إعادة التدوير.. تعرف على خطواتها وكيفية الاستفادة منها

يعد إعادة التدوير اتجاهًا متناميًا في جميع أنحاء العالم، باعتباره إحدى الطرق التي يمكن من خلالها حماية البيئة وكوكبنا بشكل عام، من خلال استغلال الأشياء والخامات والأثاث القديم وغيرها، بإضافة لمسة إبداعية وحرفية خاصة عليها لجعلها شيئًا جديدًا وفريدًا وجميلًا يصلح للاستخدام مرة أخرى بدلا من مساهمتها في تلوث البيئة.

لذلك، كان من المنطقي أن يتم تخصيص يوم وطني لإعادة التدوير في عدد من الدول، للدعوة إلى الاحتفال بفن إعادة التدوير بدلاً من الإسراف في إهدار الموارد والخامات وتلويث البيئة. إلى جانب توعية المجتمع بالطرق العديدة المختلفة التي يمكننا من خلالها إعادة استخدام الأشياء التي قد نعتقد أنها عديمة الفائدة تمامًا للوهلة الأولى.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم كل ما تريد معرفته عن إعادة التدوير، بدءًا من مفهومه إلى فوائده وأمثلة عليه، وكيف يمكننا أن نشارك في حماية بيئتنا وكوكبنا من خلال هذه العملية المهمة.

اليوم الوطني لإعادة التدوير

على الرغم من أن مصطلح إعادة التدوير موجود منذ التسعينيات، إلا أن الاهتمام به والترويج له برز لأول مرة عندما بدأت الفكرة في الانتشار في مطلع الألفية الجديدة. لذلك، كان من المهم أن يتم تخصيص يوم للاحتفال بفن إعادة التدوير لتعزيز الفكرة، وهو يوم 23 يونيو.

ويسعى هذا اليوم إلى تعزيز فكرة البحث عن استخدامات جديدة للأشياء القديمة، سواء إعادة استخدام ممتلكاتنا وإيجاد طرق جديدة للاستفادة منها، أو منحها لشركات ومؤسسات متخصصة في إعادة التدوير بمقابل مادي، بدلا من التخلص منها.

كما يهدف هذا اليوم إلى تكريس الجهود لإيجاد طرق مستدامة للمعيشة لإنقاذ الكوكب من التلوث، من خلال إيجاد طرق جديدة لاستخدام الأشياء القديمة التي تلوث حياتنا وتملأ مقالب النفايات.

ما هو معنى إعادة التدوير؟

إعادة التدوير هي عملية تحويل المواد المستهلكة إلى منتجات جديدة، بدلاً من إرسالها إلى مكبات النفايات. تشمل هذه العملية مجموعة واسعة من المواد، والتي يمكن أن نستعرضها في السطور التالية باعتبارها أمثلة على إعادة التدوير، ومنها:

. إعادة تدوير الورق، سواء الصحف، المجلات، الكتب، الكرتون أو العبوات الورقية.

. إعادة تدوير البلاستيك، سواء الزجاجات، العبوات، الأكياس أو الأوعية.

. إعادة تدوير المعادن، سواء علب الألومنيوم، علب الصفيح أو الأجهزة الإلكترونية.

. إعادة تدوير الزجاج، سواء الزجاجات أو الجرار.

. إعادة تدوير النفايات العضوية، سواء بقايا الطعام أو مخلفات الحدائق.

كيف تتم عملية إعادة التدوير؟

تتضمن هذه العملية تحويل المواد المستهلكة والمراد التخلص منها إلى مواد خام قابلة للاستخدام مرة أخرى في تصنيع منتجات جديدة. ولكن ما هي خطوات عملية إعادة التدوير بالضبط؟

الفرز والجمع

تبدأ رحلة إعادة التدوير بفرز المواد القابلة لإعادة التدوير عن غير القابلة لها. وتشمل المواد القابلة لإعادة التدوير: الورق، الكرتون، المعادن، البلاستيك، الزجاج، بعض أنواع النفايات الإلكترونية، وبعض أنواع الملابس.

يتم جمع هذه المواد من المنازل، والشركات، والمؤسسات، ونقاط تجميع مخصصة.

النقل

بعد جمع المواد المفرزة، يتم نقلها إلى مراكز إعادة التدوير المُخصصة.

التصنيف

في مراكز إعادة التدوير، يتم تصنيف المواد المجمعة حسب نوعها وفئتها. على سبيل المثال، يتم تصنيف أنواع مختلفة من الورق معًا، وأنواع مختلفة من البلاستيك معًا، وهكذا.

التنظيف

تخضع المواد المصنفة لعمليات تنظيف لإزالة أي شوائب أو أوساخ عالقة بها. وقد تتضمن عمليات التنظيف استخدام الماء، الهواء، أو مواد تنظيف خاصة.

التقطيع والتكسير

تقطع بعض المواد، مثل الورق والكرتون، إلى قطع صغيرة. وتكسر مواد أخرى، مثل الزجاجات البلاستيكية، إلى شظايا صغيرة.

المعالجة

تخضع كل فئة من المواد لعمليات معالجة محددة. على سبيل المثال، يتم إعادة معالجة الورق لصنع ورق جديد، بينما يتم إعادة صهر المعادن لصنع منتجات جديدة، ويتم تحويل البلاستيك إلى حبيبات قابلة للاستخدام في تصنيع منتجات بلاستيكية جديدة.

التصنيع

تستخدم المواد المعاد تدويرها في تصنيع منتجات جديدة. على سبيل المثال، يستخدم الورق المعاد تدويره في صنع الكتب، والصحف، والكرتون، بينما تستخدم المعادن المعاد تدويرها في صنع السيارات، والأجهزة، والعبوات. ويستخدم البلاستيك المعاد تدويره في صنع زجاجات المياه، والألعاب، والأثاث.

التوزيع

في النهاية، توزع المنتجات المصنعة من المواد المعاد تدويرها على المستهلكين.

فوائد إعادة التدوير

إذا كنت تتساءل ما الفائدة من إعادة التدوير؟ فهناك العديد من النقاط التي يجب توضيحها للتأكيد على فوائد إعادة التدوير للبيئة ولكوكبنا بشكل عام، والتي نستعرضها في السطور التالية:

الحفاظ على الموارد الطبيعية

تقلل إعادة التدوير من الحاجة إلى استخراج المزيد من المواد الخام، مثل الأشجار والمعادن والنفط.

تقليل تلوث الهواء والماء

تساهم عمليات استخراج المواد الخام وتصنيعها الجديدة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتلوث الهواء والماء. بينما إعادة التدوير تقلل من هذه الانبعاثات.

توفير الطاقة

تتطلب إعادة تدوير المواد طاقة أقل بكثير من تصنيعها من مواد خام.

خلق فرص عمل

تساهم صناعة إعادة التدوير في خلق فرص عمل جديدة في مجالات الجمع والفرز والمعالجة.

تقليل كمية النفايات في مكبات النفايات

تساعد إعادة التدوير في تقليل كمية النفايات التي تُرسل إلى مكبات النفايات، مما يُقلل من مخاطر تلوث التربة والمياه.

كيف يمكنني المشاركة في إعادة التدوير؟

إعادة التدوير مسؤولية جماعية تقع على عاتق الأفراد، والمجتمعات، والحكومات. ولذلك، من المهم أن تعرف الطرق التي يمكن من خلالها المشاركة في هذه العملية التي تخدم البيئة وكوكبنا، وتخدمك أيضًا في المقام الأول.

تعرف على برامج إعادة التدوير في منطقتك

تتوفر برامج إعادة التدوير في معظم المدن والبلدات. يمكنك العثور على معلومات حول هذه البرامج من خلال موقع حكومتك المحلية أو البحث عبر الإنترنت.

فرز نفاياتك

قم بفرز نفاياتك وفصل المواد القابلة لإعادة التدوير عن المواد الأخرى. تتوفر عادة حاويات منفصلة للنفايات القابلة لإعادة التدوير والمواد الأخرى.

تعرف على المواد القابلة لإعادة التدوير

ليست كل المواد قابلة لإعادة التدوير. تعرف على المواد القابلة لإعادة التدوير في منطقتك وتجنب وضع المواد غير القابلة لإعادة التدوير في حاوية إعادة التدوير.

شجع الآخرين على إعادة التدوير

حدث عائلتك وأصدقائك وجيرانك عن فوائد إعادة التدوير وكيف يمكنهم المشاركة.

في النهاية، من المهم التأكيد على إن إعادة التدوير مسؤولية الجميع. ومن خلال العمل معًا، يمكننا تقليل تأثيرنا على البيئة وخلق مستقبل أكثر استدامة.