;

برازيلي يغير ملامح ساو باولو.. زرع 40 ألف شجرة خلال 20 عاما

  • تاريخ النشر: الأحد، 06 أكتوبر 2024
برازيلي يغير ملامح ساو باولو.. زرع 40 ألف شجرة خلال 20 عاما

في قلب مدينة ساو باولو الصاخبة بالبرازيل، ظهرت واحة خضراء بطول 3.2 كيلومترات وعرض 100 متر بين اثنين من أكثر الطرق ازدحاماً في المدينة، لتتحدى بذلك البيئة الحضرية المحيطة بها، غير أن الإعجاز لم يكن في موقعها هذا وسط كل ما يحيط بها من مبان شاهقة، بل لأنها زرعت بواسطة شخصاً واحد على مدى أكثر من عقدين.

وفي التفاصيل، نجح هليو دا سيلفا، وهو مدير تنفيذي متقاعد، في تحويل منطقة مهملة إلى غابة خضراء، أصبحت تشتهر الآن بـ"منتزه تيكاتيرا الخطي"، حيث قام بمفرده بزراعة أكثر من 41,000 شجرة في مسقط رأسه بلا كلل أو ملل لأكثر من 20 عاماً.


 

وفي حديث لهليو، البالغ من العمر 73 عاماً، مع وكالة الأنباء الفرنسية "AFP"، أكد أن هدفه من ذلك كان ترك إرث إيجابي للمدينة التي احتضنته لعقود، على أمل استعادة الضفاف المتدهورة لنهر تيكاتيرا وتحويلها إلى واحة خضراء تخدم مجتمعه.

  • اقرأ أيضاً

صغار الحيوانات: 10 من أجمل وألطف ما قد تراه في عالم الحيوان

وخلال السنوات الأربع الأولى من مشروعه الضخم، وتحديداً في الفترة بين 2003 إلى 2007، زرع هليو بمفرده 5 آلاف شجرة في منطقة كانت مهجورة ومعروفة بنشاطات غير قانونية، ما جعل بلدية ساو باولو تثني على جهوده، معترفة بالمنطقة كأول منتزه خطي في المدينة، مما زاد من عزيمته على مواصلة زراعة الأشجار المحلية.

بصبر وإصرار، واصل هليو زراعة آلاف الأشجار المحلية، واختار بعناية الأنواع التي تتكيف مع البيئة الحضرية، حتى وصل إجمالي ما زرعه في عام 2020 أكثر من 25 ألف شجرة على مساحة طولها 3.2 كيلومتر، بمعدل بقاء بلغ 88%.

لم تتوقف جهود هليو عند هذا الحد، فقد قام بتضمين أنواع من الأشجار المثمرة لجذب الطيور والحشرات، مما ساهم في زيادة التنوع البيولوجي في المنطقة. واليوم، يضم متنزه تيكوينيرا الخطي أكثر من 41 ألف شجرة، وتحولت المنطقة إلى ملاذ للعديد من الأنواع الحيوانية والنباتية.


 

  • اقرأ أيضاً

تعرف على المنزل الأكثر عزلة في العالم.. جنة الانطوائيين

على الرغم من اتهامه بالجنون في بداية الأمر لإنفاقه معظم وقته في زراعة الأشجار بمنطقة مهجورة، إلا أن هليو دا سيلفا أصبح الآن يُحتفى به كبطل محلي، حيث تضم منتزته أكثر من 41 ألف شجرة، وقد لاقت جهوده حفاوة من السكان والسلطات المحلية، وقد أصبحت المتنزه مقصداً شهيراً للجميع، والذين يقصدونها من كل مكان هرباً إلى جمال الطبيعة وسط بيئة حضرية مزدحمة.

ورغم كل ما حققه، لا ينوي هليو التوقف عند كل ما حققه، حيث يهدف للوصول إلى زراعة 50 ألف شجرة، كما يأمل في تطوير مرافق المنتزه ليشمل مرافق رياضية وأماكن للعب ومقاعد ودورات مياه، ليصبح أحد أكثر الأماكن شعبية في ساو باولو.

ويقدر هليو أنه أنفق حوالي 7,000 دولار سنوياً على مشروعه حتى 2022، غير أنه يرى أن هذا الاستثمار كان مجدياً له ولعائلته ولأهالي ساو باولو، حيث وفر للجميع بيئة طبيعية يهرب إليها الجميع بحثاً عن الهواء وجمال المساحات الخضراء.

  • اقرأ أيضاً

علماء يبتكرون جهازا غريبا لتسجيل أحلام الإنسان.. ثورة تقنية

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه