تاما.. أول قطة تتولّى نظارة محطة قطارات في اليابان
في نهاية تسعينيات القرن الماضي، كان خط سكك حديدية ريفي باليابان يربط تجمعات سكانية بمدينة واكاياما، مهدد بخطر الإغلاق بعد انخفاض عدد موظفيه، حتى وصلت محطاته الـ14 في 2006 إلى أن تكون بلا موظفين، لكن تلك القصّة لم تنته عند هذه النقطة بفضل قطّة شعبية محبوبة بالجوار.
القطة تاما هي قطة ودودة تعيش قرب محطة كيسي، المحطة الأخيرة في خط القطار، وهي دائمة التسكع بالمحطة ويعرفها العاملون والركاب ويتعلقون بها، حتى اكتسبت شعبية كبيرة، لكن مع قرب إلغاء خط القطارات، والذي تزامن مع رحيل صاحب المتجر الذي يتولى رعاية تاما، وكذلك مطالبات السكان بإحياء خط القطارات مرة أخرى، كل تلك الظروف اجتمعت مع وقوع مدير شبكة قطارات واكاياما في حب تاما، ليقرر تنصيبها ناظرًا لمحطة كيسي في 2007.
وأمر مدير خط القطار بحياكة قبعة لنظار المحطات مناسبة لرأس تاما، لتبدأ القطة في إدارة شئون المحطة من خلال مكتبها الخاص الذي تم وضعه في كشك للتذاكر أعد بفراش ووعاء للفضلات، كما أصبحت القطة تاما الواجهة الدعائية لشبكة السكك الحديدية لتظهر في المواد الإعلانية والتغطيات الإعلامية، وحظيت القطة بكل ما تشتهيه من طعام بديلًا للراتب النقدي.
رُقيت تاما في 2008 لتصبح ناظرة محطة من الدرجة الممتازة وحصلت على لقب فارس من محافظ المنطقة، وقد حظيت بإعجاب الركاب وموظفي المحطة، وتوافد آلاف السائحين من مناطق كثيرة على المحطة الصغيرة ذات الرصيف الواحد ليروا الهرة ناظر المحطة، وقد أثبتت دراسة في 2008 أن خط الركاب الذي كان مهددًا بالإغلاق زاد عدد ركابه بواقع 55 ألف راكب إضافي، وتم تسمية خط قطارات كامل باسمها أطلق عليه تامادين.
وحاليًا، تشغل قطة أخرى – يُقال إنها دُرِبَت على يد تاما- منصب ناظر محطة كيسي، وتحمل اسم نيتاما (أو تاما الثانية)، وتعمل أخرى تحمل اسم يونتاما (تاما الرابعة) مساعدة لها في محطة إيداكيسو، على بعد خمس محطات. وتعمل القطتان من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا خمسة أيام في الأسبوع. أما تاما الثالثة فهي موظفة في شركة لخطوط الترام، وتعمل مديرًا بالنيابة لأحد المتاحف.