إعادة التدوير.. تعرف على طرق الاستفادة منها وأمثلة عليها

في السنوات الأخيرة، بدأت العديد من الدول الاتجاه إلى تعزيز فكرة إعادة التدوير، لحماية الكوكب من تراكم النفايات وتأثيرها على البيئة المحيطة بنا. تخلق إعادة التدوير من عناصر وخامات كنا نعتقد أنها لا تصلح مرة أخرى للاستخدام، أدوات وعناصر جديدة صالحة للاستخدام. وبالتالي، تقلل من التلوث والأضرار البيئية التي تتسبب فيها.

تمنحنا إعادة تدوير المنتجات والمخلفات أيضا فرصة لإحداث تغيير إيجابي على كوكب الأرض، بدلا من تركها تتراكم وتلوث البيئة. لذلك، إذا كنت تهتم بمستقبل أولادك والأجيال القادمة، وتطمح إلى حمايتهم من الدمار، فإن التعرف على إعادة التدوير يعد الخطوة الأولى نحو مستقبل أكثر استدامة.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أهمية إعادة التدوير وفوائدها. بالإضافة إلى كيف نستفيد من إعادة التدوير؟ ومجموعة من الأمثلة التي تعطينا لمحة عن نتائج إعادة التدوير المثمرة.

ما هو مفهوم إعادة التدوير؟

يمكن تلخيص تعريف إعادة التدوير في عملية تحويل بعض المواد المستعملة وغير الصالحة للاستخدم، إلى مواد أو خامات وأدوات جديدة قابلة للاستخدام مرة أخرى. وبالتالي، بدلاً من التخلص من هذه المواد وتحويلها إلى قمامة ونفايات تضر بالبيئة، يمكن جمعها ومعالجتها لإنتاج أدوات ومنتجات جديدة.

يساهم هذا الإجراء بشكل كبير في الحفاظ على البيئة وتقليل الضغط على الموارد الطبيعية. وبالفعل، تتحرك في السنوات الأخيرة العديد من الدول والمنظمات لتنظيم فعاليات توعوية. تهدف هذه الفعاليات إلى تعزيز الوعي البيئي، وتشجيع الناس على إعادة التدوير في حياتهم اليومية.

كيف نستفيد من إعادة التدوير؟

تسعى الجهود المبذولة من جانب الدول والمنظمات في السنوات الأخيرة، إلى توضيح طرق الاستفادة من إعادة التدوير. بالإضافة إلى أهمية إعادة التدوير بالنسبة للاقتصاد والبيئية وغيرها. وفي السطور التالية، نستعرض معكم كيف يمكن الاستفادة من إعادة التدوير؟ أو ما هي أدوات إعادة التدوير؟

الورق والكرتون

يمكن عدم الاستغناء عن الورق والكرتون المستعمل، وبدلا من تحويله إلى قمامة، نقوم بتحويله إلى ورق جديد.

البلاستيك

يعتبر البلاستيك من أكثر المواد التي تسبب ضررا للبيئة، لأنه لا يتحلل بسهولة وبالتالي يتحول مع مرور السنين إلى نفايات متراكمة لا حدود لها. لذلك، يمكن إعادة تدوير العديد من أنواع البلاستيك، للحصول على منتجات جديدة، مثل الأكياس البلاستيكية والعبوات.

الزجاج

يمكن أيضا إعادة تدوير بقايا الزجاج المستعمل وغير المرغوب فيه إلى العديد من المنتجات مرارا وتكرارا، دون أن يفقد جودته.

الألومنيوم

يعتبر الألومنيوم من الخامات السهلة والعملية جدا، لأنه يتميز بسهولة إعادة تدويره. على سبيل المثال، يمكن تحويل علب الألومنيوم إلى علب جديدة.

الحديد والفولاذ

يمكن إعادة تدوير الحديد والفولاذ لإنتاج منتجات حديدية جديدة.

كيف تتم عملية إعادة التدوير؟

إذا كنت تبحث عن طرق للمشاركة في عملية إعادة التدوير، فهناك العديد من الخطوات التي يمكن من خلالها بدأ مهمتك، أبرزها:

فرز النفايات

في البداية، قم بفصل عناصر النفايات القابلة لإعادة التدوير، عن النفايات العضوية أو النفايات الأخرى. على سبيل المثال، فرز البلاستيك والورق والمعادن بعيدا عن أي نفايات عضوية وبقايا الطعام.

التنظيف والمعالجة

في المرحلة التالية، يتم تنظيف المواد القابلة لإعادة التدوير للتخلص من الأوساخ والشوائب والأجسام الغريبة الموجودة فيها. ثم يتم تقطيع تلك المواد إلى قطع صغيرة لتسهيل عملية المعالجة.

التحويل

بعد ذلك، يتم إذابة المواد القابلة لإعادة التدوير، مثل الزجاج والألومنيوم والبلاستيك. ثم يبدأ تشكيل المواد المذابة أو المفككة إلى أشكال جديدة.

الإنتاج

في هذه الخطوة يبدأ تصنيع المنتجات، من خلال استخدام المواد المعاد تدويرها لصنع منتجات جديدة، مثل الأوراق، والعلب، والأدوات البلاستيكية.

التوزيع والاستهلاك

يتم توزيع المنتجات الجديدة على الأسواق، حتى يشتري المستهلكون هذه المنتجات ويستخدمونها.

فوائد إعادة التدوير

ربما يتساءل البعض: ما الفائدة من هذا التدوير؟ أو لماذا تعتبر إعادة التدوير مهمة؟ وفي الواقع، هناك العديد من المزايا التي نحصل عليها من وراء هذه العملية، أبرزها:

حماية البيئة

تقلل عملية إعادة التدوير من كمية القمامة والنفايات التي يتم إرسالها إلى مكبات القمامة. يقلل ذلك من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث. كما أنها تساعد في الحفاظ على الغابات والمياه والتربة.

ترشيد استهلاك الموارد

تساعد إعادة التدوير على تقليل الحاجة إلى استخراج مواد خام جديدة. وبالتالي، نحافظ على الموارد الطبيعية مع التقليل من الطاقة المستهلكة في عمليات الإنتاج.

توفير الطاقة

يتطلب تصنيع المنتجات من المواد المعاد تدويرها طاقة أقل بكثير من تصنيع منتجات جديدة من المواد الخام.

خلق فرص عمل

تساهم صناعة إعادة التدوير في توفر العديد من فرص العمل الجديدة في مجالات جمع المواد، الفرز، المعالجة، وإنتاج المنتجات الجديدة.

أمثلة على إعادة التدوير

يمكننا تشجيع أنفسنا والآخرين على المشاركة في إعادة التدوير ونشر الوعي بأهميتها. نبدأ هذه الخطوة من خلال استعراض مجموعة من الأمثلة والنماذج التي يمكن إعادة تدويرها، وتحويلها إلى منتجات جديدة.

بقايا القهوة

تستغل شركة بيرمافونجي البلجيكية بقايا القهوة المستعملة، وتحولها إلى ثروة طبيعية. تقوم هذه الشركة بجمع بقايا القهوة من المقاهي المحلية، وتخلطها مع القش لتهيئة بيئة مثالية لنمو الفطر. بعد فترة من الزراعة، يتم حصاد الفطر العضوي الناتج وتوزيعه على المتاجر والمطاعم.

كرات التنس

تجمع شركة "ريسيكل بولز" الأمريكية ملايين من كرات التنس المستعملة سنويا بهدف إعادة تدويرها وتحويلها إلى منتجات جديدة. تتضمن عملية إعادة التدوير طحن الكرات وفصل الصوف عن المطاط. يتم استخدام المطاط في بناء ملاعب التنس وساحات الخيول. كما يتم إعادة تدوير بعض الكرات وتحويلها إلى كرات للكلاب.

عجل الدراجات

تقوم بعض الشركات بإعادة تدوير أنابيب الدراجات المستعملة وتحويلها إلى منتجات يومية مفيدة، مثل الأحزمة الأنيقة والمحافظ العملية وأغطية الأجهزة التي تجمع بين المتانة والأناقة.

إعادة تدوير العلكة

في فرنسا، ابتكر طالبان هما هوغو موبريت وفيفيان فيشر، مشروعا لتحويل علكة المضغ المستعملة إلى عجلات لوح التزلج. يقوم المشروع على جمع علكة المضغ المهملة في مدينة نانت الفرنسية، ثم خلطها مع مادة رابطة وأصباغ طبيعية لتحويلها عجلة لوح تزلج.

أقنعة الوجه

في خطوة مبتكرة، أطلقت الشركة البريطانية "واترهاول" مبادرة تهدف إلى تحويل النفايات البلاستيكية الناتجة عن الأقنعة الواقية إلى أدوات مفيدة. تتم عملية إعادة تدوير هذه الأقنعة عن طريق إذابتها وتحويلها إلى كتل بلاستيكية متينة، والتي يتم استخدامها بدورها في تصنيع أدوات جديدة لجمع النفايات.