اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام.. حقائق مثيرة وأماكن خطرة

في 4 أبريل من كل عام، يحيي العالم مناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام. ومن الاسم يتضح الهدف بكل تأكيد، حيث يسعى اليوم إلى زيادة الوعي بخطر الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة من مخلفات الحرب على المدنيين والمجتمعات.

كما يحاول العالم من خلال هذا اليوم التأكيد على أهمية التخلص من هذه الأسلحة الفتاكة. ودعم الجهود الدولية لتقديم المساعدة للضحايا.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام وأشهر أنواع الألغام المنتشرة حول العالم ومخاطرها، إلى جانب مجموعة من الحقائق المثيرة حول الألغام وأخطر مواقع الألغام حول العالم.

قصة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام

في عام 1997، تم توقيع اتفاقية حظر الألغام الأرضية، التي تحظر استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الألغام المضادة للأفراد. وحتى الآن، انضمت 164 دولة إلى الاتفاقية.

وفي عام 2005، تم اعتماد اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء ذلك بعد عقود من استخدام الألغام الأرضية على نطاق واسع في الحروب والصراعات، مما أدى إلى إصابات ووفيات مدنية هائلة.

وتقام العديد من الفعاليات في جميع أنحاء العالم للتوعية بخطر الألغام الأرضية، بما في ذلك الندوات وورش العمل، المعارض والعروض التقديمية وحملات التوعية عبر وسائل الإعلام.

وتعمل العديد من المنظمات الدولية على إزالة الألغام الأرضية وتقديم المساعدة للضحايا، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة للتنمية، صندوق الأمم المتحدة للطفولة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

كذلك، يمكن للشعوب المساهمة في الجهود الدولية للتوعية بخطر الألغام الأرضية من خلال التبرع للجمعيات الخيرية التي تعمل في هذا المجال، والمشاركة في الفعاليات التي تقام. بالإضافة إلى نشر الوعي حول مخاطر الألغام الأرضية على وسائل التواصل الاجتماعي.

أنواع الألغام

يتساءل كثيرون عن ما هي أنواع الألغام؟ وللإجابة على هذا السؤال يجب التأكيد مبدئيًا على أن الألغام أسلحة متفجرة تزرع تحت الأرض أو في الماء، وتستخدم لإلحاق الضرر بالأعداء أو إعاقة تقدمهم. وتصنف الألغام بشكل أساسي إلى نوعين رئيسيين:

الألغام المضادة للأفراد

تصمم هذه الألغام لإلحاق الضرر بالأفراد عند مرورهم فوقها. وتتسبب في إصابات خطيرة، بما في ذلك بتر الأطراف والعمى والموت. ومن أشهر أنواع الألغام المضادة للأفراد هي ألغام الضغط، والتي تنفجر عند الضغط عليها.

كذلك هناك ألغام الارتجاج، والتي تنفجر عندما يشعر مستشعر بالاهتزازات الناتجة عن خطوات الشخص. أما ألغام القفز فتخرج من الأرض قبل أن تنفجر، مما يزيد من نطاق الضرر.

الألغام المضادة للمركبات

تصمم هذه الألغام لإلحاق الضرر بالمركبات العسكرية عند مرورها فوقها. وتتسبب هذه الألغام في تدمير المركبات وإصابة أو قتل من فيها. ومن أشهر أنواعها ألغام الضغط وألغام مغناطيسية، والتي تنفجر هذه الألغام عندما تشعر بمجال مغناطيسي ناتج عن المركبة.

أنواع أخرى من الألغام

هناك أنواع أخرى من الألغام أبرزها ألغام مضادة للدبابات وألغام بحرية، تستخدم لحماية السواحل من السفن المعادية.

ما هي مخاطر الألغام؟

تشكل الألغام خطرًا كبيرًا على المدنيين والعسكريين على حد سواء، حيث تختفي تحت الأرض لتنفجر عند مرور أي شخص أو مركبة فوقها، تاركين وراءهم ضحايا من المدنيين الأبرياء.

ويمكن تلخيص أبرز مخاطر الألغام في السطور التالية:

الضحايا المدنيون

غالبًا ما يكون المدنيون ضحايا للألغام، خاصة في المناطق التي تم فيها زرعها خلال الحروب. سواء الذين يتعرضون بسببها لإصابات جسدية خطيرة، غالبا ما تؤدي إلى بتر الأطراف أو الإعاقة الدائمة. أو الذين يتعرضون للوفاة، حيث تقتل الألغام العديد من الأشخاص، خاصة الأطفال الذين لا يدركون خطورتها.

إزالة الألغام

تعد عملية إزالة الألغام عملية صعبة وخطيرة تتطلب مهارات عالية. لذلك، يمكن اعتبارها واحدة من المخاطر.

التأثيرات النفسية

تسبب الألغام صدمات نفسية عميقة للناجين من انفجارها، مما يؤثر على حياتهم بشكل كبير. إلى جانب تأثيرها على حياة من فقدوا ذويهم بسببها.

التأثيرات الاقتصادية

تعيق الألغام النشاطات الاقتصادية وتعيق التنمية في المناطق المتضررة.

حقائق مثيرة عن الألغام

تشكل الألغام خطرًا كبيرًا على حياة الأبرياء، ويجب العمل على مكافحتها بكل الوسائل المتاحة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم مجموعة من الحقائق المثيرة عن الألغام.

. تشير التقديرات إلى أن هناك 110 مليون لغم أرضي في العالم الآن.

. يتكلف وضع لغم ما بين 3 إلى 30 دولارًا، لكن تكلفة إزالته تتراوح بين 300 إلى 1000 دولار.

. تحتاج إزالة جميع الألغام الموجودة حول العالم إلى تكلفة تبلغ حوالي 50 إلى 100 مليار دولار.

. هناك أكثر من 4200 شخص، 42% منهم أطفال، يقعون ضحايا للألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب سنويا في العديد من البلدان المتضررة، وفقا لشبكة الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية.

. تقتل الألغام أو تشوه أكثر من 5000 شخص سنويًا. كما تتسبب في إصابة ما يتراوح بين 15 ألف إلى 20 ألف شخص كل عام.

. يقتل واحد من مزيلي الألغام ويصاب اثنان لكل 5000 لغم تم إزالتها بنجاح.

. 85 بالمائة من ضحايا الألغام الأرضية المبلغ عنهم من الرجال، والعديد منهم جنود.

. في بعض المناطق، تبلغ نسبة النساء 30 في المائة من الضحايا.

. تمت إزالة حوالي 100 ألف لغم حتى وقت قريب.

. تشير التقديرات المبدئية إلى أن إزالة جميع الألغام الأرضية في العالم يمكن أن يستغرق 1100 عام.

الدول الأكثر تضررًا من الألغام

تأتي مصر في مقدمة المناطق الأكثر تضررا من الألغام الأرضية وفقا لمرصد الألغام حول العالم، بما يعادل 23 مليون لغم معظمها في المناطق الحدودية.

تأتي أنغولا في المركز الثاني بحصيلة تتراوح بين 9 إلى 15 مليون لغم، وبعدها إيران بحوالي 16 مليون لغم. وفي المراكز الثالثة بالترتيب جاءت أفغانستان بحوالي 10 ملايين، العراق 10 ملايين لغم والصين أيضًا 10 ملايين.

كذلك كمبوديا بما يصل إلى 10 ملايين لغم؛ وموزمبيق، البوسنة، كرواتيا والصومال، كل واحدة بحوالي 2 مليون لغم. أما إريتريا والسودان بحوالي مليون لغم.

وتمثل مصر وأنجولا وإيران أكثر من 85% من إجمالي عدد الضحايا المرتبطين بالألغام في العالم كل عام.

هل يمكن النجاة من اللغم؟

تختلف إمكانية النجاة من اللغم على عدة عوامل، منها:

نوع اللغم

تختلف قدرة اللغم على إحداث الضرر حسب نوعه، فالألغام المضادة للأفراد تصمم لإحداث إصابات خطيرة في الأطراف السفلية، بينما تصمم الألغام المضادة للدبابات لتدميرها بالكامل.

موقع اللغم

إذا انفجر اللغم تحت القدم مباشرة، فمن المرجح أن تكون الإصابات قاتلة، بينما تقل احتمالية الوفاة إذا انفجر اللغم بعيدًا عن الجسم.

سرعة تلقي الإسعافات الأولية

تلعب سرعة تلقي الإسعافات الأولية دورًا هامًا في النجاة من الانفجار، حيث يمكن أن تمنع النزيف وتنقذ حياة الشخص.

بشكل عام، تعتبر فرص النجاة من اللغم ضئيلة للغاية، خاصةً إذا انفجر اللغم تحت القدم مباشرة.