هل يجوز صلاة عيد الفطر خلف الإمام في التلفاز أو الراديو؟
بسبب إجراءات فيروس كورونا الوقائية، أعتاد البعض على أداء صلاة العيد في المنزل تجنباً الإصابة بالفيروس، بسبب الزحام الذي يكون متواجداً في المساجد وبعد الصلاة احتفالا بعيد الفطر المبارك.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تساءل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أداء صلاة عيد الفطر المبارك وراء الشيخ في التلفاز أو خلف المذياع في الراديو، فهل يجوز ذلك؟
أوضح دار الإفتاء المصرية، من خلال صفحتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، رداً على بعض التساؤلات المتعلقة بصلاة عيد الفطر خلف الشيخ في التلفاز، هذا الأمر لا يجوز على الإطلاق فلا يصح صلاة العيد من خلال بث إلكتروني.
قال علماء الأزهر الشريف عن فضل أداء صلاة عيد الفطر، صلاة العيد شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، شرعها الله سُبحانه وتعالى، لاجتماعِ وتلاقي المسلمين، وتأكيدِ وحدتهم، وتعاونِهم على الطَّاعة والعبادة، وهي سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله.
استكمل فقهاء الشريعة الإسلامية، أن صلاة العيد في الأساس يجب أدائها في في الساحات والمساجد الجامعة، لكن بسبب إجراءات فيروس كورونا المستجد، أصبح لا يجوز أدائها في المساجد أو في الساحات حفاظاً على صحة الفرد وأسرته من انتشار الوباء.
بسبب هذا الظروف الصحية أصبح من الممكن أدائها في المنزل رفقة أفراد الأسرة من خلال الجماعة، أو يمكنك أدائها منفرداً دون الاستماع للخطبة التي كان يوصي بها الرسول محمد كسنة عنه وعلى أهل البيت.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ يَكُونُ فِي مَنْزِلِهِ بِالزَّاوِيَةِ، فَإِذَا لَمْ يَشْهَدِ الْعِيدَ بِالْبَصْرَةِ جَمَعَ أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ وَمَوَالِيَهُ، ثُمَّ يَأْمُرُ مَوْلَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ.
قال الشبراملسي عن فضائل صلاة عيد الفطر في المساجد والساحات: َالْمُرَادُ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ الْجَمَاعَةُ فِيهَا، وَأَنَّهَا لَا تَجِبُ اتِّفَاقًا.
لذلك يمكنك أداء صلاة العيد في المنزل رفقة أفراد الأسرة أو بمفردك، لكن لا يجوز أدائها خلف الشيخ في التلفاز أو من بث مباشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
يرجع السبب وراء ذلك، أن صلاة العيد يفضل أن تكون جماعة لا تتحقق هذا الشرط دون وجود إمام، حيث يكون متواجداً في مكان الصلاة وحاضراً ليكون التواصل من مكان واحد.
يقول علماء الفقه والشريعة الإسلامية، أن هذا الأمر الموضح في القرآن الكريم، وأمر به الرسول محمد الكريم في أحاديثه النبوية، كما كان يفعل ذلك من الصحابة وأهل البيت.
يقول الله تعالى: وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ. سورة النساء.
أوضح رسول الله في حديث نبوي شريف: صَلَاةُ الجَمِيعِ تَزِيدُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وصَلَاتِهِ في سُوقِهِ، خَمْسًا وعِشْرِينَ دَرَجَةً.
يقول الإمام ابن مازة: اختلاف المكان يمنع صحة الاقتداء، أي أداء صلاة العيد أو الصلوات بشكل عام من خلال البث الإلكتروني أو الاستماع للراديو أمراً لا يجوز يبطل أداء الصلاة.
استعان دار الافتاء المصرية ببعض الفتوى من كبار علماء الفقه والشريعة الإسلامية، الذي كان على رأسهم الإمام ابن قدامه الذي قال: وَإِنْ كَانَ الْمَأْمُومُ فِي غَيْرِ الْمَسْجِدِ، أَوْ كَانَا جَمِيعًا فِي غَيْرِ مَسْجِدٍ، صَحَّ أَنْ يَأْتَمَّ بِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مُسَاوِيًا لِلْإِمَامِ أَوْ أَعْلَى مِنْهُ، كَثِيرًا كَانَ الْعُلُوُّ أَوْ قَلِيلًا، بِشَرْطِ كَوْنِ الصُّفُوفِ مُتَّصِلَةً وَيُشَاهِدُ مَنْ وَرَاءَ الْإِمَامِ.