اكتشاف منظر طبيعي مخفي منذ 14 مليون عام تحت القارة القطبية الجنوبية

 تم الكشف عن منظر طبيعي قديم مخفي منذ فترة طويلة تحت الطبقات الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية، والذي لم يمسه إنسان منذ أكثر من أربعة عشر مليون عام، وذلك بفضل بيانات الأقمار الصناعية والطائرات الخاصة المجهزة بالرادار التي يمكنها الرؤية عبر الجليد.

وباستخدام تقنيات خاصة تتيح للباحثين تقييم المنطقة من بعيد، رسم العلماء خريطة لمنطقة في شرق القارة القطبية الجنوبية تبلغ مساحتها اثنين وثلاثين ألف كيلومتر مربع. وكشفت أبحاثهم، عن مشهد طبيعي قبل أن يغطيه الغطاء الجليدي الضخم.

ويهدف فريق الباحثين إلى تتبع تاريخ الطبقة الجليدية وتحديد كيفية تغيرها مع مرور الوقت. لذا كان من المهم فهم كيف كانت تبدو الأرض قبل أن يتم إخفاؤها تحت طبقات الجليد، كما أوضح ستيوارت جاميسون، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ الجغرافيا في جامعة دورهام.

وأشار جاميسون في بيان له إلى أن "هذا المشهد الطبيعي يتحكم في الطريقة التي يتدفق بها الجليد في القارة القطبية الجنوبية، ويتحكم في الطريقة التي قد يستجيب بها لتغير المناخ في الماضي والحاضر والمستقبل".

وجدير بالذكر أن المناظر الطبيعية المكتشفة، وُجدت على حالها نسبيًا، وهو أمر غير معتاد تمامًا، كما أوضح جاميسون.

🌍 Ancient landscape, hidden under East Antarctic ice for 14M years, revealed by satellite data & radar. A pre-ice age world of rivers and valleys! This discovery is crucial for understanding the region"s response to climate change. ❄️🔍 #Antarctica #ClimateChange #Science pic.twitter.com/sRm5D7b1h9

— ART OFFICIAL (@Still_Frame_1) October 25, 2023

وخلصت الدراسة أيضًا إلى أن مناخ الأرض يتجه نحو ظروف درجات الحرارة التي كانت موجودة عندما تشكل هذا المشهد قبل حوالي أربعة وثلاثين إلى أربعة عشر مليون سنة. خلال تلك الفترة، كانت درجات الحرارة أعلى بحوالي ثلاث إلى سبع درجات مئوية من تلك الموجودة اليوم.

وتشكلت الطبقة الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية في البداية قبل حوالي أربعة وثلاثين مليون سنة. ومع ذلك، مع مرور الوقت، كانت قد مرت بفترات من التوسع والانكماش، مما أدى في بعض الأحيان إلى كشف الأرض الموجودة تحتها.

وفقًا لجاميسون، فإن حقيقة استمرار هذا المشهد عبر الزمن تشير إلى أن درجات الحرارة في قاع الغطاء الجليدي ظلت باردة للغاية ومستقرة فوق هذه التضاريس القديمة. حدث هذا على الرغم من نوبات الاحترار المناخي العرضية.