اختلافات جينية ملفتة في كلاب تشيرنوبل.. السبب ليس الإشعاع
- تاريخ النشر: الجمعة، 17 يناير 2025

كشفت دراسة حديثة، أن الاختلافات الجينية التي لوحظت في تجمعات الكلاب التي تعيش بالقرب من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، قد لا تكون نتيجة مباشرة للإشعاع.
وتنذر نتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة "PLOS One"، بآثار مهمة على فهمنا لتأثير التعرض الطويل الأمد للإشعاعات النووية على الكائنات الحية.
وشهدت محطة تشيرنوبل النووية بأوكرانيا، في 26 أبريل 1986، واحدة من أسوأ الكوارث النووية في التاريخ، حيث ارتفعت حرارة المفاعل، وانصهرت الحواجز الواقية وانفجر، ما أدى إلى إطلاق كميات هائلة من الإشعاع القاتل في الجو.
وأسفرت الحادثة عن وفاة عاملين في الانفجار نفسه و28 آخرين من رجال الإطفاء وفريق الطوارئ نتيجة التسمم الإشعاعي الحاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى التي أعقبت الكارثة.
ومنذ ذلك الحين، يدرس العلماء البيئة المحيطة بالمحطة النووية لفهم التأثير طويل المدى لتسرب الإشعاع.
- اقرأ أيضاً
كيف تبدو تشيرنوبل بعد 30 عاما من الكارثة النووية!
وفي هذا الصدد، قال ماثيو برين من جامعة ولاية نورث كارولينا، وهو أحد المشاركين في الدراسة: "نحاول تحديد ما إذا كان التعرض لمستويات منخفضة على مدى سنوات للسموم البيئية، مثل الإشعاع والرصاص وغيرهما، يُمكن أن يُفسر بعض هذه الاختلافات".
وكانت دراسة سابقة قد حللت المتغيرات الجينية في جينومات الكلاب بالقرب من المحطة النووية، وحددت 391 جزءاً من الحمض النووي تختلف بين مجموعتين. احتوت بعض هذه الأجزاء الجينومية على جينات تُساهم في إصلاح تلف الحمض النووي.
وفي الدراسة الجديدة، تعمق العلماء في جينومات الكلاب للكشف عن أدلة على الطفرات التي ربما تراكمت بمرور الوقت ولوضع مستوى الاختلافات في سياقها.
وأشار التحليل إلى أن التركيب الجيني للكلاب من مدينة تشيرنوبل كان مشابهاً جداً لتجمعات الكلاب في روسيا وبولندا والمناطق المحيطة، حيث ساعدت هذه النتيجة الباحثين على استخدام كلاب مدينة تشيرنوبل كمجموعة ضابطة للمقارنة مع الكلاب التي تعيش بالقرب من المحطة النووية.
عقب ذلك، بحث القائمون على الدراسة في تشوهات الحمض النووي للخلايا التناسلية، الذي ينتقل من الآباء إلى الأبناء.
وخلص الباحثون إلى أنهم لم يجدوا أدلة على طفرات جينية تراكمت عبر الأجيال لتمنح الكلاب قدرة أفضل على البقاء. ومع ذلك، لا ينفي هذا الاحتمال أن تكون العوامل البيئية قد لعبت دورًا في تشكيل الفروقات الجينية بين مجموعتي الكلاب.
وقالت الباحثة ميغان ديلون، طالبة الدكتوراه في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية: "من المحتمل أن الكلاب التي نجت وتكاثرت كانت تمتلك صفات وراثية زادت من قدرتها على البقاء، ما قد يكون أدى إلى انتقاء طبيعي شديد في بداية الأمر".
من جانبه، شدد الباحث نورمان كلايمان، أحد المشاركين في الدراسة، على أهمية استمرار البحث في التأثيرات الصحية البيئية للكوارث الكبرى، مضيفاً: "دراسة الحيوانات الأليفة مثل كلاب تشيرنوبل توفر نافذة لفهم المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها البشر في ظروف مماثلة".
- اقرأ أيضاً
قصة كارثة تشيرنوبل.. خطأ مفاجئ أدى إلى أسوأ كارثة في التاريخ