هل التخاطر حقيقي؟.. تعرف على أسبابه وكيف يتم بين شخصين
يرتبط التخاطر بالعديد من الظواهر مثل قراء شخص لأفكار شخص آخر دون تفسير أو رؤية شخصين نفس الحلم
هل فكرت في شخص ثم فوجئت باتصاله بك بعدها؟ وهل كنت مع هذا الشخص في مرة وفوجئت بأنه يتحدث معك في أمر كنت تفكر فيه منذ لحظات؟ يعرف هذا علميًا باسم التخاطر. هذه الكلمة التي باتت مستخدمة بشكل شائع في العديد من الأمور والمواقف التي نمر بها، إلا إنها تحمل الكثير من الغموض حول أسبابها الفعلية أو حقيقتها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لذلك، يثير التخاطر فضول البشرية، باعتبار أن فكرة نقل الأفكار والمشاعر عن بعد دون الحاجة إلى الكلام أو أي وسيلة تواصل تقليدية أمر يجذب الخيال ويثير التساؤلات حول قدرات العقل البشري.
في التقرير التالي، نناقش معكم هذه الظاهرة التي يعتبرها باحثون وعلماء غريبة وغامضة، ونحاول التعرف على كيفية حدوثها وأنواعها وحتى أضرارها.
ما هو التخاطر؟
التخاطر، أو التلباثي، هو مصطلح يشير إلى القدرة على نقل المعلومات من عقل شخص لآخر دون استخدام الحواس الخمس المعروفة. بمعنى آخر، هو التواصل الفكري المباشر بين شخصين.
يرتبط التخاطر أيضا بالعديد من الظواهر الأخرى مثل شعور الشخص بمشاعر أو أفكار شخص آخر دون تفسير واضح. وكذلك حلم شخصين بنفس الحلم في نفس الوقت أو شعور شخصين بنفس الفكرة في نفس الوقت دون تواصل مسبق.
دفع هذا العديد من الباحثين والعلماء لإجراء العديد من الدراسات على التخاطر على مر السنين، لكن النتائج أغلبها كانت متضاربة، إذ يواجه البحث في التخاطر العديد من التحديات، بما في ذلك صعوبة التحكم في المتغيرات وتأثير العوامل النفسية.
على جانب آخر، يظهر مفهوم التخاطر في العديد من الثقافات والحضارات عبر التاريخ، وغالبا ما يرتبط بالمعتقدات الدينية أو الروحية. كما يستخدم كموضوع شائع في أعمال الخيال العلمي، وغالبًا ما يصور كقدرة خارقة للطبيعة يمتلكها بعض الأشخاص.
هل التخاطر حقيقي؟
كما سبق وأشرنا، لا يوجد إجماع علمي حول وجود التخاطر، رغم العديد من الدراسات التي أجريت على مر السنين، إلا إن النتائج كانت متضاربة، إذ أظهرت بعض الدراسات نتائج إيجابية، بينما فشلت دراسات أخرى في إثبات أي تأثير للتخاطر.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم بعض النظريات العلمية التي تحاول تفسير كيفية عمل التخاطر:
مجالات الطاقة
تشير هذه النظرية إلى أن الدماغ ينتج مجالات مغناطيسية أو كهربائية يمكنها نقل المعلومات إلى دماغ شخص آخر.
الموجات الدماغية
تشير هذه النظرية إلى أن نوعًا معينًا من الموجات الدماغية، مثل موجات غاما، يمكن أن تستخدم لنقل المعلومات بين العقول.
التشابك الكمومي
تشير هذه النظرية إلى أن الجسيمات الدقيقة في الدماغ يمكن أن تكون متشابكة، مما يعني أنها يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض على الفور بغض النظر عن المسافة.
أنواع التخاطر
يعتقد أن التخاطر قد يكون ناتجًا عن ظواهر نفسية مثل الإيحاء أو التخيل أو الصدفة. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي قاطع يكشف آلية التخاطر بشكل صحيح، لكن يمكن الإشارة إلى أشهر أنواعه في السطور التالية:
التخاطر الحسي
نقل المعلومات الحسية مثل الصور والأصوات والأحاسيس بين شخصين سواء التوائم أو بين الأشخاص الذين لديهم رابطة عاطفية قوية.
التخاطر العاطفي
يتمثل في قدرة الشخص على الشعور بمشاعر شخص آخر دون الحاجة إلى التعبير عنها لفظيًا أو جسديًا. ويعتقد أن هذا النوع من التخاطر يحدث بشكل متكرر بين الأشخاص الذين لديهم حساسية عاطفية عالية.
التخاطر الفكري
يتم عن طريق نقل الأفكار أو المشاعر أو الصور الذهنية بشكل ما لشخص آخر. ويعتقد أن هذا النوع يتطلب مهارات تركيز وتأمل عالية.
ما هي علامات نجاح التخاطر؟
رغم حيرة العلماء في توصيف ظاهرة التخاطر، إلا إن هناك بعض العلامات التي قد تدل على وجوده ونجاحه، من بينها:
الشعور بمشاعر الآخر
قد تشعر بمشاعر قوية مثل الحزن أو الفرح أو الغضب دون سبب واضح، ثم تكتشف لاحقًا أن الشخص الذي تفكر فيه يعاني من نفس المشاعر في نفس الوقت.
تلقي صور أو أفكار مفاجئة
قد ترى صورًا أو أفكارًا واضحة في ذهنك دون سابق إنذار، ثم تكتشف لاحقًا أنها مرتبطة بشخص تفكر فيه.
الأحلام المشتركة
قد تحلم أحلامًا مشتركة مع شخص آخر، وتكتشف لاحقًا أن لديكما نفس التفاصيل.
الشعور بالاتصال
قد تشعر أنك وشخص آخر تفهمان بعضكما البعض دون الحاجة إلى الكلمات.
التوافق الجسدي
قد تلاحظ تغيرات في جسمك مثل تسارع ضربات القلب أو التعرق أو الشعور بالبرودة أو الدفء دون سبب واضح، ثم تكتشف لاحقًا أن الشخص الذي تفكر فيه يعاني من نفس التغيرات في نفس الوقت.
كيف يتم الاتصال الروحي بين شخصين؟
لا يوجد تفسير علمي واحد لكيفية حدوث الاتصال الروحي. يعتقد بعض الناس أنه ناتج عن رباط روحي بين شخصين، مثل التوائم على سبيل المثال. بينما يعتقد البعض الآخر أنه ناتج عن مستوى عال من التعاطف والتفاهم. ومهما كان السبب وراء هذا الاتصال، فإنه تجربة قوية يمكن أن يكون لها تأثير عميق على حياتنا.
وتتمثل أهم العلامات التي تشير إلى وجود الاتصال الروحي بين شخصين في الفهم المتبادل، إذ يبدو أنك تفهم الشخص الآخر بدون الحاجة إلى الكثير من الكلمات. كما تجد نفسك تتواصل مع الشخص الآخر بسهولة. وتشعر وكأنك مرتبط به بطريقة خاصة.
أضرار التخاطر
يحذر بعض الناس من مخاطر ممارسة التخاطر، خاصة إذا تم ذلك بطرق عشوائية كما يحدث في بعض المناطق بدافع كسب المال أو لفت الانتباه. إذ تشمل بعض المخاطر إمكانية تعرض الشخص لأفكار أو مشاعر سلبية من شخص آخر. كما قد يؤدي التخاطر إلى مشاكل في الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يستغل بعض الأشخاص ادعاءات التخاطر للنصب على الآخرين.
في النهاية، من المهم التأكيد على إن التخاطر هو ظاهرة غامضة لم تثبت علميًا بشكل قاطع، لكن رغم ذلك يشعر الكثيرون بوجودها عن طريق القدرة على نقل الأفكار والمشاعر بين شخصين دون استخدام الحواس الخمسة.