تعرف على أقدم طائر في العالم.. وضعت بيضة رغم بلوغها 74 عاما

تشهد الحياة البرية والطبيعة بشكل عام العديد من الأحداث الغرائبية التي تجعل الإنسان يصاب بالدهشة طوال الوقت. تفاجئنا دائما بظواهر غير متوقعة، وعجائب قد نتصور أنها لن تحدث إلا في أفلام الخيال العلمي. لذلك، تثير الحياة البرية فضول الباحثين والمستكشفين والعلماء طوال الوقت.

على سبيل المثال، وفي حدث مذهل، وضعت أقدم طائر بري في العالم، وهو طائر القطرس المعروف باسم Wisdom أو "الحكمة"، بيضة في سن تقارب الـ 74 عاما. هذا الحدث الاستثنائي، الذي لم يحدث منذ سنوات، يبرز صمود وقوة الحياة البرية.

وقع هذا الحدث الرائع في محمية ميدواي أتول الوطنية للحياة البرية، الموجودة في أرخبيل هاواي. ويسلط هذا الإنجاز الضوء على أسرار حياة الطيور وكيفية بقائها على قيد الحياة.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم جميع المعلومات المتوفرة عن أقدم طائر في العالم، حياته وسلوكياته. بالإضافة إلى معلومات عن النوع الذي ينتمي إليه وأهم صفاته ومميزاته.

ما هو أقدم طائر في العالم؟

طائر القطرس الأبيض، الملقبة بالحكمة، والتي تنتمي إلى فصيلة طيور الألباتروس، تعد مثالا حيا على قوة الحياة والقدرة على التكيف. تم رصدها لأول مرة في عام 1956، وكانت بالغة بالفعل في ذلك الوقت، أي أن عمرها تقريبا في ذلك الوقت 5 سنوات. ومنذ ذلك الحين، عاشت باستمرار في جزيرة ميدواي، حيث أسست عشا مع رفيقها أكياكاماي. وقضيا عقودا طويلة معا، ونجحا في تربية ما يقرب من 30 فرخا.

في الآونة الأخيرة، لم يظهر الطائر الذكر أكياكاماي، لكن مع عودة طائر "الحكمة" إلى الجزيرة هذا العام بدأ فصلا جديدا. لاحظ خبراء الحياة البرية أن "الحكمة" بدأت في التفاعل مع ذكر آخر عند وصولها، مما أدى إلى وضع بيضة جديدة.

أعرب جوناثان بليسنر، عالم الأحياء الفيدرالي الإشرافي في محمية ميدواي أتول الوطنية للحياة البرية، عن تفاؤله بشأن نجاح فقس البيضة. وشدد على الدور الحيوي الذي تلعبه المحمية كموقع تعشيش لملايين الطيور البحرية سنويا.

وأحدث وضع أقم طائرة بري في العالم بيضة جديدة، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حظيت بإعجاب وتقدير واسعين. وعبر الكثيرون عن دهشتهم وإعجابهم بقدرتها على تحقيق مثل هذه الإنجازات في هذا العمر المتقدم. كما شارك بعض المستخدمين قصصا شخصية مستوحاة من قصتها.

وتنوعت التعليقات بين عبارات الإعجاب والتقدير، حيث وصفها البعض بأنها بطلة، والبعض الآخر أثنى على صمودها وقدرتها على مواصلة رحلتها رغم السن.

معلومات عن أقدم طائر في العالم

كما سبق وأشرنا، تم اكتشاف أقدم طائر في العالم لأول مرة في عام 1956 في محمية ميدواي أتول الوطنية للحياة البرية في هاواي، حيث كانت تضع بيضتها الأولى. منذ ذلك الحين، أصبحت رمزا للصمود والقدرة على التكيف في عالم الطبيعة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم حقائق عن أقدم طائر في العالم.

أرقام قياسية مذهلة

. يبلغ عمر أقدم طائر معروف حاليا أكثر من 70 عاما، وهو رقم قياسي لم يسجله أي طائر بري آخر.

. على الرغم من تقدم عمر الطائر، استمرت في التكاثر بانتظام، حيث أنتجت عشرات البيض، وربت العديد من الفراخ.

. استطاعت التكيف مع التغيرات البيئية والتحديات التي تواجهها طيور القطرس، مثل التلوث وفقدان الموائل.

أهمية أقدم طائر في العالم

. تعتبر دراسة هذا الطائر مصدرا غنيا للمعلومات حول بيولوجيا طيور القطرس وعمرها الطويل.

. تساعد الدراسات العلماء على فهم أفضل لكيفية تأثر الطيور بالتغيرات المناخية والبيئية.

. تساعد دراسة هذا الطائر على تطوير استراتيجيات للحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض.

ماذا يجعل هذا الطائر فريدا؟

. تمكنت أقدم طائر من التكيف مع شركاء مختلفين على مدار حياتها، مما يدل على مرونة اجتماعية عالية.

. على الرغم من تقدم عمرها، تتمتع أقدم طائر بصحة جيدة وقدرة على الطيران لمسافات طويلة.

. أصبحت الآن رمزا للأمل والحفاظ على البيئة، حيث تلهم الناس حول العالم للاهتمام بالطيور والحياة البرية.

. يستمر العلماء في مراقبة هذا الطائر عن كثب، متطلعين إلى معرفة المزيد عن أسرار طول العمر وقدرتها على التكيف.

مميزات طيور الألباتروس

تتمتع طيور الألباتروس بالعديد من المزايا التي تجعلها فريدة واستثنائية بين الطيور كلها، خاصة فيما يتعلق بعمرها. وفي السطور التالية، نستعرض معكم معلومات عن طيور الألباتروس.

العمر الطويل

يعتبر هذا الطائر من أطول الطيور عمرا، حيث يبلغ متوسط عمره حوالي 68 عاما.

سلوكياته وطعامه

يقضي معظم وقته في الطيران فوق المحيطات الواسعة، ويتغذى على الحبار وبيض السمك. إن قدرته على البقاء على قيد الحياة لعقود طويلة، في بيئة قاسية ومليئة بالتحديات، تجعله رمزا للصمود والمرونة.

الزواج والتكاثر

معروف عن طيور الألباتروس ليزان أنها تشكل أزواجا قوية، وغالبا ما تتزاوج مدى الحياة. لكنها قد تبحث عن شريك جديد إذا فقدت شريكها الأصلي. تضع الأنثى بيضة واحدة سنويا، ويتولى كلا الوالدين مهمة حضانة البيضة بالتناوب لمدة شهرين تقريبا.

رعاية الصغار

بعد فقس البيضة، يبقى الصغير في العش لمدة خمسة إلى ستة أشهر قبل أن يصبح قادرا على الطيران، ويبدأ رحلته في المحيطات. خلال هذه الفترة، يتناوب الوالدان بين حراسة الصغير والبحث عن الغذاء في البحر. ثم يقضي الصغار عدة سنوات في البحر قبل أن يعودوا إلى اليابسة للعثور على شريك حياتهم والتكاثر، وبذلك يستمر دورة الحياة الساحرة لهذه الطيور البحرية.

في النهاية، تمثل حياة الطائر الملقب باسم "الحكمة" مثالا حيا على قدرة الطبيعة على التكيف والصمود في وجه التحديات. قطعت مسافات شاسعة خلال رحلتها الطويلة، بشكل يلهمنا جميعا للإعجاب بجمال الحياة البرية، وضرورة التزامنا بحماية البيئات التي تزدهر فيها هذه المخلوقات الرائعة.

قصة "الحكمة" ليست مجرد حكاية عن طائر طويل العمر، بل هي دعوة لنا جميعا للاعتزاز بالتراث الطبيعي لكوكبنا والعمل على الحفاظ عليه للأجيال القادمة.