;

الكشف عن وجه "أغنى رجل في التاريخ".. فرعون مصري

بعد مرور 3400 عام على وفاته تم الكشف أخيرًا عن وجه أغنى الرجال الذين عاشوا على الإطلاق بفضل التقنيات الحديثة

  • تاريخ النشر: السبت، 18 مايو 2024
الكشف عن وجه "أغنى رجل في التاريخ".. فرعون مصري

بعد مرور 3400 عام على وفاته، تم الكشف أخيرًا عن وجه لأحد أغنى الرجال الذين عاشوا على الإطلاق وذلك بفضل التقنيات التكنولوجية الحديثة الرائعة، والتي بات بإمكانها مساعدة الباحثين في تحقيق أغراضهم البحثية.

هذا الرجل هو أمنحتب الثالث، المعروف أيضًا بأنه جد توت عنخ آمون، والذي كان يعتبره المصريون القدماء إلهًا حيًا. ولكن على الرغم من كل قوته وسلطته التي كانت معروفة عنه، تظهر صور جديدة أنه غالبا كان رجلاً قصيرًا جدًا، وزنه زائد وأصلع.

يوصف هذا الفرعون الأسطوري من قِبل علماء الآثار بأنه "واحد من أغنى الرجال الذين عاشوا على الإطلاق" حيث نشأ جزء كبير من ثروته أثناء فترة حكمه، بعدما قاد مصر إلى فترة من الازدهار غير المسبوق والقوة الدولية في عام 1386 قبل الميلاد حتى أصبح صاحب قوة ونفوذ كبيرين للغاية.

واحدة من أكبر علامات شهرته في مصر هي أن لديه تماثيل عديدة للغاية منتشرة عبر حدود مملكته أكثر من أي فرعون آخر. ولكن على الرغم من كل تلك التماثيل، لم يتم إعادة بناء وجهه سوى مؤخرًا بفضل التكنولوجيا الحديثة.

تمكن باحثون من إعادة بناء وجه أمنحتب الثالث باستخدام البيانات المستمدة من جمجمة موميائه. وبالفعل استطاعوا في النهاية التوصل إلى تصور حول حقيقة شكل هذا الفرعون المصري القديم.

أغنى رجل 1

شكل أمنحتب الثالث

يعتبر أمنحتب الثالث من أهم ملوك مصر القديمة، فقد ساهم بشكل كبير في تعزيز قوة مصر وازدهارها، وترك إرثًا ثقافيًا وفنيًا خالدًا.

يقول عالم الآثار مايكل هابيشت من جامعة فليندرز في أستراليا، إنه "على الرغم من وجود العديد من التماثيل له في جميع أنحاء مصر تقريبا، والتي تكشف عن وجهه وجسده، إلا أن الحقيقة تبدو مختلفة تمامًا بعد عملية إعادة البناء التي قمنا بها".

ويضيف هابيشت: "وجهه الحقيقي يبدو هادئا ومعبرا جدا عن رجل روج للسلام طوال فترة حكمه، وعاش في زمن أكبر ازدهار اقتصادي. إنه بالفعل من أغنى الرجال الذين عاشوا على الإطلاق، على الأقل في عصره".

"هذا وكشفت أبحاثنا التي قمنا بها لإعادة بناء وجه أمنحتب الثالث، بأنه رجل بدين بملامح هادئة. كما كان أصلع تقريبا، ويعاني من مشاكل في الأسنان في آخر سنوات حياته" هكذا يتابع عالم الآثار حديثه. ويؤكد أيضا إنهم توصلوا إلى نتيجة تبدو غريبة، لا يمكن اكتشافها إلا من خلال الأبحاث العلمية، وهي أن هذا الفرعون كان في الواقع "رجلًا قصيرًا جدًا".

ويوضح هابيشت مسألة القصر على وجه الدقة، مشيرا إلى أنهم وجدوا أن أمنحتب الثالث كان طوله يزيد قليلاً عن 5 أقدام وبوصة واحدة. مما يجعله من أقصر الملوك الذين حكموا مصر على الإطلاق.

وتابع عالم الآثار: "على الرغم من أنه كان من أعظم ملوك مصر حقًا، إلا أن طول جسمه يبلغ حوالي 156 سم، مما يجعله من أقصر الملوك الذين نعرفهم من خلال مومياواتهم المحفوظة".

ويختتم هابيشت حديثه قائلا: "هذا الطول الصغير إلى حد ما لا ينعكس في التماثيل والنقوش الموجودة على الجدران. فهو مشهور بتماثيله العملاقة في الأعمال الفنية."

كواليس المشروع

بدأت عملية إعادة البناء بإعادة إنشاء الجمجمة الخاصة بأمنحتب الثالث باستخدام التكنولوجيا الحديثة، عن طريق استخدام صور وبيانات من مومياه المكتشفة.

بعد ذلك، قام الباحثون بإضافة جميع البيانات المتعلقة بهذا الفرعون من الأبحاث التي أجريت على المومياء الخاصة به والجدران والتماثيل، لتكوين المواضع والأحجام المحتملة لأنف الملك وأذنه وعينيه وشفتيه. وكان خبير الرسوم البرازيلي سيرو مورايس، هو العقل المدبر وراء هذا المشروع العلمي.

يقول مورايس: "استنادا إلى المعلومات التاريخية المتاحة لدينا، كان أمنحتب الثالث يتمتع بمظهر قوي، لذلك استخدمنا بيانات حول أفراد ذوي مؤشر كتلة جسم عالية."

ويضيف مورايس قائلاً: "لقد اندهشنا بالنتيجة النهائية، حيث إن رؤية تمثال نصفي كامل لشخصية مثل أمنحتب الثالث، بهذه الهيئة والسكينة في الوجه أمر مثير للغاية. لذلك، نعتبر هذا المشروع هديتنا لجميع الذين يقدرون التاريخ."

يعتبر هذا المشروع أيضًا من أكثر عمليات إعادة البناء اكتمالاً التي تم تنفيذها على الإطلاق، حيث تم تضمين ملابس الملك وإكسسواراته أيضًا.

أغنى رجل 2

من هو أمنحتب الثالث؟

كان أمنحتب الثالث، تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشر، وواحدًا من أعظم حكام مصر على مر التاريخ. حكم مصر ما بين 1391 و1353 قبل الميلاد، خلال فترة شهدت ذروة قوة مصر وثرائها ومجدها.

اعتلى أمنحتب الثالث العرش لأول مرة عندما كان صبيًا يبلغ من العمر 12 عامًا فقط. وأحدث ثورة في طريقة سماع شعبه للأخبار عن القصر من خلال نشرات الأخبار الملكية المنحوتة على الحجر. ويعتقد أنه مات في سن يتراوح بين 40 و50 عامًا.

تميز عهده بالسلام والاستقرار الداخلي، مما سمح له بالتركيز على الإنجازات العمرانية والفنية. كما وسع حدود مصر وعزز العلاقات الدبلوماسية مع الدول المجاورة.

كذلك، شهد عصره ازدهارًا ثقافيًا وفنيًا هائلاً، حيث تم تشييد العديد من المعابد والتماثيل والأعمال الفنية الرائعة. ووصف بأنه ملك ذكي وطموح ومحب للجمال. سعى إلى تخليد اسمه من خلال إنجازاته العظيمة حتى توفي عام 1353 قبل الميلاد، تاركًا وراءه مملكة قوية ومزدهرة. وخلفه ابنه أمنحتب الرابع، المعروف أيضًا باسم أخناتون، الذي قاد ثورة دينية غيرت مجرى تاريخ مصر.

يقول الباحثون إن معلوماتهم عن ثروته الفائقة جاءت من رسائل أرسلها قادة دبلوماسيون إلى أمنحتب الثالث يطلبون منه الذهب كهدية.

ويتابع عالم الآثار الدكتور هابيشت: "تظهر في تلك الرسائل محاولات تلطف دبلوماسية من الملوك الأجانب، مطالبين أمنحتب أن يرسل لهم بعض الذهب كهدية، لأن الذهب في مصر كالرمل. ورغم إن هذه تبدو مبالغة منهم، إلا إنها تشير إلى ثروة هائلة. حتى إن مومياء أمنحتب الثالث كانت مغطاة بالكامل بورق الذهب، لذلك لا بد أنه كان يبدو ثريًا للغاية".

ومن المقرر قريبًا أن ينشر الباحث وزملاؤه إيلينا فاروتو وفرانشيسكو جالاس نتائج أبحاثهم في مجلة علمية.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه