هل حقاً تفيد هذه الفاكهة كعلاج ناجع للأورام الخبيثة؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 08 ديسمبر 2019
مقالات ذات صلة
أورام الدماغ.. خطوات لاكتشاف الإصابة قبل فوات الأوان
فيديو طريقة تحضير كعكة فاكهة التنين
كيف تقضي على ذباب فاكهة المنزل

هل حقاً تفيد هذه الفاكهة كعلاج ناجع للأورام الخبيثة؟

هل سمعتم يوماً بما يسمى بفاكهة القشطة أو الغرافيولا؟ منذ عدة سنوات يتم الترويج لمستحضرات ومتممات مستخلصة من هذه الفاكهة كي يتم استخدامها في علاج مرضى السرطان، فهل هي فعلاً فعالة في هذا المجال؟

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

بداية، لنأخذ فكرة عن هذا النوع من الفواكه اللذيذة.

القشطة أو الغرافيولا نوع من الأشجار الصغيرة دائمة الخضرة التي تعيش في الغابات المطيرة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، وهي تنتج ثماراً شبيهة بشكل القلب ذات لب أبيض لذيذ المذاق تستخدم للأكل مباشرة أو في الحلويات والكوكتيلات والآيس كريم.

شاهد أيضاً: فاكهة غريبة

منذ قديم الزمان وأهالي تلك المناطق يستخدمون ثمار وأوراق ولحاء وحتى جذور هذه الفاكهة في علاج الأمراض المختلفة مثل الإنتانات الفيروسية والطفيلية والتهاب المفاصل والاكتئاب وغيرها... ثم شاع في الفترة الأخيرة عن استخدامها في علاج السرطانات خاصة تلك المعندة على العلاج الكيماوي.

في الحقيقة، فقد تم إجراء بعض التجارب على خلاصة هذه الفاكهة ضد بعض الخلايا السرطانية مثل سرطان الثدي والبروستات والكولون والكبد وقد وجد أنها قد تكون فعالة أحياناً في تثبيط نمو الخلايا السرطانية.

ولكن تلك الدراسات قد تم إجراؤها في المختبرات فقط ولم يتم تجربتها أبداً على جسم الانسان كما أنها تفتقد للمصداقية الكاملة من حيث تفسير النتائج الحاصلة ولم يتم الاعتراف بها رسمياً من قبل أي من مختبرات ومعاهد البحث رفيعة المستوى، وبالتالي لا يمكن الجزم أبداً بمدى فعاليتها أو استخدامها كعلاج معتمد.

حسناً...ربما تفكرون الآن ماذا سيخسر مريض مصاب بورم خبيث لو قام بتناول هذا الفاكهة على أي حال، فلربما تساعد على تحسن مرضه؟!!!

للأسف فإن استخدامها بكميات كبيرة أو طويلة المدى و بطريقة غير مضبوطة ومدروسة قد يكون له الكثير من التأثيرات الجانبية الخطيرة. حيث بينت الدراسات المختلفة احتواء هذه الفاكهة على مواد سامة عصبياً (خاصة في البذور)  تمتلك خواص سمية عالية على الجهاز العصبي مسببة أعراضاَ شبيهة بداء باركنسون واضطرابات حركية، إضافة إلى السمية الكلوية والكبدية.

كما أنها يمكن أن تزيد من التأثيرات الجانبية وعوامل الخطورة لبعض الحالات المرضية أو الأدوية لذلك ينصح بالابتعاد عنها تماماً عند الحوامل ومرضى انخفاض ضغط الدم وحالات انخفاض مستوى الصفيحات الدموية والأمراض الكلوية والكبدية و في حال تناول أدوية خاصة بالداء السكري. وهي كذلك يمكن أن تؤثر على نتائج بعض الاختبارات التشخيصية الطبية مثل اختبارات السكر في الدم وتعداد الصفيحات وقياسات ضغط الدم وفحوصات الطب النووي.

والأهم من هذا كله فإن الأدوية والمستحضرات الحاوية على خلاصة هذه الفاكهة وأشجارها والمروج لها بشكل كبير هي جميعها غير موثوقة المصدر والإنتاج كونها غير معترف بها بشكل رسمي طبياً، فحتى لو كانت فعلاً مفيدة في علاج السرطان فالمواد التي يتم بيعها حكماً لا تتشابه مع تلك التي تم استخدامها في تجارب المختبرات الطبية.

أعزائي القراء... حذار من استخدام أي مستحضر طبي من مصادر غير موثوقة خاصة تلك التي تباع عبر المواقع الالكترونية وليس في الصيدليات أو المراكز الطبية... في حال قررتم استخدامها لكم أو لأحباءكم..الرجاء إعلام الطبيب الأخصائي المشرف على العلاج أولاً لأنها قد تتعارض من العلاج المستخدم وتحد من تأثيره وقد تسبب تأثيرات جانبية خطيرة أنتم بغنى عنها. متمنين لكم دوام الصحة والعافية.

ترى هل تذوقتم هذه الفاكهة من قبل؟ وما رأيكم بها؟