هل إنجاب الأطفال يجعلنا أكثر سعادة؟.. هذا ما يقوله العلم
لأجيال عديدة، كان إنجاب الأطفال ضرورة، بل وفرضاً اجتماعياً في بعض المجتمعات التي تعتبر الإنجاب جزءاً لا يتجزأ من مرحلة البلوغ والاكتمال. لكن في السنوات الأخيرة، لم يعد هذا الرأي التقليدي مهيمناً كما كان في السابق، حيث يختار عدد متزايد من الناس عدم الإنجاب.
ومع ذلك، لا يزال يبدو أن غالبية الناس يرغبون في إنجاب الأطفال في مرحلة ما، ولا تزال النساء يتعرضن لضغوط اجتماعية بسبب قرارهن بعدم الأمومة، كما يزداد الطلب على تقنية التلقيح الصناعي بشكل ملحوظ.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وحول ما سبق، يتبادر في ذهن الكثيرين العديد من الأسئلة، حول "أي الفريقين على حق؟"، و"ماذا يقول العلم في هذه المسألة؟"، و"هل يكون الإنسان أكثر سعادة مع الأطفال أم بدونهم؟".
وفي السطور التالية يحاول "رائج" الإجابة على بعض من هذه الأسئلة، مستنداً لآراء الخبراء التي وردت في كبرى المجلات العلمية، والتي ربما تفيدك في حسم قرار الإنجاب من عدمه.
هل يكون الإنسان أكثر سعادة مع الأطفال أم بدونهم؟
من الواضح أن هذا سؤال أكثر تعقيداً مما يبدو، حيث تلعب العوامل الشخصية دوراً كبيراً في قرارك وكيف ستسير الأمور بالنسبة لك. ومع ذلك، إليكم التأثيرات العامة التي تحدث في الدماغ عندما يكون لديك أطفال.
التأثيرات الإيجابية لإنجاب الأطفال
وفقاً لمجلة "بي بي سي للعلوم"، فإن المراحل الألية عند إنجاب طفل، تكون خلالها المشاعر مكثفة للغاية، خاصة عند الأم، حيث تسبب عملية الولادة والرضاعة الطبيعية فيضاناً من الأوكسيتوسين، "هرمون العناق"، والذي يعزز الروابط العاطفية، ويجعلنا نشعر بمزيد من المتعة في العلاقات الشخصية.
- اقرأ أيضاً
هولندي يواجه دعوى قضائية لإنجاب أكثر من 550 طفلاً
ويقول الخبراء إنه من الصعب تخيل ارتباط عاطفي أقوى من الرابط بين الأم والرضيع. لذلك، ستكون المشاعر التي تختبرها عند إنجاب الأطفال أكثر كثافة بكثير مما ستختبرها على الأرجح بدونهم.
وينطبق الأمر نفسه على الآباء وأي نوع آخر من الوالدين. فقد يكون للأم البيولوجية الصلة "الأكثر مباشرة" بالطفل، نظراً لخلقها له داخل جسدها، لكن كل دماغ بشري مهيأ للتعامل مع الأطفال بشكل إيجابي.
ويضيف الخبراء أن الروائح التي يصدرونها، وملامح وجوههم المبالغة، وضعفهم، وحجمهم، كلها تثير استجابة متزايدة في أدمغتنا، وتحفزنا على حمايتهم وتكوين روابط معهم. في هذه الحالة، يكون ذلك مع الطفل، ولكن أي شيء له سمات مشابهة يمكن أن يثير استجابة مماثلة لدينا. هذا هو السبب في أن الأشياء اللطيفة تُنظر إليها على هذا النحو.
الوجه الآخر للإنجاب
ومع ذلك، فإن هذه التجربة من الترابط والسعادة الغامرة ستتبدد في النهاية، ليس لأن الآباء لا يحبون أطفالهم، أو يندمون عليهم، ولكن الأطفال، ولاحقاً المراهقين، يتطلبون الكثير من العناية. والآباء والأمهات وحدهم المسؤولون عنهم.
ولعل قلة النوم، وتغيير الحفاضات المتسخة، والمصاريف، والفوضى، وحقيقة أن حياتك لم تعد ملكاً لك وحدك، من أبرز الأشياء التي يشتكي منها الشركاء الذين لديهم أطفال، إذ إن هذه العوامل وأكثر يمكن أن تزيد من التوتر والمشاعر السلبية المرتبطة بهما.
ولكن بعد ذلك، قد نختبر أيضاً فرحة الإنجاز، والحب الشديد لأطفالنا، والمرح الذي نقضيه معهم، ومتعة رؤية نموهم وتطورهم. لذا، تشير الأدلة التي إلى أن إنجاب الأطفال يمكن أن يجعلك أكثر سعادة. كما يمكن أن يجعلك تشعر بالحزن، أو بالتوتر الدائم، أو القلق، وما إلى ذلك.
وبشكل عام، يبدو فإن إنجاب الأطفال ربما يجعل تجاربنا العاطفية أكثر كثافة مما لو لم يكن لدينا أطفال، ويبقى القرار في النهاية عائداً بالكامل لتفضيلات الأشخاص للتحديد ما إذا كان هذا يبدو كصفقة رابحة بالنسبة لهم من عدمه.
- اقرأ أيضاً