العالم من ذكر الكائنات الفضائية ومسؤوليتها عن كل الظواهر الغريبة التي تحدث حولنا. لذلك، ليس غريبًا أن يردد بعض رواد مواقع التواصل عبر الإنترنت أن هرم القطب الجنوبي يمكن أن تكون من عمل كائن فضائي. واستدلوا على ذلك بالعديد من مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة على مر السنين في القارة القطبية الجنوبية.
نظرية التكوين الطبيعي
يعتقد باحثون آخرون أن هرم القطب الجنوبي هو تكوين طبيعي، ناتج عن عوامل جيولوجية مثل التعرية. ويشيرون إلى وجود العديد من التكوينات الصخرية الطبيعية في أنتاركتيكا ذات أشكال غريبة، معتبرين أن هرم القطب الجنوبي هو أحد الأمثلة على ذلك.
حقيقة هرم القطب الجنوبي
يزعم الكثيرون على الإنترنت أن الهرم مرتبط بالعديد من الخرافات والأساطير. بينما اقترح آخرون أن القارة القطبية الجنوبية ربما كانت مغطاة بالغابات المطيرة خلال عصور ما قبل التاريخ، مما يجعل وجود مثل هذا الهرم ممكن.
ولكن، دحض خبراء الجيولوجيا، بقيادة البروفيسور إريك رينو، هذه التكهنات. ونسب شكل هذا الهرم الضخم إلى التقاء الأنهار الجليدية والتي ساهمت في تشكيله، واصفا إياه بحدث طبيعي تشهده مواقع مختلفة في جميع أنحاء العالم. وضرب مثلا بقمة ماترهورن الشهيرة التي تعتبر المثال الأكثر وضوحًا في العالم لمثل هذا التكوين الطبيعي.
كذلك، توجد العديد من الجبال الأخرى ذات الشكل الهرمي في العالم، بما في ذلك جبل بولاندستيندور في أيسلندا، وجبل بوردويارن في جزر فارو، وتل فيسوشيكا في البوسنة. كما يعتقد بعض الناس أن تلال فيزوسيكا هي أيضًا هرم قديم.
ورغم التوصل إلى الحقيقة، إلا إن هذا الاكتشاف لجبل يشبه الهرم في القارة القطبية الجنوبية، ظاهرة طبيعية مثيرة للاهتمام. وتعد أيضًا بمثابة تذكير بالعجائب الموجودة على سطح الأرض.
معلومات عن هرم القطب الجنوبي
. يقع الهرم في الجزء الجنوبي من سلسلة جبال إلسورث في القارة القطبية الجنوبية.
. يبلغ حجم هذه الكتلة التي تظهر على شكل هرم 2 كيلومتر عند قاعدتها.
. جبال إلسورث هي أعلى سلسلة جبال في القارة القطبية الجنوبية، وتشكل سلسلة جبال يبلغ طولها 350 كم وعرضها 48 كم.
. تشهد جبال إلسورث متوسط درجة حرارة باردة -30 درجة مئوية، مما يجعل الوصول إلى هذه المنطقة متاحًا فقط لموسم قصير طوال السنة.
. الهرم المعني هو في الواقع مجرد جبل، حيث تقع هذه الهياكل الهرمية في جبال إلسورث. لذلك ليس من المستغرب أن تكون هناك قمم بهذا الشكل.
. يعتقد بعض الباحثين أن هرم القطب الجنوبي قد يكون جزءًا من هيكل أكبر مدفون تحت الجليد.
.أطلق على هرم القطب الجنوبي اسم "هرم بلات" نسبة إلى ويليام بلات، أحد أعضاء بعثة سكوت الذي اكتشف الهرم لأول مرة.
في النهاية، يظل هرم القطب الجنوبي لغزًا غامضًا يثير فضول العلماء والباحثين حول العالم. ومع استمرار الأبحاث والدراسات، قد نتمكن أكثر من الكشف عن أسرار أخرى متعلقة بالقطب الجنوبي، سواء فيما يتعلق بتاريخه الغامض أو تركيبته ومعالمه.
مع التأكيد على إنه لا يوجد شيء أكثر غموضًا وإبهارًا ولا يزال مثيرا للفضول في العالم مثل أهرامات الحضارة المصرية. لذلك، يثير كل ما يشبه الهرم فضول الباحثين والمتابعين حول العالم.