يوم المتاحف العالمي.. جولة داخل أفضل 10 متاحف حول العالم
من بينها المتحف المصري الذي يضم أكثر من 160 ألف قطعة أثرية تروي حكايات من التاريخ
المتاحف عالم ساحر، لا تقتصر مهمته فقط على عرض القطع الأثرية، بل تعد أيضًا منصة تعليمية هامة تساهم في نشر المعرفة وتعزيز الوعي المجتمعي. كما تشكل مساحة للإبداع والتعبير عن الذات، حيث تتيح للفنانين والمثقفين فرصة عرض أعمالهم ومشاركة إبداعاتهم مع الجمهور.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تنظم المتاحف العديد من الفعاليات والأنشطة التعليمية والتثقيفية، مثل: المحاضرات وورش العمل والبرامج التفاعلية، والتي تستهدف مختلف الفئات العمرية، من الأطفال إلى الكبار. ولذلك، كان منطقيا أن يتم تخصيص يوم عالمي للمتاحف، يتم فيه الاحتفاء بهذه المنشآت المهمة حول العالم.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اليوم العالمي للمتاحف. بالإضافة إلى أفضل 10 متاحف يجب زيارتها حول العالم.
اليوم العالمي للمتاحف
في 18 مايو كل عام، يحتفل العالم بـ "يوم المتاحف العالمي". وتهدف هذه المناسبة، التي تم تدشينها عام 1977 من قبل المجلس الدولي للمتاحف، إلى التوعية بأهمية المتاحف ودورها المحوري في الحفاظ على التراث الإنساني وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
كذلك، تؤكد المناسبة على إن المتاحف بمثابة حكاية مجسدة للحضارة الإنسانية، تتيح للزائرين فرصة الغوص في أعماق التاريخ واكتشاف إبداعات وثقافات الحضارات القديمة والحديثة على حد سواء. فمن خلال المعارض المتنوعة والقطع الأثرية النادرة، تقدم المتاحف رحلة عبر الزمن، تثري المعرفة وتحفز التفكير وتلهم الإبداع.
أهمية يوم المتاحف العالمي
تتخطى أهمية هذا اليوم كونه مجرد مناسبة سنوية، بل يعتبر رسالة عالمية تهدف إلى ترسيخ مفهوم المتحف كمؤسسة ثقافية، تتيح للجميع فرصة استكشاف إبداعات الإنسان عبر العصور، والتفاعل مع مختلف الحضارات، واكتساب خبرات جديدة تثري حياتهم.
كما تعتبر المتاحف بمثابة نوافذ على الماضي، تتيح للزائرين فرصة السفر عبر الزمن والتعرف على حضارات عريقة وشعوب قديمة من خلال القطع الأثرية والتحف الفنية التي تعرضها، إذ تلعب هذه القطع دورًا هامًا في سرد قصص الماضي، وتساعدنا على فهم تاريخنا وتطوره، وتزيد فينا الشعور بالانتماء والتقدير للإرث الحضاري الذي ننتمي إليه.
بالإضافة إلى ذلك، تعد المتاحف أيضًا جسورًا للتواصل بين مختلف الثقافات والشعوب، حيث تتيح للناس من مختلف الخلفيات فرصة التفاعل مع بعضهم البعض وتبادل المعرفة والخبرات.
شعار اليوم العالمي للمتاحف 2024
في كل عام، ومع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، يتم اختيار شعار تتبناه الدول في مؤتمراتها وداخل متاحفها لزيادة الوعي بالدور الذي تلعبه هذه المنشآت. ويأتي شعار عام 2024 بعنوان "المتاحف من أجل التعليم والبحث العلمي".
ويركز شعار اليوم العالمي للمتاحف 2024 على الدور الحيوي للمتاحف في تعزيز التعليم والبحث العلمي، إذ تساهم المتاحف في نشر المعرفة العلمية وتشجيع البحث والابتكار، من خلال عرض نتائج البحوث العلمية وعقد المؤتمرات والندوات العلمية، وتوفير الموارد والبيئة المُحفّزة للباحثين والمبدعين.
ولذلك، يجب علينا جميعًا دعم المتاحف من خلال زيارتها بانتظام، والمشاركة في فعالياتها، ونشر الوعي بأهميتها ودورها في المجتمع لتعزيز دورها في حياتنا، والاستفادة من إمكانياتها الهائلة في نشر المعرفة والثقافة، وتعزيز التواصل بين مختلف الثقافات، وبناء مستقبل أفضل للبشرية.
أفضل 10 متاحف يجب زيارتها حول العالم
تلعب المتاحف دورًا هامًا في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، حيث تتيح للزائرين من مختلف أنحاء العالم فرصة التعرف على ثقافات وحضارات جديدة. وتحتوي على مجموعات من الأعمال الفنية والتحف وغيرها من الأشياء التاريخية. إنها نوافذ على الماضي وانعكاس للإبداع الإنساني.
من متحف اللوفر الرائع في باريس إلى متحف طوكيو الوطني، يمتلئ العالم بالمتاحف المذهلة التي تقدم لمحة عن تاريخ وثقافة الإنسانية. في السطور التالية، سنأخذك في رحلة لاستكشاف أفضل 10 متاحف يجب عليك زيارتها حول العالم.
متحف اللوفر
يعد متحف اللوفر أحد أشهر المتاحف في العالم، حيث يقع على الضفة الشمالية لنهر السين في قلب مدينة باريس العريقة. تأسس عام 1793، ويضم أكثر من 380 ألف قطعة فنية، تجسد إبداع الحضارات الإنسانية عبر العصور، من الحضارات القديمة مثل حضارة مصر القديمة واليونان القديمة، إلى الحضارة الإسلامية والعصور الوسطى، وصولاً إلى الفن الحديث والمعاصر.
كذلك، يشتهر متحف اللوفر بكونه موطنًا للعديد من الأعمال الفنية الخالدة، مثل لوحة الموناليزا للرسام ليوناردو دافنشي، وتمثال فينوس دي ميلو، وجناح ساموثراكي للنصر، بالإضافة إلى العديد من اللوحات والمنحوتات والتحف الأثرية النادرة.
لا يعد اللوفر مجرد متحف يعرض الأعمال الفنية، بل هو رحلة عبر الزمن والإبداع، حيث يتيح للزوار فرصة استكشاف تاريخ الحضارات الإنسانية المختلفة من خلال الفن.
متحف سميثسونيان الوطني
يعتبر متحف سميثسونيان الوطني للطيران والفضاء في واشنطن العاصمة وجهة مميزة لعشاق الطيران واستكشاف الفضاء. فهو يضم أكبر مجموعة من الطائرات والمركبات الفضائية في العالم، ويتيح للزوار فرصة فريدة للتعرف على تاريخ وتطور الطيران والفضاء من خلال معروضات تفاعلية وأنشطة متنوعة.
يضم المتحف أكثر من 600 طائرة ومركبة فضائية، بما في ذلك طائرة رايت فلاير 1، أول طائرة ناجحة في العالم، وكبسولة أبولو 11 التي هبطت على سطح القمر عام 1969. كما يتميز المتحف بعروض تفاعلية تتيح للزوار التعرف على مبادئ الطيران، واستكشاف كوكب المريخ، والتعرف على رواد الفضاء، وتجربة قيادة طائرة محاكية.
يقدم المتحف أيضًا برامج تعليمية متنوعة تناسب جميع الأعمار، بما في ذلك ورش عمل، وعروض مسرحية، ورحلات ميدانية، وبرامج صيفية للأطفال.
المتحف البريطاني
يقع في قلب العاصمة البريطانية لندن، ويعتبر أحد أهم المتاحف في العالم، حيث يضم مجموعة هائلة من القطع الأثرية والتحف الفنية التي تجسد تاريخ وثقافة الحضارات الإنسانية من مختلف أنحاء العالم.
تأسس المتحف عام 1753، ويضم اليوم ما يزيد عن 8 ملايين قطعة أثرية، تغطي فترات زمنية تمتد من العصر الحجري القديم إلى العصر الحديث، حيث تتنوع مجموعات المتحف البريطاني لتشمل قطعًا أثرية من حضارات قديمة مثل مصر القديمة، واليونان، وروما، وبلاد الرافدين، والصين، والهند، وأمريكا الوسطى والجنوبية.
كما يضم المتحف مجموعات هامة من الفن الإسلامي، والتحف الفنية الأوروبية، والأسلحة والدروع، والمجوهرات، والقطع النقدية، والمخطوطات، وغيرها الكثير.
ومن أشهر معروضات المتحف حجر رشيد، تماثيل مصرية قديمة وغرفة بارثينون التي تضم بعضًا من المنحوتات الرخامية التي زينت معبد بارثينون في أثينا، اليونان.
متاحف الفاتيكان
في قلب مدينة الفاتيكان، تقع هذه المتاحف التي تمثل كنزًا ثقافيًا وفنيًا لا مثيل له، حيث تضم مجموعة هائلة من الأعمال الفنية والتحف الأثرية التي تعود إلى حضارات عريقة من مختلف أنحاء العالم، مما يجعلها وجهة سياحية فريدة من نوعها تجذب ملايين الزوار سنويًا.
يعود تاريخ متاحف الفاتيكان إلى القرن الثالث عشر عندما بدأ الباباوات بجمع الأعمال الفنية والتحف الأثرية. وتم تأسيس المتحف رسميًا عام 1506 من قبل البابا جوليوس الثاني، وتطور بمرور الوقت ليضم العديد من المتاحف المتخصصة.
كذلك تعد متاحف الفاتيكان موطنًا لبعض من أشهر الأعمال الفنية في العالم، مثل السيستانين، وهي كنيسة صغيرة مشهورة بلوحاتها الجدارية الرائعة التي رسمها مايكل أنجلو. وغرف رافائيل المزينة بلوحات جدارية جميلة. وتمثال لاوكون وأبنائه وتمثال أبولو بيلفيدير الذي يعد أحد أجمل التماثيل في العالم.
متحف المتروبوليتان للفنون
يقع في مدينة نيويورك الأمريكية، حيث يضم مجموعات فنية ضخمة تغطي مختلف الحضارات والأزمنة، من العصور القديمة إلى الفن الحديث والمعاصر.
تأسس المتحف عام 1870، وسرعان ما أصبح وجهة ثقافية مرموقة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف تاريخ الفن البشري بجميع تنوعه وثرائه.
تضم مجموعات المتحف ما يزيد عن مليوني قطعة فنية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الآثار المصرية القديمة، منحوتات وقطع فنية من الحضارة الإغريقية والرومانية القديمة ومجموعة من أكبر وأهم مجموعات الفن الإسلامي والأوروبي والآسيوي في العالم.
ولا يقتصر دور متحف المتروبوليتان للفنون على عرض القطع الفنية فحسب، بل يعد أيضًا مركزًا ثقافيًا وتعليميًا هامًا. ينظم بانتظام معارض فنية متخصصة، وندوات، وفعاليات تعليمية، وبرامج تفاعلية تناسب جميع الأعمار.
متحف الإرميتاج
يضم متحف الإرميتاج، الواقع في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، أكثر من 3 ملايين تحفة فنية، تشمل لوحات ومنحوتات وقطع أثرية ومسكوكات ومجوهرات وأعمال فنية من جميع أنحاء العالم، مما يجعله وجهة ثقافية لا مثيل لها لعشاق الفن والتاريخ.
يعود تاريخ المتحف إلى عام 1764، عندما قامت الإمبراطورة الروسية كاترين الثانية، بشراء مجموعة ضخمة من اللوحات من تاجر فنون ألماني. سرعان ما توسعت مجموعة المتحف بشكل كبير من خلال عمليات شراء أخرى وهدايا من القادة الأجانب، ممّا جعله أحد أهم المتاحف في أوروبا.
متحف برادو
يعد متحف برادو، المعروف رسميًا باسم "متحف ديل برادو الوطني"، أحد أهم المتاحف في العالم، حيث يقع في قلب مدينة مدريد الإسبانية، ويضم مجموعة استثنائية من الفن الأوروبي تمتد عبر قرون من الإبداع.
تأسس المتحف عام 1819، بأمر من الملك فيرناندو السابع، ليكون بمثابة قصر ملكي لعرض مجموعة الفنون الملكية. بمرور الوقت، توسعت المجموعة بشكل كبير لتشمل أعمالًا لفنانين من مختلف أنحاء أوروبا.
اليوم، يعتبر المتحف رمزًا ثقافيًا هامًا لإسبانيا، حيث يجذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم سنويًا. ويضم المتحف أكثر من 3000 لوحة فنية، و2000 منحوتة، و1000 رسم، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الفنية الأخرى.
المتحف الوطني الصيني
يقع المتحف الوطني الصيني، في ساحة تيانانمين ببكين. ويعتبر وجهة ثقافية لا غنى عنها لعشاق التاريخ والحضارة. تأسس عام 2003، ويعتبر أحد أكبر المتاحف في العالم، حيث يضم أكثر من 1.1 مليون قطعة أثرية تجسد ثراء وتنوع التاريخ الصيني العريق، ن الأدوات الحجرية البدائية إلى اللوحات الفنية الرائعة والتحف النادرة.
تبلغ مساحة المتحف 200 ألف متر مربع، موزعة على ثلاثة طوابق تضم العديد من المعارض الدائمة والمؤقتة، حيث يأخذك في رحلة عبر الزمن، بدءًا من العصر الحجري القديم وصولًا إلى العصر الحديث، مبرزًا أهم المراحل التي مرت بها الحضارة الصينية، من إنجازات الحضارات القديمة، إلى عظمة الإمبراطوريات، وصولًا إلى ثورة الصين الحديثة.
المتحف المصري
يضم المتحف المصري، الواقع في قلب القاهرة، مجموعة استثنائية من القطع الأثرية التي تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة. تأسس عام 1902، ليصبح بوابة لاكتشاف أسرار الفراعنة وحضارتهم العريقة.
يضم المتحف أكثر من 160 ألف قطعة أثرية تروي حكاية مصر عبر العصور، من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الروماني. تشمل هذه المقتنيات مومياوات الفراعنة، توابيت وتماثيل، ومجوهرات ومجموعة من أهم القطع الأثرية. إلى جانب غرفة الملك توت عنخ آمون ومقتنياته التي تجذب أنظار السياح من مختلف أنحاء العالم.
كذلك، يتمتع المتحف بتصميم معماري مبهر، يمزج بين الطرازين الكلاسيكي الحديث والعثماني، مع واجهة مزخرفة بنقوش تضفي عليه رونقًا خاصًا. لذلك، ليس مجرد مبنى يعرض القطع الأثرية، بل هو رحلة عبر الزمن إلى حضارة عريقة، حيث يمكن للزائر من خلالها أن يتعرف على ثقافة وفنون وعقائد المصريين القدماء، وإنجازاتهم الحضارية التي ساهمت في تشكيل تاريخ البشرية.
متحف طوكيو الوطني
تأسس المتحف عام 1872، ويضم أضخم مجموعة من الفنون اليابانية على مستوى العالم، حيث يقع في حديقة "أوياما" الفسيحة، التي تضفي على المكان أجواء هادئة تتيح للزائرين التعمق في روائع الفن الياباني.
يأخذك المتحف في رحلة عبر الزمن، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وصولًا إلى العصر الحديث، من خلال تشكيلاته المتنوعة التي تضمّ أكثر من 110 ألف قطعة أثرية، تشمل اللوحات والمنحوتات والأدوات والأسلحة والملابس والمجوهرات، وغيرها الكثير.
في النهاية، ندعوكم جميعًا للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، من خلال زيارة المتاحف القريبة منكم، واستكشاف المزيد من المعلومات عن متاحف أخرى حول العالم، والتعرف على كنوزها الثقافية والتاريخية. كما ندعوكم لدعم المتاحف من خلال الاهتمام بها ونشر الوعي بأهميتها.