يوم الناجين من السرطان.. قصص ملهمة لمحاربي المرض ونصائح مهمة
يعتبر هذا اليوم بمثابة بارقة أمل للذين يواجهون صراعًا ضد هذا المرض إذ يظهر للجميع أن النجاة ممكنة
في كل عام، يتم تشخيص إصابة 450 رجلاً وامرأة من كل 100 ألف بواحد من عشرات أنواع السرطان. أمر بالغ الأسى يتعرض له الكثير من البشر حول العالم كل عام، يدفعنا بالضرورة للبحث عن أساليب والتفكير في كيفية مواجهة هذا الوباء اللعين، وحماية أنفسنا ومن حولنا منه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعتبر قصص الناجين من هذا المرض واحدة من الأساليب التي يمكن أن تمنح الجميع أملا في مواجهة السرطان، حيث يواصل العديد منهم تحقيق أحلامهم ويجدون الفرح والسعادة مرة أخرى. ومن هذا المنطلق، تقرر تخصيص يوم للاحتفاء بالناجين من السرطان، لأنه ليس بالأمر السهل وعلامة فارقة يجب الاعتراف بها وتقديرها.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم تاريخ اليوم الوطني للناجين من السرطان وقصته. إلى جانب سرد مجموعة من القصص الملهمة عن أشخاص واجهوا هذا المرض واستطاعوا الشفاء منه، خاصة أولئك الذين عانوا منه في مراحل مبكرة من حياتهم.
اليوم الوطني للناجين من السرطان
في الأحد الأول من شهر يونيو من كل عام، يحتفل العالم بالناجين من السرطان، في اليوم الوطني للناجين من السرطان، المخصص لتقدير شجاعة وصمود جميع من تغلبوا على مرض السرطان.
ويعتبر هذا اليوم بمثابة بارقة أمل للذين يواجهون صراعًا ضد هذا المرض، إذ يظهر للجميع أن النجاة من السرطان ممكنة، وأن الحياة بعده يمكن أن تستمر وتكون مليئة بالإنجازات والمرح والسعادة.
كذلك، يعد هذا اليوم فرصة للتعبير عن امتناننا العميق لجميع الناجين من السرطان، الذين واجهوا التحديات بصبر وعزيمة، وخرجوا منتصِرين. كما يذكرنا بأهمية الاستمرار في دعم جهود البحث العلمي للوقاية من السرطان وعلاجه، سعيًا لخلق عالم خال من هذا المرض.
ويتم الاحتفال بهذا اليوم في العديد من الدول حول العالم من خلال فعاليات متنوعة، مثل احتفالات لتكريم الناجين من السرطان وتقدير تضحياتهم. وتنظيم حملات توعوية لزيادة الوعي بأعراض السرطان وسبل الوقاية منه. كما تقام فعاليات رياضية يشارك فيها الناجون من السرطان للتأكيد على أهمية الحفاظ على الصحة.
قصص الناجين من السرطان
ومن المهم أيضا التأكيد في هذا اليوم على ضرورة تقديم الدعم المعنوي لجميع من يمرون بتجربة الإصابة بالسرطان، ولذويهم، من خلال مشاركة قصص الأمل والتشجيع.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم مجموعة من القصص الملهمة لأشخاص استطاعوا مواجهة هذا المرض:
إميليا تفاجئ الأطباء
في عام 2015، تم تشخصي فتاة صغيرة من الإكوادور، تدعى إميليا، بأنها مصابة بسرطان الدم. وقتها، كان التشخيص صعبا وسيئا للغاية على طفلة في هذا العمر، واعتقدت أسرتها أنها لن تنجو منه بسهولة وأنه غير قابل للشفاء.
تقول الفتاة الصغيرة: "شعرت وكأن العالم كله انهار علي. لا أتمنى هذا لأي شخص". ومع تدهور حالتها، تم نقلها إلى العناية المركزة، لكنها لم تتوقف عن الأمل والدعاء، ولم تفارق وجهها الابتسامة، حتى فوجئ الأطباء وسط رحلة علاجها بأنها تتحسن بسرعة. وبعد ستة أشهر، شفيت من السرطان.
ماكلين تعيد الأمل لأسرتها
تبدأ قصة ماكلين، التي تعيش في كينيا، قبل إصابتها بسنوات، إذ عانت شقيقتها من نفس الحالة ورحلت. لذلك، أصيبت الأسرة بصدمة كبيرة عندما علموا بإصابة ابنتهم الثانية بنفس المرض، وعاشوا أسوأ لحظاتهم منذ تشخيص ماكلين بسرطان الكبد.
ولكن هذه المرة، لم تكن ماكلين محبطة وقررت أن تتحمل عبء مرضها وصبرت عليه وقاومت بشتى الطرق. كما أحاطت بها أسرتها وقدموا إليها الحب والدعم لتخوض بشجاعة جلسة تلو الأخرى من العلاج الكيميائي. وبالفعل، استجابت بشكل جيد للغاية، واستعادت قوتها بسرعة.
أنقذ التشخيص المبكر لماكلين حياتها. وتحولت قصتها الحقيقية هيإلى رحلة ملهمة عن فتاة صغيرة في الصف الخامس، استطاعت أن تقاوم المرض. والآن، تدرس بجد وتنمو لتصبح شابة واثقة من نفسها.
تقول ماكلين: "أريد أن أصبح طبيبة عندما أكبر حتى أتمكن أيضًا من استخدام تعليمي وتدريبي لمساعدة الناس على الانتصار على المرض".
ابنة السابعة تتحدى المرض
كانت فرانسيس، البالغة من العمر 7 سنوات، والتي تعيش في نيكاراغوا، تعاني في البداية من حصوات الكلى وتتلقى علاجا دوريا منها. لكن وبشكل مفاجئ، تفاقم الوضع حتى اكتشفت إصابتها بورم في الكلى.
لم تيأس الطفلة الصغيرة، وبدأت رحلة علاجها بمنتهى الإصرار الذي فاجأ الأطباء، لاعتقادهم أنها أصغر من هذا التحدي. وبعد جولات من العلاج الكيميائي، عادت إلى حياتها الطبيعية.
تقول والدة فرانسيس: “كان الأمر صعبًا ولكن حدثت أشياء جيدة. استعادت فرانسيس طفولتها، وبعون الله وبعون الأطباء لم تعد تعاني من السرطان".
عندما يحارب رضيع السرطان
لم تكن السنة الأولى من حياة الطفلة مادلين سهلة على الإطلاق. عندما كان عمرها بضعة أيام فقط، أدرك الأطباء أنها غير قادرة على فتح عينها اليسرى، ثم كشفت التحاليل عن وجود ورم، مما اضطر أسرتها إلى العلاج الكيميائي وإجراء جراحة.
كان ذلك مكلفًا للغاية، لكنها تلقت مساعدات من جمعيات وأشخاص تعاونوا معها لتنجو من الخطر. والآن، أصبحت مادلين لديها عين صناعية، لكنها بصحة جيدة.
دانييلا تتحدى السرطان بالرسم
تعيش الطفلة دانييلا في هندوراس. تحب الرسم وتعتبره هوايتها وملاذها الأول، حتى عندما اكتشفت إصابتها بالسرطان في السابعة من عمرها، كانت تعتبر عن نفسها بالرسم وتواجه متاعبها بهوايتها المفضلة.
لحسن الحظ، ساعدت موهبة دانييلا في تحملها عدة أشهر من العلاج الكيميائي حتى تغلبت على السرطان. وأصبحت الآن فتاة مشرقة وسعيدة ذات ابتسامة كبيرة.
أسلوب حياة صحي
بينما كان لا يزال في الكلية، تم تشخيص إصابة إد بسرطان الغدد الليمفاوية، لكنه لم يقرر الاستسلام أو التراجع عن التحدي، ليكمل رحلة علاجه بنجاح. وهو الآن في أوائل الثلاثينيات من عمره، يعيش مع زوجة وابنة صغيرة، ويتبع نظاما غذائيا وبرنامجا للتمارين الرياضية لحماية نفسه في المستقبل. كما خاض أول ماراثون له.
نصائح لمواجهة السرطان
هناك العديد من النصائح والخطوات التي يمكنك اتباعها لمواجهة هذا المرض وتحقيق الأمل في الشفاء.
ابحث عن المعلومات
من المهم أن تتعرف على نوع السرطان الذي أصابك، وخيارات العلاج المتاحة، وتوقعات سير المرض. فهذا سيساعدك على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن خطواتك العلاجية، ويساهم في شعورك بالسيطرة على الموقف.
تواصل مع طبيبك
لا تتردد في طرح الأسئلة على طبيبك وممرضتك، واطلب منهم توضيح أي شيء لا تفهمه. فهم شركاء لك في رحلة العلاج، وسيساعدونك في اتخاذ أفضل الخيارات لك.
مجموعات الدعم
التواصل مع أشخاص آخرين يمرون بتجربة مشابهة يمكن أن يوفر لك الراحة والدعم المعنوي. تُقدم مجموعات الدعم فرصة لمشاركة مشاعرك وتجاربك، وتلقي النصائح من أشخاص مروا بنفس التجربة.
احرص على صحتك الجسدية
يلعب نمط الحياة الصحي دورًا هامًا في دعم جسمك خلال رحلة العلاج. تناول نظامًا غذائيًا صحيًا، ومارس الرياضة بانتظام، واحصل على قسط كافٍ من النوم.
اهتم بصحتك النفسية
من الطبيعي أن تشعر بالقلق والتوتر والخوف بعد تشخيصك بالسرطان. لا تخجل من طلب المساعدة من معالج نفسي أو أخصائي الصحة العقلية. فهم سيساعدونك على التعامل مع مشاعرك وتطوير آليات التأقلم المناسبة.
خصص وقتًا لنفسك
من المهم أن تعتني بنفسك خلال هذه الفترة الصعبة. خصص وقتًا للأنشطة التي تستمتع بها وتساعدك على الاسترخاء، مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو ممارسة هواياتك.
تواصل مع عائلتك وأصدقائك
إن وجود أشخاص داعمين من حولك يوفر لك الشعور بالقوة والأمل. لا تتردد في طلب المساعدة من عائلتك وأصدقائك، سواء كانت مساعدة عملية أو عاطفية.
في النهاية، يرسل لنا اليوم الوطني للناجين من السرطان رسالة هامة مفادها أن السرطان ليس نهاية المطاف، بل هو تحد يمكن التغلب عليه بالإرادة والعزيمة والعلاج المناسب. معًا، نستطيع هزيمة السرطان ونشر الأمل في كل مكان.