;

ابتكار منزل صغير يدور ويتبع حركة الشمس.. إنجاز هندسي

أطلق المهندس على ابتكاره اسم "منزل عباد الشمس"، وهو اسم يعكس طبيعة تصميمه بوضوح.

  • تاريخ النشر: الجمعة، 04 أبريل 2025
ابتكار منزل صغير يدور ويتبع حركة الشمس.. إنجاز هندسي

في حواراتنا العائلية، تتنوع المواضيع التي نتناولها في أحاديثنا، لتشمل حتى أغرب الاحتمالات وأكثرها بعدا عن الواقع أحيانا. على سبيل المثال نتساءل: لماذا لا نفكر في تصميم منزل قادر على الدوران ليتبع حركة الشمس؟

ربما لا يدرك البعض أن هذا ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو واقع قائم بالفعل يتمثل في منزل فريد من نوعه يقع في منطقة أليير الفرنسية. هذا التصميم المبتكر هو ثمرة خيال المهندس جان-كريستوف لوكوك، وهو مخترع من مدينة مونتلوسون، يتمتع برؤية مستقبلية واضحة.

أطلق المهندس على ابتكاره اسم "منزل عباد الشمس"، وهو اسم يعكس طبيعة تصميمه بوضوح. هذه الفكرة لفتت أنظار الكثير من المواقع الإخبارية والبرامج التلفزيونية، حيث تم تسليط الضوء على هذا الإنجاز الهندسي المتميز. وفي التقرير التالي، نتعرف على المزيد عن هذا المنزل الفريد.

منزل عباد الشمس 1

ما هو منزل عباد الشمس؟

يتجاوز مشروع "منزل عباد الشمس" كونه مجرد إنجاز تقني لافت، فهو يعكس في جوهره فلسفة المهندس جان-كريستوف لوكوك، التي ترتكز على مفهوم البناء المستدام الذي يحترم البيئة.

قام المهندس بتصميم وبناء هذا المنزل بالكامل باستخدام مواد معاد تدويرها، ليقدم بذلك دليلا عمليا على إمكانية الجمع بين الابتكار والاعتماد على الموارد المتجددة.

تقوم فكرته الأساسية على مبدأ بسيط ولكنه عميق: يجب أن يتكيف المسكن مع الظروف المناخية المحيطة به، وليس العكس. نالت هذه الفكرة إعجاب الكثيرين، فهي مستوحاة بشكل مباشر من زهرة عباد الشمس التي تتبع حركة الشمس طوال النهار بحثا عن الضوء اللازم لنموها ونضجها.

وبناء على هذا المبدأ، يقوم المنزل بالدوران في فصل الصيف لتجنب أشعة الشمس الحارقة والاستفادة من تيارات الهواء الباردة المنعشة. وفي فصل الشتاء، يتجه المنزل نحو الشمس للاستفادة القصوى من الدفء الطبيعي. والنتيجة هي تقليل كبير في استهلاك الطاقة اللازمة للتدفئة والتكييف، وبالتالي خفض ملحوظ في فواتير الطاقة.

مميزات منزل عباد الشمس

لا يقتصر هذا المنزل على الجانب الجمالي فحسب، بل يحمل فوائد عملية جمة. فبفضل هذه الخاصية الديناميكية، تستطيع الألواح الشمسية المثبتة على "منزل عباد الشمس" إنتاج كمية من الطاقة تزيد بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالمنازل التقليدية.

إضافة إلى ذلك، يعتمد المنزل على نظام تهوية طبيعية فعال، وتقنية متطورة لتجميع مياه الأمطار وإعادة استخدامها، بالإضافة إلى عزل حراري فائق الكفاءة، مما يجعله نموذجا للمنزل المستدام الذي يعتمد على ذاته في توفير الطاقة والموارد.

Jean-Christophe Lecocq

اهتمام كبير بالمشروع

لم يكن من المستغرب أن يلفت هذا المشروع المبتكر انتباه وسائل الإعلام المختلفة. فبعد ظهوره المميز في عدد من البرامج التلفزيونية، حظي جان-كريستوف لوكوك، باهتمام آخر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وإدراكا منه لأهمية فكرته ونجاحها، قام بتسجيل براءة اختراع لحماية هذا المفهوم الفريد، ويتطلع الآن إلى استقطاب المستثمرين وشركات البناء لتبني هذا التصميم وتطبيقه على نطاق أوسع. فمشروعه لا يمثل مجرد إنجاز تقني بارع، بل يقدم حلا عمليا وفعالا لتطوير مساكن أكثر وعيا بالبيئة وأكثر ذكاء في استهلاك الطاقة.

والآن، يبقى السؤال: هل أنت مستعد للانتقال للعيش في منزل يتناغم مع حركة الشمس لتقليل بصمتك الكربونية واستهلاكك للطاقة؟

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه