أفضل طرق التربية الإيجابية للأطفال.. وتعرف على فوائدها

يشهد يوم 15 يوليو كل عام، احتفالا سنويًا يحمل اسم اليوم العالمي لاحتضان طفلك، والذي يعد بمثابة تذكير مثالي لقضاء لحظة إضافية مع صغارك لإظهار مدى حبك لهم. واختير تعبير الاحتضان أو العناق على وجه التحديد، لمدى القرب الذي يتمتع به الطرفان في تلك اللحظة الاستثنائية، إلى جانب الآثار الإيجابية التي يتركها في النفس.

ويعتبر العناق بين الآباء والأطفال طريقة مثالية للتعبير عن الحب، عرفت منذ آلاف السنين، وربما منذ بداية البشرية كوسيلة لمشاركة الدفء. لذلك، يمكن اعتباره فعلا فطريًا ووسيلة لجلب الراحة، والحل الأمثل للتعبير عن كل مشاعر الود والاحتواء والحب بدون حاجة إلى كلمات.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اليوم العالمي لاحتضان أطفالك. بالإضافة إلى أهمية الحضن بالنسبة للطفل للتأكيد على فوائد هذه العادة السحرية، مع نصائح أخرى عن التربية الإيجابية للأطفال.

اليوم العالمي لعناق الأطفال

في عام 2008، دعت ميشيل نيكولز، إلى تدشين اليوم العالمي لعناق الأطفال لأول مرة. وذلك، بعد عشر سنوات من وفاة ابنها مارك بمرض السرطان في سن الثامنة، إذ أرادت ميشيل نيكولز تذكير الآباء بأن الطفولة عابرة، ويجب ألا نضيع أوقاتنا في العمل فقط، وأن نمنح أطفالنا فرصة للاقتراب منا أكثر، وأن نبذل جهدا إضافيا لعناق أطفالهم.

ويعد الاحتفال باليوم العالمي لعناق الأطفال من أبسط الأيام وأسهلها للاحتفال، لأن كل المطلوب منك هو عانق أطفالك. والأجمل من ذلك، أن تحاول استغلال هذا اليوم في تدعيم الروابط بينك وبين طفلك، ليس فقط من خلال احتضان الأطفال، بل تقدير مشاعرهم بشكل عام، حتى عندما يكون الأطفال صعبين، أو يسببون بعض الصداع للآباء، فإنهم يستحقون التقدير والعناق.

أهمية الحضن للأطفال

للأسف، لا يدرك معظم الناس مدى فوائد الحضن للأطفال، سواء على صحتهم الجسدية أو النفسية. ويعد اليوم العالمي لعناق الأطفال فرصة رائعة للتعرف على مدى أهمية الحضن لطفلك، وكيف يمكن أن يفيد جسمه وعقله.

العناق يقلل من التوتر

في عالم ملي بالضغوط، للدرجة التي تشعر أطفالك من حولك بالقلق والتوتر، سواء بسبب المدرسة أو الضغوط الاجتماعية والأسرية، والاقتصادية كذلك، ومشاكل أخرى في العالم، فإن قضاء 10 ثوانٍ أو أكثر في احتضان أطفالك، يمكن أن يساعد في تقليل التوتر لديهم، وكذلك توترك.

العناق يعزز صحة القلب

بفضل قدرته على خفض ضغط الدم وتوفير جرعة من هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بأنه هرمون الحب، يمكن أن يساعد العناق في الحفاظ على صحة القلب.

العناق يعزز جهاز المناعة

سواء كان موسم البرد والإنفلونزا أو أي فيروس يصيب طفلك عامة، فإن العناق يمكن أن يساعد جهاز المناعة لدى أي شخص، مما يساعد الجسم على مكافحة العدوى، ويعزز الصحة العامة.

العناق يساعد على تحسين الصحة العقلية

يمنح العناق شعورًا بالعافية والأمان والسلامة، كما أنه يقلل من القلق والاكتئاب، ويزيد من مستوى الدوبامين، وهو الهرمون الذي يجعل الناس يشعرون بالسعادة.

التربية الإيجابية للأطفال

يتساءل كثيرون كيف تكون تربية الأطفال الصحيحة؟ وكذلك ما هي أسس التربية السليمة للأطفال؟ في محاولة للوقوف على إجابات تمكنهم من اتباع أسلوب سليم يدعم صحة أبنائهم النفسية والجسدية، ويخلق منهم جيلا قادرا على تحمل المسؤولية، ومواجهة الضغوط والتحديات. وفي السطور التالية، نستعرض معكم طريقة التربية الإيجابية للأطفال.

التواصل الفعال

من أهم مهارات التواصل الفعال هو الاستماع باهتمام لما يقوله الطفل، وفهمه مشاعره واحتياجاته دون مقاطعة. كما يجب على الوالدين التحدث مع أطفالهم باحترام، وتجنب استخدام الألفاظ الجارحة أو السخرية.

ويجب أيضا على الوالدين تعليم أطفالهم كيفية التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية، سواء كانت مشاعر إيجابية أو سلبية.

التشجيع

من المهم مدح أطفالك عندما يتصرفون بشكل إيجابي، وتعزيز سلوكياتهم الجيدة. وكذلك، يجب على الوالدين التركيز على جهود أطفالهم، وليس فقط على النتائج، وذلك لتعزيز ثقتهم بأنفسهم. ويمكن تقديم المكافآت للأطفال عند تحقيقهم لأهداف محددة، لكن يجب أن تكون هذه المكافآت مناسبة وسعيدة.

تحفيز السلوك الإيجابي

يجب على الوالدين وضع قواعد واضحة ومتسقة لأطفالهم، مع شرح أسباب هذه القواعد. وعند مخالفة الطفل للقواعد، يجب تطبيق عواقب منطقية تتناسب مع سلوكه، مع شرح العلاقة بين السلوك والعواقب.

كما يجب على الوالدين مشاركة أطفالهم في حل المشكلات، وتعليمهم كيفية إيجاد حلول إيجابية.

خلق بيئة آمنة وداعمة

يجب على الوالدين توفير بيئة آمنة وداعمة للطفل، ليشعر بالأمان والراحة للتعبير عن نفسه ومشاركة أفكاره ومشاعره. كما يجب على الوالدين إظهار الحب والقبول لأطفالهم، بغض النظر عن سلوكهم أو أخطائهم، واحترام مشاعر أطفالهم، وتقدير آرائهم، حتى لو لم يتفقوا معها.

فوائد التربية الإيجابية

يجب على الوالدين التعلم المستمر عن أساليب التربية الإيجابية، واكتساب مهارات جديدة. كل ذلك من أجل تربية الأطفال بطريقة سليمة، للفوز بفوائد التربية الإيجابية، التي يتم تلخيصها في السطور التالية.

أطفال أكثر سعادة

يشعر الأطفال الذين يتم تربيتهم بطريقة إيجابية بسعادة أكبر ورضا عن حياتهم.

ثقة بالنفس عالية

يساعد أسلوب التربية الإيجابية على تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتقدير ذاته.

مهارات اجتماعية أفضل

يتعلم الأطفال الذين يتم تربيتهم بطريقة إيجابية مهارات اجتماعية أفضل، مثل التواصل والتعاون وحل المشكلات.

سلوك أفضل

يقلل أسلوب التربية الإيجابية من سلوكيات المشكلات لدى الأطفال، مثل العدوانية والتمرد.

صحة نفسية أفضل

يساعد أسلوب التربية الإيجابية على تحسين الصحة النفسية للأطفال، وتقليل خطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

في النهاية، يمكننا القول إن التربية الإيجابية تهدف إلى تنشئة أطفال أسوياء يتمتعون بثقة بالنفس، واكتساب مهارات حياتية ضرورية، وتعزيز شعورهم بالسعادة والرضا.

ومن أهم ركائز هذه التربية الإيجابية، هي احتواء طفلك ومنحه شعورًا بالأمان والحب. ويعد العناق أقصر الطرق لتحقيق ذلك. بالإضافة إلى التواصل الفعال بينك وبينه، وتشجيعه على التفكير والابتكار، وتحفيز السلوك الإيجابي لديه. وكذلك، خلق بيئة آمنة وداعمة للطفل، حتى لا يفقد الثقة في نفسه والآخرين.