Meta تربط قارات العالم بأطول كابل بحري بالتاريخ.. ما القصة؟
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 فبراير 2025

أعلنت شركة Meta عن خطة استثمارية ضخمة بقيمة مليارات الدولارات لتنفيذ مشروع "Waterworth"، الذي يهدف إلى إنشاء أطول كابل بحري في العالم، في إطار مساعيها لتوسيع البنية التحتية الرقمية وتسريع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وذكرت الشركة في منشور على مدونتها أن مشروع "Waterworth" سيمتد على مسافة تتجاوز 50 ألف كيلومتر، أي ما يعادل نحو 31 ألف ميل، أي أطول من محيط الأرض البالغ نحو 40 ألف كيلومتر، حيث سيربط بين خمس قارات، ويمر عبر الولايات المتحدة والهند، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، إلى جانب مناطق استراتيجية أخرى.
استثمار بمليارات الدولارات لتعزيز الاتصال العالمي
وأوضحت Meta أن المشروع يُعد استثماراً طويل الأمد بقيمة عدة مليارات من الدولارات، دون الكشف عن التكلفة الدقيقة، فيما تشير التقديرات إلى أن التنفيذ سيكتمل بحلول نهاية هذا العقد.
وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن الشركة تعتزم إنفاق أكثر من 10 مليارات دولار على كابل بحري يبلغ طوله نحو 40 ألف كيلومتر، تديره شركتها الفرعية في جنوب إفريقيا، مما يمنحها ملكية كاملة للمشروع.
أهمية الكابلات البحرية في دعم البنية التحتية الرقمية
وتمثل الكابلات البحرية أحد الأعمدة الأساسية لشبكة الإنترنت العالمية، حيث تنقل أكثر من 95% من البيانات العابرة للقارات بسرعة تقارب سرعة الضوء، بفضل تقنيات الألياف الضوئية المتطورة.
- اقرأ أيضاً
ميتا تتحدى "OpenAI" بنموذج ذكاء اصطناعي يولد فيديوهات مذهلة
وتعتبر "Meta" أن هذه الكابلات حجر الأساس لتطور الذكاء الاصطناعي، في ظل توجه الرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرغ، نحو الاستثمار في تقنيات الذكاء التوليدي.
وكانت الشركة قد أعلنت مؤخراً عن نيتها زيادة إنفاقها إلى 65 مليار دولار هذا العام، بهدف بناء مراكز بيانات عملاقة قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
تقنيات متطورة لتعزيز كفاءة الكابل وحمايته
ويمتاز مشروع "Waterworth" باستخدام 24 زوجاً من الألياف الضوئية، مقارنة بالأنظمة التقليدية التي تعتمد بين 8 إلى 16 زوجاً، مما يزيد من سعة نقل البيانات بشكل ملحوظ.
كما يشمل المشروع تقنيات جديدة لحماية الكابل، مثل تثبيته في أعماق تصل إلى 7 كيلومترات تحت سطح البحر، واستخدام أساليب دفن متطورة في المناطق الضحلة للحدّ من المخاطر الناجمة عن مراسي السفن والعوامل البيئية الأخرى.
وأكدت Meta أن هذه التدابير تهدف إلى ضمان "قدرة، ومتانة، وانتشار عالمي أوسع للبنية التحتية، بما يواكب التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي".
أهمية مقاومة الكابلات البحرية للتهديدات العالمية
ويأتي هذا الإعلان في ظل تزايد المخاطر التي تهدد الكابلات البحرية حول العالم، حيث شهدت الأشهر الأخيرة حوادث قطع متعمدة في بحر البلطيق وبحر الصين الشرقي، يُعتقد أن بعض القوى الدولية متورطة فيها.
وقد اتهم مسؤولون أوروبيون روسيا بالتورط في تخريب هذه الكابلات، بينما أشار مسؤولون في تايوان إلى الصين كجهة محتملة وراء الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية البحرية قرب سواحلها الشمالية.
وتُعد سلامة الكابلات البحرية أمراً بالغ الأهمية، إذ تعتمد عليها الأنظمة المالية العالمية في نقل معاملات بقيمة 10 تريليونات دولار يومياً، إضافةً إلى دورها في دعم التداولات والاتصالات عبر الأسواق المالية الكبرى مثل "وول ستريت".
استمرار Meta في تطوير البنية التحتية الرقمية
وأشارت Meta إلى أنها طورت، خلال العقد الماضي، أكثر من 20 كابلاً بحرياً بالتعاون مع شركاء عالميين، مؤكدةً أن مشروع "Waterworth" سيمثل نقلة نوعية في تحسين البنية التحتية الرقمية وضمان أن فوائد الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة متاحة للجميع، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
- اقرأ أيضاً