تفاصيل استعدادات السعودية لاستضافة كأس العالم.. ملاعب خيالية

تمثل استضافة كأس العالم لكرة القدم كحدث عالمي، أمرًا مهمة وبصمة كبيرة للدولة المستضيفة. ومن هذا المنطلق، تسعى المملكة العربية السعودية، من خلال ترشحها لاستضافة مونديال 2034، إلى تحقيق إنجاز لا مثيل له، ونقلة نوعية في قطاع الرياضة من أجل تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للأحداث الرياضية الكبرى.

وتعتزم المملكة العربية السعودية بناء 11 ملعبًا جديدًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2034، في ما يعد أكبر مشروع بناء رياضي على الإطلاق. وبينما يتم إنشاء 11 ملعبًا جديدًا كليًا، سيتم أيضًا تجديد أربعة ملاعب قائمة حاليًا تستخدم في الدوري السعودي للمحترفين.

ومن أبرز التصاميم المقرر الانتهاء منها، ملعبًا يتسع لـ 45 ألف متفرج سيتم بناؤه في حافة جرف في الرياض، مزود بألواح LED متطورة. كما سيتم بناء ملعب آخر على ارتفاع 350 مترًا فوق سطح الأرض في مدينة نيوم المستقبلية. ولن يمكن الوصول إلى هذا الصرح إلا عن طريق المركبات ذاتية القيادة والأسانسير عالية السرعة.

وتعتبر السعودية حاليًا المرشح الوحيد لاستضافة مونديال 2034. ومن المقرر إذا فازت بتنظيم البطولة أن يقام كأس العالم في نوفمبر وديسمبر، تمامًا كما كان الحال في مونديال قطر 2022.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أهم الملاعب المقرر أن تستضيف فعاليات كأس العالم 2034، ومميزاتها وتصميماتها المختلفة التي تجعلها وجهة استثنائية لا مثيل لها، لتؤكد أن كأس العالم 2034 سيكون مختلفا كليًا عن أي بطولة رياضية عالمية تم تنظيمها في أي دولة حول العالم.

ستاد نيوم

تعد نيوم مدينة قيد الإنشاء بطول 106 أميال، وهي عبارة عن مدينة داخلية، تتكون من ناطحات سحاب متوازية. وفيما يتعلق ببناء ملعب نيوم المستقبلي، يذكر ملف الترشح السعودي لتنظيم كأس العالم عام 2034: "سيكون ملعب نيوم الملعب الأكثر تميزًا في العالم. مع ملعب يقع على ارتفاع أكثر من 350 مترًا فوق سطح الأرض، وإطلالات خلابة ليمثل تجربة لا مثيل لها".

ويضيف الملف: "سيتم توفير وسائل النقل الجماعي والشخصي من خلال شبكة من المركبات ذاتية القيادة السريعة والمركبات الشخصية السريعة، والتي تعمل على خمسة ممرات نقل أفقية رئيسية. وسيتم وضع الممرات على ارتفاع 30 و150 و250 و350 و450 مترًا فوق سطح الأرض، مما يتيح انتقالًا سريعًا وفعالًا. ومن المقرر أن يتم تسهيل الحركة الرأسية عن طريق المصاعد عالية السرعة في مراكز المدن، والتي تربط بين المستويات الخمسة المختلفة لخط نيوم".

ستاد الملك سلمان الدولي

سيحمل أكبر ملعب من حيث السعة اسم ملعب الملك سلمان، والذي من المقرر أن يستضيف المباراة الافتتاحية والنهائي، حيث يتسع لـ 92 ألف متفرج. ولن يقتصر تميز ملعب الملك سلمان على إتاحة مناطق VIP فحسب، بل أيضًا سيكون هناك ما يعرف بمناطق  VVIP، والتي يفترض استخدامها لاستضافة رؤساء الدول.

كذلك، سيتم إنشاء ما مجموعه 132 موقعًا تدريبيًا موزعة على 15 مدينة كمعسكرات أساسية للـ 48 فريقًا، حيث سيتم بناء أكثر من نصفها من الصفر.

ستاد الأمير محمد بن سلمان

يمثل ستاد الأمير محمد بن سلمان، الواقع في قلب مشروع القدية الطموح، أيضا، أيقونة معمارية رياضية فريدة أخرى، حيث يجمع بين التصميم المبتكر والتكنولوجيا المتطورة ليقدم تجربة رياضية لا تنسى للجماهير واللاعبين على حد سواء.

سيكون الملعب ضمن مشروع القدية، الذي يهدف إلى بناء وجهة عالمية للترفيه والرياضة والثقافة، حيث يقع في منطقة "مركز المدينة"، ليتمتع بإطلالة خلابة على سفح الجبل. كما يستوعب حوالي 46,979 متفرجًا، مما يجعله أحد أكبر الملاعب في المنطقة.

ويتميز الملعب بتصميمه الفريد الذي يجمع بين العناصر التقليدية والمعاصرة، حيث تم تصميم الأرضية والسقف والحائط العلوي بحيث تكون قابلة للطي والسحب. ويغطي الملعب عددًا كبيرًا من شاشات العرض العملاقة، مما يوفر تجربة مشاهدة ممتعة واستثنائية للجماهير. كما سيتم تجهيز الملعب بأحدث التقنيات في مجال الصوتيات والإضاءة، لضمان جودة صوت وصورة عالية.

كذلك، تم تصميم الملعب بأخذ الاعتبارات البيئية، حيث يتم استخدام مواد صديقة للبيئة وتقنيات تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة.

ستاد روشن

تخطط مجموعة روشن، لإضافة لمسة معمارية جديدة على الرياض، وذلك من خلال إنشاء ملعب عالمي المستوى بسعة 45 ألف متفرج في جنوب غرب المدينة. وسيشكل هذا المشروع الضخم، الذي يمتد على مساحة تزيد عن 450 ألف متر مربع، وجهة رياضية وترفيهية متكاملة، حيث سيضم مجموعة متنوعة من المرافق والخدمات التي تلبي احتياجات الزوار من جميع الأعمار.

ومن المقرر أم يساهم ملعب روشن في تعزيز مكانة الرياض كعاصمة للرياضة في المنطقة، ليصبح رمزًا جديدًا للطموحات السعودية، حيث تم تصميمه بشكل يضمن رؤية واضحة للملعب من جميع الزوايا. كما تم تصميم سقف الملعب بشكل يضمن تهوية طبيعية للملعب. وسيشمل الملعب مجموعة واسعة من المرافق الترفيهية والتجارية، مما يجعله وجهة مثالية للعائلات والأصدقاء.

ستاد أرامكو

بدأت أرامكو السعودية، بالتعاون مع مجموعة روشن، أيضا، في بناء ملعب عالمي المستوى في مدينة الخبر، من المقرر أن يتسع لأكثر من 47 ألف متفرج. ويجمع الملعب بين أحدث التقنيات والتصميم المبتكر المستوحى من طبيعة المنطقة، ليصبح معلما بارزًا ووجهة رياضية وترفيهية رائدة في المنطقة الشرقية.

وسيشهد الملعب، الذي من المتوقع افتتاحه في عام 2026، استضافة العديد من الفعاليات الرياضية الكبرى، حيث يضم أحدث التقنيات في مجال الملاعب الرياضية، بما في ذلك أنظمة تبريد متطورة، وتجربة مشاهدة فريدة من نوعها للجمهور. كما أنه مصمم ليخدم جميع فئات المجتمع، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة.

في النهاية، يمكن التأكيد على إن استضافة كأس العالم 2034 تعد خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر إشراقًا للمملكة العربية السعودية. من خلال هذا الحدث، تسعى المملكة إلى ترسيخ مكانتها كقوة صاعدة في عالم الرياضة، وتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للسياحة والاستثمار.