الاتحاد السوفيتي (U.S.S.R)

كان الاتحاد السوفيتي أحد المشاركين في الحرب العالمية الثانية إلى جانب دول الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بريطانيا) ضد دول المحور (ألمانيا، إيطاليا، اليابان)، بعد الحرب كان الاتحاد السوفيتي أحد مؤسسي منظمة الأمم المتحدة في عام 1945، وأحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

ثم قاد المعسكر الشيوعي كأحد قطبي الحرب الباردة في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تقود المعسكر الغربي.. فكيف تشكل الاتحاد السوفيتي؟ ما هي أبرز سياساته؟ وكيف انحل؟ كل ذلك سنتعرف عليه في هذه المقالة.

ثورة فبراير/شباط تطيح بالقيصرية في روسيا

حكم القيصر الروسي الأخير (نيكولاس الثاني) الإمبراطورية الروسية حتى تنازله عن السلطة في شهر آذار/ مارس عام 1917 عقب ثورة فبراير، التي يرجع أحد أسبابها إلى رفض الشعب الروسي مشاركة بلاده في الحرب العالمية الأولى، لاسيما بعد معاناته من نقصٍ في المواد الغذائية، وخسارته عدد كبير من المقاتلين في هذه الحرب، فاستلمت السلطة الحكومة المؤقتة الروسية المشكلة من قادة ثورة فبراير وترأسها غيورغي لفوف الذي كان عضواً الحزب الدستوري الديمقراطي.

الثورة البلشفية تطيح بالحكومة المؤقتة

خلال الحرب العالمية الأولى، كان فلاديمير لينين (غادر لينين روسيا في عام 1900 للقاء الماركسيين في سويسرا وبقي فيها حتى الحرب العالمية الأولى) متحمساً لهزيمة روسيا القيصرية، وعندما بدأت ثورة 17 فبراير عام 2017 أراد العودة إلى روسيا، التي كانت قد أغلقت الطرق نحو عودته.

وعندما علمت ألمانيا بأن معارضين من بينهم لينين يريدون العودة إلى روسيا الأمر الذي سيسبب مشاكل أكثر للحكومة الروسية القيصرية فساعدتهم ألمانية في الدخول إلى روسيا، حيث رتّبت مرور 32 معارضاً للحكومة الروسية من بينهم فلاديمير لينين إلى السويد (وسبب عداء لينين للقيصر الروسي أنه قام بإعدام شقيقه ألكسندر لأنه كان ماركسي معارض)، ومن ثم عبروا إلى روسيا.

حيث كانت ألمانيا تأمل بأن يشجع البلاشفة المشاعر المعادية للحرب، ونتيجة إعلان الحكومة الروسية المؤقتة أنها ستستمر في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء؛ أطيح بها في ثورة أكتوبر (الثورة البلشفية) التي تزعمها فلاديمير لينين في السابع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، حيث قام العمال والجنود بالثورة ضد الحكومة الروسية المؤقتة؛ إثر محاولتها إجبار الجنود على الاستمرار في الحرب ضد ألمانيا (وسنكون بمقالة تفصيلية عن الثورة البلشفية أو ثورة أكتوبر في روسيا).

روسيا البلشفية في عهد لينين

وقع البلاشفة هدنة مع ألمانيا عرفت باسم (اتفاقية بريست لتوفسك) (Treaty of Brest-Litovsk) في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1917، حيث فقدت روسيا الأراضي التي يسكنها أكثر من ربع مواطنيها، وتوفر أكثر من ثلث حصادها من الحبوب.

كما أعفي المواطنون والشركات من قبل القوى المركزية من مراسيم التأميم السوفياتي. لكن المعاهدة أنقذت النظام البلشفي: فقد تلقت خلال الأشهر الثمانية التالية دعماً دبلوماسياً ومالياً من ألمانيا؛ مكنها من التغلب على خصومها السياسيين، وبذلك خرجت روسيا من الحرب العالمية الأولى.

وفي عام 1920 أقر الرئيس (الروسي آنذاك) فلاديمير لينين خطة مدتها عشر سنوات هدفها إعادة هيكلة الاقتصاد الروسي، تضمنت الخطة بناء شبكة من ثلاثين محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في روسيا، منها عشر محطات كبيرة للطاقة الكهرومائية لتزويد المؤسسات الصناعية الكبيرة التي تعمل بالطاقة الكهربائية.

تشكل الاتحاد السوفيتي من أربع دول

تأسس الاتحاد السوفياتي رسمياً في الثامن والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1922 من كل من الجمهوريات السوفيتية (الروسية، الأوكرانية، البيلاروسية)، وفي الأول من شهر شباط/ فبراير عام 1924 اعترفت بريطانيا بالاتحاد السوفيتي تحت قيادة فلاديمير لينين.

لجنة تحكم الاتحاد السوفيتي بعد وفاة لينين

خلف لينين بعد وفاته في عام 1924 لجنة مركزية مكونة من ثلاثة أشخاص سميت باسم "الترويكا"، تتألف من: غريغوري زينوفييف من جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية، ليف كامينيف من روسيا، جوزيف ستالين من القوقاز (الذي عينه لينين أميناً عاماً للحزب الشيوعي في الثالث من شهنيسان/ أبريل عام 1922)، ثم انفرد ستالين بالسلطة بعد أن أصبح الأمين العام للحزب الشيوعي وقام بطرد غريغوري زينوفييف وليون تروتسكي من اللجنة المركزية، وذلك في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1927.

الاتحاد السوفيتي في عهد ستالين وسياسته

بعد انفراده بالسلطة، قدم جوزيف ستالين في عام 1928 الخطة الخمسية الأولى لبناء اقتصاد اشتراكي، ففي الصناعة، تولت الدولة السيطرة على جميع المشاريع القائمة واضطلعت ببرنامج مكثف للتصنيع، أما في الزراعة، فقد نُفذت المزارع الجماعية (أي يعمل بها عدد كبير من الروس) في جميع أنحاء البلد؛ مما أدى إلى تطور الصناعة في الاتحاد السوفيتي.

وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1936 وضع الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين الدستور الذي جعل فيه السلطة بيد الحزب الشيوعي السوفيتي، وتبنى النهج الاشتراكي في الاقتصاد.

سياسة ستالين الخارجية

شهدت أوائل الثلاثينات تعاون أوثق بين الغرب واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية:

• شارك الاتحاد السوفياتي في المؤتمر العالمي لنزع السلاح الذي انعقد في مدينة جنيف السويسرية بين عامي 1932 و1934.
• أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في عام 1933، عندما اختار الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الاعتراف بالاتحاد السوفيتي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1933.
• انضم الاتحاد السوفياتي إلى عصبة الأمم في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1934.
• دعم الاتحاد السوفيتي نشاط الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية التي اندلعت في عام 1936 ضد القوميين، الذين تلقوا الدعم من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية.
• وقع الاتحاد السوفيتي مع ألمانيا النازية اتفاقية مولوتوف – ريبنتروب في شهر آذار/ مارس عام 1939، التي تنص على عدم الاعتداء بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية، مدة الاتفاقية عشر سنوات.
• ضم الاتحاد السوفيتي في عام 1940 كل من (ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا، بسارابيا وشمال بوكوفينا، بولندا الشرقية).
• غزا الاتحاد السوفيتي فنلندا في أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1939، فقام مجلس العصبة بطرد الاتحاد السوفيتي من عصبة الأمم.
• وقع الاتحاد السوفيتي في شهر نيسان/ أبريل عام 1941 ميثاق الحياد السوفياتي الياباني مع إمبراطورية اليابان، واعترف الاتحاد السوفيتي بحكومة منشوكو، التي أقامتها اليابان في الجزء الذي احتلته من الصين.

الاتحاد السوفيتي يدخل الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء

التزم الاتحاد السوفيتي بالحياد منذ بدء الحرب العالمية الثانية في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1939 حتى الثاني والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 1941، عندما قامت ألمانيا النازية بغزو الاتحاد السوفيتي فيما عرف بعملية بربروسا، فتحالف الاتحاد السوفيتي مع دول الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بريطانيا).

وتمكن الجيش الأحمر السوفيتي (تأسس بعد الثورة البلشفية عام 1917 وسمي أحمر إشارة إلى الثورة) من إيقاف تقدم الجيش الألماني في معركة موسكو، وبدأت معركة ستالين غراد التي استمرت من أواخر عام 1942 إلى أوائل عام 1943، حيث انتصرت القوات السوفيتية على ألمانيا النازية، ليبدأ بعدها بغزو أوروبا وصولاً إلى العاصمة الألمانية برلين في عام 1945.

الاتحاد السوفيتي يسيطر على المستعمرات اليابانية

أنهى الاتحاد السوفيتي ميثاق الحياد مع اليابان في عام 1945 تنفيذاً لاتفاقه مع الحلفاء في مؤتمر يالطا، وغزا مانشوكو وغيرها من الأراضي التي كانت تسيطر عليها اليابان في التاسع من شهر آب/ أغسطس عام 1945، وتمكن من إخراج اليابان من كل هذه الأراضي التي كانت تحتلها في عام 1945، مما ساهم في الاستسلام غير المشروط لليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية.

الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945، أصبح الاتحاد السوفياتي عضواً في منظمة الأمم المتحدة، وعضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي يتمتع بحق النقض (الفيتو) إلى جانب كل من (الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، الصين، فرنسا).

الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة

خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح الاتحاد السوفيتي قوة عظمى في العالم إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعاد بناء اقتصاده وتوسيعه، مع الحفاظ على سيطرته المركزية، ساعد في عملية إعادة الإعمار في فترة ما بعد الحرب في بلدان أوروبا الشرقية.

كما دعم الاتحاد السوفيتي في عهده كوريا الشمالية ضد كوريا الجنوبية في الحرب الكورية التي حصلت بين عامي 1950 و1953، إضافةً إلى ذلك أسس الرئيس السوفيتي ستالين؛ تحالف عسكري بقيادة الاتحاد السوفيتي (ميثاق وارسو) في عام 1955، ومنظمة اقتصادية (مجلس المساعدة الاقتصادية المتبادلة -كوميكون) في عام 1949.

الاتحاد السوفيتي في عهد خروتشوف

توفي الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين في الخامس من شهر آذار/ مارس عام 1953، فتولى السلطة نيكيتا خروتشوف، حيث جرت في عهده الأحداث التالية:

• قمع الانتفاضات المناهضة للشيوعية في المجر وبولندا في عام 1956.
• حصل في عهده خلاف بين الصين والاتحاد السوفيتي في أواخر الخمسينات، بسبب تقارب الاتحاد السوفييتي مع الغرب.
• إطلاق أول قمر صناعي في العالم (سبوتنيك 1) في عام 1957.
• إطلاق أول رحلة عالمية إلى الفضاء على متنها رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين في عام 1961.
• إطلاق أول رحلة عالمية إلى الفضاء بقيادة امرأة هي فالنتينا تيريشكوفا في عام 1963.
• أول شخص يسبح في الفضاء كان رائد الفضاء السوفيتي أليكسي ليونوف في عام 1965.
• أول هبوط على سطح القمر من قبل المركبة الفضائية (لونا 9) في عام 1966.
• زوّد كوبا بصواريخ مُجهّزة برؤوس نووية في عام 1962، الأمر الذي تسبب بأزمة الصواريخ الكوبية (أزمة خليج الخنازير)، التي انتهت في عهده بعد قيامه بسحب الصواريخ من كوبا مقابل تعهُّد واشنطن بعدم الاعتداء على كوبا.

الاتحاد السوفيتي في عهد بريجنيف

بعد أزمة الصواريخ الكوبية، تمت الإطاحة بنيكيتا خروتشوف، وحكمت الاتحاد السوفيتي لجنة مركزية تتألف من: ليونيد بريجنيف أميناً عاماً، أليكسي كوسيجين رئيساً للوزراء، نيكولاي بودغورني رئيساً للهيئة الرئاسية، واستمرت حتى تسلم ليونيد بريجنيف رسمياً في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بوصفه الزعيم السوفيتي، حيث مارس السياسات التالية:

• غزا الاتحاد السوفيتي تشيكوسلوفاكيا في عهد الرئيس التشيكوسلوفاكي الإصلاحي ألكسندر دوبتشيك الذي منح حقوقاً للمواطنين من بينها تخفيف القيود المفروضة على وسائل الإعلام وحرية التعبير وحرية السفر في عام 1968.
• وقّع مع الولايات المتحدة الأمريكية معاهدة (سالت 1) للحد من الأسلحة النووية في السبعينات.
• وضع دستوراً جديداً للاتحاد السوفيتي في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1977.
• غزا أفغانستان في عام 1979، لدعم الحكومة الأفغانية الشيوعية في مواجهة المتمردين.

الاتحاد السوفيتي في عهد غورباتشوف.. بداية النهاية

توفي الرئيس السوفيتي ليونيد بريجنيف في عام 1982، تولى السلطة يوري أندروبوف، بعد وفاته في عام 1984 حكم الاتحاد السوفيتي كونستانتين تشيرنينكو، وبعد وفاته في عام 1985 تولى ميخائيل غورباتشوف السلطة في الاتحاد السوفيتي، حيث اتبع السياسات التالية:

• أجرى الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف تغييرات كبيرة في الاقتصاد وقيادة الحزب تحت شعار (البيروسترويكا) (أي إعادة البناء)، حيث سعى ميخائيل غورباتشوف إلى تخفيف قبضة الحكومة على الاقتصاد، فسمح للأفراد والتعاونيات بامتلاك الأعمال التجارية لأول مرة منذ العشرينيات من القرن ذاته، ومنح العمال الحق في الإضراب من أجل تحسين الأجور وظروف العمل، كما شجع الرئيس ميخائيل غورباتشوف الاستثمار الأجنبي في الأراضي السوفياتية.
• اعتمد الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف مبدأ (الغلاسنوست)، وتعني الشفافية (أي حرية الوصول إلى المعلومات)، والقضاء على آثار القمع الذي كان في عهد الرئيس السوفيتي الأسبق جوزيف ستالين، مثل حظر الكتب وفرض الشرطة السرية في كل مكان، حيث: أطلق غورباتشوف حرية نشر الكتب، أعطى حريات جديدة للمواطنين السوفييت، أطلق سراح السجناء السياسيين، منح الصحافة حرية انتقاد الحكومة، ولأول مرة، سمح للأحزاب الأخرى غير الحزب الشيوعي الحاكم أن تشارك في الانتخابات.
• سحب القوات السوفيتية من أفغانستان في عام 1988.
• رفض تقديم الدعم العسكري للحكومات الشيوعية في دول أوروبا الشرقية؛ مما أدى إلى ظهور الثورات التي تطالب بالانفصال عن الاتحاد السوفيتي.
• توحيد ألمانيا بعد تحطيم جدار برلين الذي كان يفصل بين ألمانيا الشرقية الموالية للاتحاد السوفيتي، وألمانيا الغربية الموالية للغرب.

في عام 1988، اختارت مجلة تايم ميخائيل غورباتشوف ليكون "رجل السنة" لعمله نحو إنهاء الحرب الباردة، وفي العام التالي، أطلق عليه اسم "رجل العقد"، وفي عام 1990، حصل غورباتشوف على جائزة نوبل للسلام.

تفكك الاتحاد السوفيتي إلى دول مستقلة

بدأت الجمهوريات التأسيسية للاتحاد السوفياتي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي خطوات قانونية نحو إعلان السيادة على أراضيها، مستشهدة بالمادة 72 من دستور الاتحاد السوفييتي، التي تنص على أن: "أي جمهورية تأسيسية حرة في الانفصال".

وفي السابع من شهر نيسان/ أبريل عام 1990، صدر قانون يسمح للجمهورية بالانفصال إذا صوت أكثر من ثلثي سكانها لصالح الاستقلال عن الاتحاد في استفتاء، أجرى العديد من هذه الدول أول انتخابات حرة في الحقبة السوفياتية في مجالسها التشريعية الوطنية في عام 1990.

روسيا تعلن سيادتها على أراضيها

عقد الاتحاد السوفييتي الروسي (الذي كان آنذاك أكبر جمهورية تأسيسية بحوالي نصف السكان) مؤتمراً منتخباً حديثاً لنواب الشعب في عام 1989، وانتخب بوريس يلتسين رئيساً له، وفي الثاني عشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1990، أعلن المؤتمر سيادة روسيا على أراضيها، وشرع في سن قوانين تحاول أن تحل محل بعض قوانين اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، كما استقلت ليتوانيا في الحادي عشر من شهر آذار/ مارس عام 1990.

الجمهوريات السوفيتية تعلن الاستقلال

أعلنت كل من لاتفيا وإستونيا الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في شهر آب/ أغسطس 1991 (بعد مثال ليتوانيا لعام 1990)، واستقال غورباتشوف من منصب الأمين العام للحزب الشيوعي في أواخر شهر آب/ أغسطس، وبعد فترة وجيزة توقفت نشاطات الحزب الى أجل غير مسمى، وانتهى تأثير الحزب الفعلي، وبحلول شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1991، كانت كل الجمهوريات السوفيتية ما عدا روسيا وكازاخستان قد أعلنت رسمياً الاستقلال.

خلال هذه الفترة، تولى يلتسين ما تبقى من الحكومة السوفياتية، بما في ذلك الكرملين في موسكو. ووقعت الضربة الأخيرة في الأول من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1991، عندما صوتت أوكرانيا، ثاني أقوى جمهورية، بأغلبية ساحقة من أجل الاستقلال، فأنهى انفصال أوكرانيا أي فرصة واقعية للاتحاد السوفيتي للبقاء حتى على نطاق محدود.

حل الاتحاد السوفيتي رسمياً

وفي الثامن من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1991، وقع رؤساء روسيا وأوكرانيا وبيلاروس اتفاقات بيلافيزا، التي أعلنت حل الاتحاد السوفيتي وإنشاء رابطة الدول المستقلة مكانه، وفي الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1991، استقال غورباتشوف من رئاسة الاتحاد السوفيتي، وتم إنزال العلم السوفيتي ورفع العلم الروسي مكانه. في اليوم التالي، صوت مجلس السوفيات الأعلى (أعلى هيئة حكومية في الاتحاد السوفياتي) على حل الاتحاد السوفياتي رسمياً.

روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي

بعد حل الاتحاد السوفييتي رسمياً في السادس والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام1991، أصبحت روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي على الساحة الدولية وحصلت على مقعد الاتحاد السوفيتي الدائم في مجلس الأمن الدولي.

كما قبلت روسيا طواعية جميع الديون الخارجية السوفياتية، وادعت أن الممتلكات السوفياتية في الخارج هي ملكها الخاص. وبموجب بروتوكول لشبونة لعام 1992، وافقت روسيا أيضاً على تلقي جميع الأسلحة النووية المتبقية في أراضي جمهوريات سوفياتية سابقة أخرى.

في الختام.. شكّل الاتحاد السوفيتي منذ نشوئه في عام 1922 وحتى انتهائه في عام 1991 فرصةً لتطبيق النظام الاشتراكي كنظام اقتصادي سياسي منافس للولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تتزعم النظام الرأسمالي في العالم، ولكن في النهاية، خسر الاتحاد السوفيتي المعركة ليكون تفككه إعلان لانتهاء حرب باردة حكمت العالم لأربعة عقود ونيف.