هل سيقوم سوق الأسهم بالتصحيح في 2024؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 يناير 2024
مقالات ذات صلة
المدير الناجح ومهاراتة مع تصحيح الموظف السلبي
ميدو يتعهد في حالة فوز الزمالك بدوري أبطال إفريقيا سيقوم بهذا الفعل!
الإمارات تمدد مهلة تصحيح أوضاع المخالفين لشهرين إضافيين

بدأت سوق الأسهم الأمريكية عام 2024 في وضع قوي، بعد أن استعادت معظم خسائرها التي فقدتها في السوق الهابطة في عام 2022، كانت الأسهم في المنطقة الإيجابية خلال معظم عام 2023 لتختتم العام بارتفاع قوي في نوفمبر وديسمبر، وعلى مدار عام 2023 بأكمله، حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عوائد بنسبة 26.29% وارتفع مؤشر ناسداك بنحو 44%، وعلى الرغم من تلك المكاسب الواسعة في نهاية العام الماضي أظهرت الأسواق المزيد من التقلبات في الأسابيع الافتتاحية لعام 2024.

في حين أن العوامل الأساسية مثل نمو أرباح الشركات تعد دائمًا محركًا مهمًا لأداء الأسهم، إلا أن السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي كانت لها تأثير كبير على الأسواق خلال العامين الماضيين.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

منذ يوليو 2023 حافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي على مستوى سعر الفائدة الذي يتحكم فيه بين نطاقي 5.25% - 5.50%، بين مارس 2022 ويوليو 2023 رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إحدى عشرة مرة لإبطاء النمو الاقتصادي ومكافحة التضخم، وقد استطاع البنك الاحتياطي أن يحقق نجاحًا كبيرًا، حيث انخفض التضخم من ذروته البالغة 9.1% في منتصف عام 2022 إلى 3.1% بحلول نهاية عام 2023، كما استطاع أن يحافظ على نمو الاقتصاد بمعدل متواضع طوال هذه الفترة متجنبًا حدوث ركود اقتصادي مثلما اعتقد الكثيرون من تبعات رفع أسعار الفائدة الفيدرالية. 

كان ارتفاع سوق تداول الأسهم في أواخر عام 2023 مدفوعًا جزئيًا بالتكهنات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيفكر قريبًا في خفض المعدل المستهدف للأموال الفيدرالية، وعندما يقوم الاحتياطي الفيدرالي "بتخفيف" السياسة النقدية على هذا النحو، فإنه يميل إلى مساعدة بيئة الأعمال، وهو ما يعمل على تحسين احتمالات نمو أرباح الشركات، عادة ما يفيد نمو الأرباح أسعار الأسهم.

ومع ذلك، فإن اتجاه التضخم الإيجابي لم يترجم بعد إلى تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، فبعد الاجتماع الأخير في منتصف ديسمبر 2023 أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة يمكن أن تحدث في عام 2024، ولكن في الوقت نفسه، لم يستبعد بعض المسؤولين لدي البنك المزيد من رفع أسعار الفائدة، حيث يخشى البنك أن يظل التضخم أعلى من هدفه البالغ 2%.

ونما الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي قدره 2% في الربعين الأول والثاني من عام 2023، وقفز إلى معدل نمو سنوي قدره 4.9% في الربع الثالث، وقد ساعدت التطورات الاقتصادية المواتية مثل ظروف العمل القوي ومعدل الإنفاق الاستهلاكي المرن في إبقاء الاقتصاد على مسار إيجابي، وأظهرت أرباح الشركات بعض التحسن في الربع الثالث، وهو ما يعتبر علامة مشجعة، وتشير التوقعات إلى أن الأرباح تميل في اتجاه إيجابي قليلاً في المستقبل.

كيف ستحدد هذه العوامل وغيرها اتجاه سوق الأسهم في عام 2024؟

نهاية سريعة حتى عام 2023

في عام 2022 عانت الأسهم الأمريكية من السوق الهبوطية الثانية خلال ثلاث سنوات، وانتعشت الأسهم بشكل حاسم في عام 2023، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 20% خلال شهر يوليو قبل أن يتراجع بين أغسطس وأكتوبر، وفي شهر نوفمبر وديسمبر تعافت الأسواق وأنهت العام بارتفاع حاد.

القيادة الضيقة للسوق 

وبينما كان الأداء العام لسوق الأسهم إيجابيا، فإن معظم المكاسب تركزت على مجموعة ضيقة من الأسهم، يقول أحد خبراء السوق البارزين أن: "خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأسهم التقديرية الاستهلاكية هي التي سيطرت على السوق في عام 2023، فالأداء كان ضعيفًا  في جميع القطاعات الأخرى، ومع ذلك، توسعت قيادة السوق خلال الشهرين الأخيرين من العام".

إن الحفاظ على بيئة سوقية أكثر ملاءمة من المرجح أن يتطلب استمرار المكاسب الشاملة، وليس من الواضح أن لدينا قيادة جديدة ناشئة بعد، لهذا يمكن أن تظل الأسهم الشهيرة الموجهة نحو التكنولوجيا تحظى بشعبية كبيرة لدى المستثمرين، على الرغم من ارتفاع أسعارها بشكل كبير في عام 2023.

المحركات الرئيسية لسوق الأوراق المالية في عام 2024

يعتقد الخبراء أن هناك اعتبارين أساسيين يستحقان أكبر قدر من الاهتمام لضمان مفاتيح التعافي المستدام للسوق الصاعدة وهما:

  • اتجاهات التضخم وتحركات السياسة النقدية المستقبلية للبنك الاحتياطي الفيدرالي:

وبينما يحوم معدل التضخم الرئيسي الآن في نطاق 3%، يشير المحللون إلى أن البنك الاحتياطي الفيدرالي مهتم أكثر بوتيرة مكاسب الأجور، فلا يزال متوسط نمو الأرباح في الساعة أعلى من 4% وهو أعلى من هدف البنك الاحتياطي الفيدرالي، وقد يحتاج ذلك إلى التغيير إذا أريد للتضخم أن يتباطأ.

يقول كبير مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات في بنك الولايات المتحدة "إريك فريدمان": إذا نظرنا إلى تعريف البنك الاحتياطي الفيدرالي للتقدم فيما يتعلق بالتضخم، فسنجد أنهم يريدون تقريبه من هدفهم البالغ 2% سنويًا، ولكن السؤال هو إلى أي مدى يجب أن يستقر التضخم الإضافي قبل أن يكون البنك الاحتياطي الفيدرالي مستعدًا مرة أخرى لتغيير مساره بشأن أسعار الفائدة.

  • مصروفات المستهلك:

يقول فريدمان: "إن استعداد المستهلكين للحفاظ على نمو معقول في الإنفاق كان بمثابة العمود الفقري للاقتصاد، ومن المحتمل أن يرجع ذلك جزئيًا إلى قوة سوق العمل والنمو الكبير في الأجور"، ويقول فريدمان إن "المستثمرين سوف يراقبون اتجاهات الإنفاق الاستهلاكي للبحث عن علامات التباطؤ الاقتصادي".

يقول كبير مديري استراتيجية الاستثمار في إدارة الثروات في بنك الولايات المتحدة "روب هاوورث": في الأسابيع الأولى من عام 2024 تستوعب الأسواق أحدث الأخبار من بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب عوامل أخرى مثل اتجاه أرباح الشركات.

المخاطر الخارجية للسوق

وفي حين أنها قد لا تمثل عوامل حاسمة، إلا أن قضايا السياسة والمسائل الجيوسياسية يمكن أن تؤثر على معنويات المستثمرين وتنعكس في تحركات إيجابية أو سلبية في الأسواق، إن الصراع المتنامي بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية والذي أدى إلى الغزو الإسرائيلي لغزة، يثير المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.

وكذلك الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا والتوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، بما في ذلك النزاعات التجارية والمخاوف بشأن الصراعات حول تايوان، يمكن أن تتطور إلى قضايا أكبر تؤثر على سوق الأسهم الأمريكية، على الصعيد المحلي، هناك خطر إغلاق الحكومة في الأفق مع بداية العام، حيث لا يزال الكونجرس بحاجة إلى سن ميزانية نهائية للسنة المالية 2024 التي بدأت في الأول من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك انتخابات رئاسية مشتعلة في عام 2024.

الحفاظ على المنظور الصحيح

يقول فريدمان إنه من المهم الحفاظ على منظور مناسب للأسواق، وهو ما يشجع المستثمرين على رؤية الأسواق من خلال عدسة طويلة المدى، يقول فريدمان: "إن توقيت الأسواق ومحاولة توخي الدقة فيما يتعلق بموعد الدخول ومتى الخروج أمر صعب"، ويؤكد فريدمان على أن وجود خطة تساعد في اتخاذ القرار الاستثماري هو أمر بالغ الأهمية خاصة في مثل هذه الأوقات، ويقول: "هذا هو أساس الاستثمار".

وعلى المدى القريب، يجب على المستثمرين الاستعداد لاستمرار التقلبات الأخيرة في السوق، من المرجح أن تستمر التقلبات في الأسواق وليس بالضرورة مسارًا صعوديًا مباشرًا للأسهم في الأشهر المقبلة.