حقائق عن البراكين.. أسباب حدوثها وأهميتها على سطح كوكبنا

تعتبر البراكين واحدة من أغرب وأخطر الظواهر الطبيعية على وجه الأرض، والتي يمكن أن تتسبب في كوارث وعواقب لا حد لها في حالة ثورانها، كما ينتج عنها العديد من الآثار البيئية السلبية. لكنها في الوقت نفسه لها آثار إيجابية في جوانب أخرى تدفعنا للتأمل في حكمة الخالق وراء حدوثها.

ربما لذلك تثير البراكين فضول العديد من العلماء والباحثين حول العالم. كما تثير تساؤلات الكثيرين حول أسباب وجودها، وأسرارها وأنواعها، وغيرها من التفاصيل التي يمكن أن تحفز فضولنا وتشعل خيالنا.

في التقرير التالي، سنغوص معكم في أعماق علم البراكين، نكشف أسرار تكوينها وأنواعها، ونسلط الضوء على ثوراتها المدمرة وفوائدها. بالإضافة إلى معلومات عن أشهرها حول العالم.

ما هي البراكين؟

هي عبارة عن فتحات طبيعية في قشرة الأرض، تسمح بتدفق الصهارة المنصهرة والغازات الساخنة من باطن الأرض إلى سطحها. وتشكل هذه المواد البركانية، عند اندفاعها، تكوينات متنوعة، مثل المخروطات البركانية، وهي قمم مخروطية الشكل تتكون من تراكم المواد البركانية حول فوهة البركان.

كما تشكل أيضا الحمم البركانية، وهي عبارة عن صهارة سائلة تتدفق من فوهة البركان أو الشقوق الموجودة على جانبيه. بالإضافة إلى الرماد البركاني التي تتمثل في جزيئات صخرية صغيرة تتناثر في الهواء أثناء ثوران البركان. وأخيرا، القبب البركانية، التي تتكون من تراكم الحمم البركانية اللزجة.

أنواع البراكين

تصنف البراكين حسب شكلها ونشاطها إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

براكين هاواي

تتميز بانحدارها اللطيف وتدفق الحمم البركانية السائلة من فوهتها.

براكين سترومبولي

تعرف بثوراتها المتفجرة المتقطعة، والتي تطلق كميات كبيرة من الرماد والغازات.

براكين طبقية

تتميز بمخروطها الحاد المكون من طبقات متناوبة من الحمم البركانية والرماد.

أسباب البراكين

يتساءل كثيرون ما هي أسباب حدوث البراكين؟ وكذلك لماذا يحدث ثوران البركان؟ وفي الواقع، تحدث هذه الظاهرة الجيولوجية الديناميكية، عندما تصبح الضغوط داخل باطن الأرض هائلة، مما يجبر الصهارة والغازات على الصعود إلى السطح.

وتتنوع مظاهر ثوران البراكين وتصنف حسب شدتها إلى ثوران هادئ، حيث تتدفق الحمم البركانية بسلاسة من فوهة البركان، دون حدوث انفجارات عنيفة. أما الثوران المفجر، يتميز بانطلاق كميات كبيرة من الرماد والغازات الساخنة، مما قد يسبب انهيار قمة البركان. وأخيرا الثوران المركب، والذي يجمع بين خصائص الثورانين الهادئ والمفجر.

مخاطر البراكين

تخلف ثورات البراكين تأثيرات جمة على البيئة والمجتمعات، بعضها إيجابي وبعضها سلبي. وفي السطور التالية نركز بداية على التأثيرات السلبية للإجابة على سؤال: ما هي أضرار البراكين؟

الدمار والموت

يمكن أن تؤدي الثورات البركانية إلى زعزعة استقرار التربة، مما يسبب حدوث انهيارات أرضية تدمر المنازل والطرق والبنى التحتية. كما تطلق القذائف البركانية، وهي عبارة عن صخور ساخنة وقطع من الصهارة تتطاير من فوهة البركان خلال الثوران، وتشكل خطرًا كبيرًا على الأشخاص والممتلكات.

التأثيرات المناخية

تطلق ثورات البراكين كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، مما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. كما تطلق البراكين خلال ثورانها غازات سامة مثل ثاني أكسيد الكبريت وغاز الهيدروفلوريك، والتي تسبب تسممًا في الجهاز التنفسي مما قد يؤدي إلى الوفاة.

التلوث البيئي

تلوث المواد البركانية الهواء والماء والتربة، مما يشكل خطرًا على البيئة، حيث تتفاعل الغازات البركانية مع بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تكوين أمطار حمضية، تسبب تآكل التربة والمباني والنباتات.

كذلك، تتصاعد السحب البركانية من الرماد والغازات الساخنة، والتي تحجب أشعة الشمس وتسبب ظلامًا دامسًا، مما يعيق الرؤية ويصعب التنفس.

التسونامي

في حال وقوع ثوران بركاني بالقرب من الساحل، يمكن أن يؤدي إلى حدوث موجات تسونامي مدمرة تغرق المناطق الساحلية.

فوائد البراكين

هل يمكن أن تكون هناك فوائد للبراكين؟ هذا ما تكشف عنه السطور التالية، والتي تكشف عن أهمية البراكين على سطح كوكبنا.

تشكيل المناظر الطبيعية

تعد البراكين بمثابة مصانع طبيعية ضخمة تشكل المناظر الطبيعية على كوكبنا. فعندما تنفجر، تطلق كميات هائلة من الحمم البركانية والرماد والغازات التي تبنى عليها الجبال والهضاب والسهول. كما تساهم في تكوين الجزر البركانية، وتشكل معالم طبيعية خلابة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

تجديد القشرة الأرضية

تلعب البراكين دورًا حيويًا في تجديد القشرة الأرضية. فعندما تطلق الحمم البركانية على سطح الأرض، تبرد وتتصلب بمرور الوقت، مما يشكل صخورًا جديدة تضاف إلى القشرة. وتساهم هذه العملية في إعادة تشكيل تضاريس الأرض ومنع تراكم الضغوط داخل باطنها، مما يقلل من مخاطر الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى.

مصدر للمعادن الثمينة

تعد البراكين مصدرًا غنيًا للمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والبلاتين. تتراكم هذه المعادن داخل الصخور البركانية بفعل الحرارة والضغط الشديدين، مما يجعلها مواقع مثالية للتعدين. وتستخدم هذه المعادن في مختلف المجالات، من صناعة المجوهرات إلى الإلكترونيات.

توليد الطاقة الجيوحرارية

تعد البراكين مصدرًا هامًا للطاقة الجيوحرارية، وهي طاقة متجددة صديقة للبيئة. تستخرج هذه الطاقة من الحرارة الموجودة داخل باطن الأرض بالقرب من المناطق البركانية. وتستخدم الطاقة الجيوحرارية لتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل وتوفير الماء الساخن، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

تنوع الحياة البرية

على الرغم من أن ثوران البراكين قد يدمر الموائل الطبيعية، إلا أنها تساهم أيضًا في خلق تنوع هائل في الحياة البرية. فمع مرور الوقت، تتكيف بعض الكائنات الحية مع البيئة البركانية وتزدهر فيها. كما تشكل هذه الكائنات أنظمة بيئية فريدة تثري التنوع البيولوجي على كوكبنا.

مصدر للأبحاث العلمية

تعتبر البراكين ظواهر طبيعية تتيح لنا دراسة تركيب باطن الأرض وعملياتها الجيولوجية. كما تساعدنا دراسة البراكين على فهم تاريخ كوكبنا وتوقعات الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى. بالإضافة إلى تطوير تقنيات جديدة للتنبؤ بثوران البراكين والتخفيف من مخاطرها.

في النهاية، على الرغم من مخاطرها، تلعب البراكين دورًا هامًا في الحفاظ على توازن كوكبنا، وتساعدنا على فهمه وفهم العديد من الظواهر الطبيعية الأخرى بشكل أفضل. لكن هذا لا يمنع أن نتأهب بشكل جيد لمخاطر البراكين لتقليل الخسائر البشرية والمادية.