وحمات حديثي الولادة.. أسباب ظهورها وأنواعها ومتى تكون خطيرة
من الضروري رفع مستوى الوعي بهذه الحالة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون منها على التعايش معها
اليوم العالمي للتوعية بالوحمات الوعائية
أنواع الوحمات عند حديثي الولادة
يراود العديد من الأسر حول العالم خوف من ولادة أبنائهم بعيب خلقي أو إعاقة أو أي حالة خاصة. ومن أشهر الهواجس أيضًا التي تطاردهم، ولادة طفل بعلامة أو بقعة في الجسم، فيما يعرف باسم "الوحمة".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لذلك، تنتشر في العديد من المجتمعات، العربية منها بالتحديد، أفكار وقصص وطقوس خاصة حول فكرة الوحمة، أبرزها ضرورة تلبية احتياجات الأم أثناء الحمل حتى لا يولد جنينها بها، وما إلى ذلك.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالوحمات الوعائية، كل ما تريد معرفته عن الوحمة وأسبابها وأنواعها وطرق علاجها وهل يمكن أن تكون خطيرة أم لا.
اليوم العالمي للتوعية بالوحمات الوعائية
في 15 مايو كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للتوعية بالوحمات الوعائية، بهدف نشر الوعي حول هذه الحالة المرتبطة بظهور علامات وبقع ملونة على الجلد تصيب حديثي الولادة وتستمر معهم.
بدأت فكرة هذا اليوم من وحي تجربة خاضتها طبيبة تدعى ليندا روزيل شانون، في عام 1994، دفعتها إلى تدشين مؤسسة الوحمات الوعائية عندما أن ولدت ابنتها بورم وعائي، إذ لاحظت عدم وجود أي معلومات أو دعم تقريبًا للعائلات التي تواجه مواقف مماثلة. لذلك، قررت هذه الأم أن الوقت قد حان لزيادة الوعي بهذه الحالة.
مع مرور السنين، ومواصلة هذه الطبيبة دورها من خلال مؤسستها الخاصة بالوحمات الوعائية، اعترف الكونجرس الأمريكي رسميًا بيوم 15 مايو من كل عام، ليمثل اليوم العالمي للتوعية بالوحمات الوعائية.
ويهدف هذا اليوم إلى رفع مستوى الوعي بهذه الحالة، لمساعدة الأشخاص الذين يعانون منها على التعايش معها، وزيادة الوعي لدى المجتمع لتقبلها وتقديم الدعم والتفاهم.
أسباب الوحمة
يتساءل كثيرون ما هو سبب ظهور الوحمة؟ سواء لاتخاذ احتياطاتهم قبل الحمل أو الولادة، أو للتعرف على أسباب ظهورها بعد اكتشافها عقب إنجاب طفل. ورغم إن العلم لم يتوصل إلى سبب محدد لحدوثها، إلا إن هناك مجموعة من العوامل التي قد تلعب دورا، من بينها:
العوامل الوراثية
ربما تكون الجينات الوراثية واحدة من الأسباب التي تؤدي لظهور الوحمة، إذ يلعب التاريخ العائلي مع الوحمات دورًا. كما تلعب الجينات دورًا في تحديد نوعها ولونها وحجمها، مثل وحمات الشامات أو وحمات بقع القهوة بالحليب.
العوامل البيئية
أحيانا تؤدي بعض العوامل البيئية، مثل التعرض لأشعة الشمس، إلى ظهور بعض أنواع الوحمات.
طفرة جينية
يمكن أن تنتج الوحمات من طفرات جينية تحدث للجنين في خلايا الجلد، والتي تؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين، أو الصبغة التي تضفي اللون على الجلد.
عوامل أخرى
قد تلعب بعض العوامل الأخرى، مثل العدوى أو الإصابات، دورًا في ظهور بعض أنواع الوحمات. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي قاطع على ذلك.
أنواع الوحمات عند حديثي الولادة
تصنف الوحمات بشكل عام إلى نوعين رئيسيين، هما:
الوحمات الوعائية
تعتبر الوحمة الأكثر شيوعًا في هذا النوع هي وحمة الفراولة، والتي تسمى أيضًا "وحمة الشحمية". وتظهر كبقع حمراء على الوجه أو الرأس أو الجذع، وتنمو خلال الأسابيع الأولى من الحياة. وأحيانا تختفي بشكل طبيعي بحلول سن العاشرة.
كذلك يتضمن هذا النوع وحمة تحمل اسم "بورت واين" والتي تظهر كبقع مسطحة بنفسجية أو وردية اللون. وكذلك وحمة بقع السلمون التي تظهر كبقع مسطحة وردية أو حمراء، وتسمى أيضًا "وحمة الملاك".
الوحمات الصباغية
أبرز أشكال هذا النوع هو وحمة الشامات الخلقية، والتي تأتي في صورة بقع بنية أو سوداء. أما الوحمة المنغولية فتظهر كبقع زرقاء رمادية، ويمكن أن تختفي بشكل عام بحلول سن المراهقة.
وأخيرًا وحمة الشفة العليا التي يبدو من اسمها أنها تظهر فوق الشفة العليا.
كيف أفرق بين الوحمة والتجمع الدموي؟
ليس من الصعب التفريق بين الوحمات والتجمع الدموي، فالأولى عبارة عن علامات ملونة على الجلد، بينما التجمعات الدموية هي مناطق من الجلد تحتوي على دم متجمع تحت السطح.
كذلك، تظهر الوحمات عادة عند الولادة أو في وقت مبكر من الطفولة. بينما التجمعات الدموية تظهر عادة بعد إصابة أو رضح، وتكون عادة أصغر من الوحمات وربما مؤلمة أو حساسة، خاصة عند الضغط عليها وتختفي عادة في غضون أسابيع قليلة، على عكس الوحمات التي عادة ما تكون دائمة.
متى تكون الوحمة الدموية خطيرة؟
إذا كنت ممن يتساءلون متى تكون الوحمة خطيرة؟ أو هل الوحمة لها أضرار على الشخص؟ فالإجابة مطمئنة للغاية، لأن الوحمة لا تسبب أي أعراض، فقط تنمو بعض الوحمات الوعائية مع مرور الوقت، أو قد تتغير في المظهر. وهذا يعني إنها لا تسبب أي مشاكل صحية خطيرة.
المشكلة الوحيدة إنها قد تؤثر بعضها على مظهر الشخص وثقته بنفسه. ولكن يمكن أن تساعد العلاجات المتاحة في تحسين مظهر الوحمة وتعزيز الثقة بنفس الشخص. كما يمكن أن يساعد مشاركة المعلومات حول الوحمات الوعائية مع العائلة والأصدقاء في زيادة الوعي بهذه الحالة.
لكن هذا لا يمنع أن نأخذ حذرنا في بعض الحالات القليلة، كأن تلاحظ أنها تنمو بشكل سريع أو تصبح أكبر من 3 سم، فقد تكون علامة على ورم سرطاني. وكذلك إذا تغير لونها بشكل غريب أو إذا كانت مؤلمة أو تنزف بسهولة أو لا تتوقف عن النزيف، فقد تكون علامة على اضطراب في الدم.
في هذه الحالات، يجب عليك مراجعة الطبيب الذي سيقوم بتقييم الوحمة وتحديد ما إذا كانت بحاجة إلى أي علاج.
علاج الوحمة الوعائية
لا يوجد علاج للوحمات الوعائية، ولكن هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لتحسين مظهرها. وتشمل هذه الخيارات:
. العلاج بالليزر عن طريق استخدام الليزر لتدمير الأوعية الدموية في الوحمة.
. قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الوحمات الوعائية الكبيرة أو المعقدة.
. يمكن استخدام المكياج لإخفاء الوحمات الوعائية.
بالإضافة إلى ما سبق هناك نصائح للتعامل مع وحمات حديثي الولادة، أبرزها: حماية الوحمة من أشعة الشمس عن طريق استخدم واقي الشمس بعامل حماية على المنطقة المصابة. كما يجب تجنب خدش أو فرك الوحمة الذي قد يؤدي ذلك إلى تهيجها أو عدوى.
وفي النهاية، عليك استشارة الطبيب بانتظام لمراقبة أي تغييرات في الوحمة.