اليوم العالمي لسرطان الرئة.. أعراضه وعلاجه وطرق الوقاية

يعتبر السرطان من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية في جميع أنحاء العالم، ويسعى الباحثون والعلماء طوال الوقت لمحاولة تطوير علاجات فعالة ضده، للمحاولة للحد من أخطاره والسيطرة عليه قدر الإمكان. ومن أخطر أنواع السرطان المعروفة في العالم، هو سرطان الرئة.

يعتبر سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في جميع أنحاء العالم. يحصد كل عام أرواح بشر تفوق أعدادهم سرطان الثدي والقولون والبروستات مجتمعة، حيث تشير التقديرات إلى أن سرطان الرئة مسؤول عن وفاة واحدة من كل خمس حالات وفاة بالسرطان على مستوى العالم.

ومن بين المساعي التي يحاول من خلالها العالم التوعية من سرطان الرئة، من أجل السيطرة عليه، باليوم العالمي لسرطان الرئة، في 1 أغسطس كل عام، لدعم الجهود الشعبية والدولية، ولفهم مخاطر سرطان الرئة وكذلك التوعية بضرورة العلاج المبكر في جميع أنحاء العالم.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم كل ما تريد معرفته عن سرطان الرئة، أسبابه وأعراضه وطرق علاجه والوقاية منه قبل الإصابة به. بالإضافة إلى معلومات وحقائق عن هذا النوع من السرطان.

تاريخ اليوم العالمي لسرطان الرئة

كان سرطان الرئة مرضًا نادرًا في أوائل القرن العشرين، لكن معدل حدوثه زاد تدريجيًا مع زيادة التدخين، وأصبح أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، حيث تشمل العوامل التي تلعب دورًا في تطور السرطان وانتشاره: منتجات التبغ والمنتجات الصناعية مثل اليورانيوم والإشعاع والأسبستوس، وتلوث الهواء ونقص التغذية.

مؤخرا، أظهرت الدراسات أن العامل الحاسم الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة هو استنشاق المواد المسرطنة على المدى الطويل.

من هذا المنطلق، قرر المؤتمر العالمي لسرطان الرئة (WCLC) التابع للجمعية الدولية لسرطان الرئة -وهو أكبر اجتماع في العالم مخصص لسرطان الرئة وغيره من الأورام الخبيثة في الصدر، حيث يحضره أكثر من 7000 مندوب من أكثر من 100 دولة- كل عام مناقشة أحدث التطورات في أبحاث الأورام الخبيثة في الصدر، ليصبح بذلك هذا اليوم هو اليوم العالمي لسرطان الرئة.

يحضر المؤتمر أطباء وجراحو الأورام الطبية وأطباء الأورام الإشعاعية وأطباء الرئة وأطباء الأشعة وعلماء الأمراض وعلماء الأوبئة وعلماء الأبحاث الأساسية والممرضات ومهنيي الرعاية الصحية والمرضى.

حقائق عن سرطان الرئة

. في عام 2012، تم تشخيص 1.8 مليون حالة جديدة من سرطان الرئة وحده.

. يمثل سرطان الرئة 12.8٪ من حالات السرطان و17.8٪ من حالات الوفاة بالسرطان في جميع أنحاء العالم.

. أثبتت دراسات الحالات والشواهد الوبائية التي أجريت في الخمسينيات من القرن العشرين أن التدخين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسرطان الرئة.

. نشرت النتائج الأولى التي تفيد بأن التدخين سبب لسرطان الرئة في عام 1962.

. التدخين مسؤول عن الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 94%.

. يزيد التدخين خطر الإصابة بسرطان الرئة بمقدار 24-36 مرة لدى المدخنين عنه لدى غير المدخنين. ويبلغ الخطر 3.5٪ لدى التدخين السلبي.

. يؤثر العمر عند بدء التدخين وفترة التدخين وعدد السجائر المدخنة ونوع التبغ والسجائر على خطر الإصابة بسرطان الرئة.

أسباب سرطان الرئة

تتعدد أسباب الإصابة بسرطان الرئة، لكن هناك بعضها يعتبر الأكثر ضررا، وبعضها يمثل الأكثر انتشارا. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أسباب الإصابة بسرطان الرئة.

التدخين

يعتبر التدخين، سواء كان مباشرًا أو سلبيًا السبب الرئيسي لسرطان الرئة، حيث تحتوي السجائر على آلاف المواد الكيميائية الضارة التي تهاجم الرئتين، وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

العوامل الوراثية

تلعب الجينات دورًا في بعض أنواع سرطان الرئة، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به.

التعرض للمواد المسرطنة

يمكن أن يزيد التعرض طويل الأمد لمواد معينة مثل الأسبستوس، والرادون، والتلوث الهوائي، من خطر الإصابة بالسرطان.

أنواع سرطان الرئة

ينقسم سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين:

سرطان الرئة غير صغير الخلايا

هو النوع الأكثر شيوعًا، ويشمل عدة أنواع فرعية تختلف في خصائصها وسلوكها.

سرطان الرئة صغير الخلايا

هو نوع أكثر عدوانية، وينمو وينتشر بسرعة أكبر.

أعراض سرطان الرئة

قد تختلف الأعراض باختلاف نوع ومرحلة السرطان، ولكن بعض الأعراض الشائعة تشمل:

السعال المستمر

إذا يمكن أن يعاني المريض من سعال مستمر، وقد يكون السعال مصحوبًا بدم.

ألم في الصدر

يشعر المريض بألم في الصدر، ويزداد الألم عادة عند التنفس أو السعال.

ضيق التنفس

قد يشعر المريض بصعوبة في التنفس حتى عند بذل مجهود بسيط.

أزيز في الصدر

يمكن أن يشعر المريض بصوت صفير يحدث أثناء التنفس.

فقدان الوزن غير المبرر

يواجه المريض فقدانا للوزن بشكل كبير دون أي سبب واضح.

الإرهاق والتعب المستمر

يعاني المريض من الشعور بالتعب والإرهاق بشكل دائم.

علاج سرطان الرئة

يعتمد علاج سرطان الرئة على عدة عوامل، بما في ذلك نوع ومرحلة السرطان، وحالة المريض الصحية العامة. إذ تحدد مراحل سرطان الرئة مدى انتشار الورم في الجسم، وتؤثر على اختيار العلاج وتوقعات الشفاء. وتتراوح المراحل من المرحلة الأولى، التي يكون فيها السرطان محصورا في الرئة، إلى المرحلة الرابعة التي ينتشر فيها السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم. وقد تشمل خيارات العلاج:

. الجراحة لإزالة الورم إذا كان ذلك ممكنًا.

. العلاج الكيميائي باستخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانية.

. العلاج الإشعاعي باستخدام الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية.

. العلاج المستهدف باستخدام أدوية تستهدف تغييرات جينية محددة في الخلايا السرطانية.

. العلاج المناعي لتعزيز قدرة الجهاز المناعي على محاربة السرطان.

طرق الوقاية من سرطان الرئة

أفضل طريقة للوقاية من سرطان الرئة هي الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض للمواد المسرطنة. كما يجب إجراء فحوصات منتظمة للكشف المبكر عن المرض، حيث يزيد الكشف المبكر عن سرطان الرئة بشكل كبير من فرص الشفاء. لذلك، يجب على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان إجراء فحوصات منتظمة.

ويتم تشخيص سرطان الرئة من خلال مجموعة من الفحوصات، بما في ذلك الأشعة السينية على الصدر للكشف عن أي تغيرات في الرئة. كذلك التصوير المقطعي المحوسب للحصول على صور أكثر تفصيلًا للرئة. وأيضا البرونكوسكوبي، لإجراء فحص داخلي للقصبات الهوائية وأخذ عينات من الأنسجة.

وأخيرا يمكن إجراء الخزعة لأخذ عينة من الأنسجة لتحليلها في المختبر وتأكيد التشخيص.