اليوم العالمي للعناية بالذات.. أفكار بسيطة لإسعاد أنفسنا

هل تساءلت يومًا عن أهمية أن تخصص وقتًا لنفسك؟ في عالمنا سريع الخطى ومليء بالمسؤوليات، غالبًا ما ننسى أهم شخص في حياتنا، أنفسنا. لذلك، تم تخصيص يوم للاحتفال بالرعاية الذاتية، وتذكيرنا بأهمية الاهتمام بصحتنا الجسدية والعقلية والعاطفية.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اليوم الدولي للعناية بالذات، تاريخه وأهدافه. بالإضافة إلى الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق الرعاية الذاتية، وتقديم الدعم لنفسك لحماية صحتك النفسية والجسدية على حد سواء.

اليوم الدولي للعناية بالذات

بدأت فكرة العناية بالنفس في الظهور في الخمسينيات من القرن العشرين، بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بداية حركات المجتمع المدني والحقوق المدنية في إحراز تقدم ملحوظ في مجالات عديدة مرتبطة بالصحة النفسية والجسدية بالعديد من الدول حول العالم. كما بدأ الاهتمام بمفهوم الصحة العقلية في المجتمع الطبي حتى نهاية الحرب الباردة.

استمرت فكرة العناية بالنفس في النمو في الشعبية والنطاق، حتى بدأ الاحتفال باليوم العالمي للعناية بالذات لأول مرة في 24 يوليو عام 2011، عندما أنشأته مؤسسة العناية الذاتية الدولية (ISF) ومقرها المملكة المتحدة. وتهدف المؤسسة إلى تشجيع الجميع على الاهتمام بالعناية بأنفسهم، ويتم الاحتفال بهذا اليوم كل عام منذ تأسيسه لتحقيق هذا الهدف.

وهناك العديد من الطرق للاحتفال باليوم الدولي للعناية بالذات، بما في ذلك تخصيص بعض الوقت كل يوم للقيام بشيء تستمتع به لنفسك. كما يمكنك تجربة نشاط جديد لم تجربه من قبل، مثل تعلم لغة جديدة أو ممارسة هواية جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك قضاء وقت في الطبيعة، والاستمتاع بالهواء النقي والشمس. أو حتى تدليل نفسك بحمام دافئ أو جلسة مساج. ولا يفوتك بالطبع قضاء وقت مع أحبائك، لمساعدتك على الشعور بالسعادة والراحة.

ما هي العناية بالذات؟

فور سماعك فكرة وجود يوم عالمي مخصص للعناية بالذات، سيتبادر إلى ذهنك أسئلة عن ما معنى الاعتناء بالذات؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ وللإجابة على هذه الأسئلة، لن يتطلب الأمر منك سوى أن تظهر بعض الحب والتقدير لنفسك، من خلال العادات والممارسات الصحية التي تهدف إلى الاعتناء بنفسك. وقتها ستدرك أهمية ذلك، ولماذا يتم تخصيص يوم لنشر هذا الوعي بين الناس حول العالم.

كيف يتم الاهتمام بالنفس؟

العناية بالذات هي مجموعة من الأنشطة التي نقوم بها لتعزيز صحتنا ورفاهيتنا. قد تتضمن هذه الأنشطة:

الاهتمام بالصحة الجسدية

ممارسة الرياضة بانتظام، تناول طعام صحي، الحصول على قسط كاف من النوم، إجراء الفحوصات الطبية الدورية.

الاهتمام بالصحة العقلية

ممارسة التأمل واليوغا، قراءة الكتب، الاستماع إلى الموسيقى، قضاء الوقت في الطبيعة.

الاهتمام بالصحة العاطفية

التعبير عن المشاعر، طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة، ممارسة الهوايات.

فوائد الاهتمام بالنفس

إذا كنت تبحث عن إجابة توضح لك مدى الاستفادة التي يمكن أن تعود عليك من العناية بذاتك، فهناك العديد من الفوائد التي يمكن أن نستعرض أبرزها معك في السطور التالية، منها:

تقليل التوتر والقلق

يساعد الاعتناء بالذات على تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج. ويساهم هذا بدوره في تحسين النوم وزيادة الطاقة والنشاط. بالإضافة إلى تعزيز الجهاز المناعي، وبالتالي الوقاية من الأمراض المزمنة.

زيادة الإنتاجية

الأشخاص الذين يمارسون الرعاية الذاتية يكونون أكثر إنتاجية وتركيزًا، إذ يزداد لديهم زيادة الشعور بالرضا عن الحياة بطرقة تعزز المشاعر الإيجابية، وتساعدهم على اكتشاف شغف جديد كل يوم.

تعزيز العلاقات الاجتماعية

الاعتناء بالذات يساعد على بناء علاقات صحية قوية مع الآخرين.

تحسين الصحة العامة

تساعد الرعاية الذاتية على الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة العامة.

نصائح للعناية بالذات

رسالة اليوم الدولي للرعاية الذاتية هي تذكيرنا بأهمية الاهتمام بأنفسنا. عندما نعتني بأنفسنا، نكون قادرين على العطاء للآخرين بشكل أفضل. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أفكار للاعتناء بالذات، والتي يمكن أن تكون أيضا خطوات الاعتناء بالنفس ونصائح مهمة لتحقيق هذا الهدف بمنتهى السهولة.

حدد وقتًا لنفسك

خصص وقتًا يوميًا أو أسبوعيًا للأنشطة التي تستمتع بها.

لا تشعر بالذنب

لا تشعر بالذنب؛ لأنك خصصت وقتًا لنفسك. الرعاية الذاتية ليست أنانية، بل هي ضرورية لصحتك وسعادتك.

ابدأ ببطء

لا تحاول تغيير كل شيء دفعة واحدة. ابدأ بتغييرات صغيرة وواقعية، إذ يمكن على سبيل المثال استخدام اليوم العالمي للعناية الذاتية كنقطة انطلاق لعدد من الممارسات الصحية التي يمكن أن تجلب المزيد من التوازن والهدوء والسلام إلى الحياة.

اقرأ عن الاعتناء بالذات

يمكنك القراءة حول موضوع العناية الذاتية في العديد من الكتب المختلفة، منها: دليل العناية الذاتية بقلم جيل هاسون. وكذلك كتابة "العناية بالنفس: كيف تعيش بوعي وتعتني بنفسك" بقلم كلير تشامبرلين.

كن صبورًا

قد يستغرق الأمر بعض الوقت لرؤية نتائج ملموسة. كن صبورًا ومثابرًا.

ابحث عن الأنشطة التي تناسبك

جرب أنشطة مختلفة، حتى تجد ما يناسب شخصيتك واهتماماتك. مع العلم إنه لا يجب أن تكون العناية الذاتية مكلفة ماليًا، أو حتى تتطلب قدرًا كبيرًا من الوقت. إنها تعني فقط وضع خطط لإعطاء الأولوية للصحة والرفاهية سواء جسديًا أو عاطفيًا أو عقليًا أو روحيًا.

التمارين الرياضية

مارس نوعًا من التمارين الرياضية التي تستمتع بها، سواء كانت المشي، اليوجا، الرقص، أو حتى مجرد التمدد.

كن لطيفًا مع نفسك

لا تضع توقعات عالية جدًا على نفسك، وامنح نفسك الوقت للتغيير.

لا تستسلم

الاهتمام بالنفس هو رحلة مستمرة، ولا بأس أن تواجه بعض التحديات.

لا تتردد في طلب المساعدة

إذا كنت تعاني من مشاكل صحية أو عاطفية، فلا تتردد في طلب المساعدة من الأصدقاء أو العائلة أو المتخصصين.

من المهم التأكيد على إن الاعتناء بالذات هي رحلة شخصية، وليس هناك طريقة صحيحة أو خاطئة للقيام بذلك. الأهم هو أن تجد ما يجعلك تشعر بالسعادة والرضا. وفي النهاية، يعتبر اليوم الدولي للاعتناء بالذات هو فرصة رائعة للتفكير في صحتك ورفاهيتك. لذا، خصص بعض الوقت لنفسك اليوم وابدأ رحلة الرعاية الذاتية.