;

حين يتحول الشاي إلى طقس عائلي: حفلات الشاي لدى الأسر الروسية

  • نوفل الحديثيbronzeبواسطة: نوفل الحديثي تاريخ النشر: الجمعة، 18 أبريل 2025
حين يتحول الشاي إلى طقس عائلي: حفلات الشاي لدى الأسر الروسية

لطالما ارتبط الشاي في الثقافات المختلفة بلحظات الدفء والصفاء، لكنه في موسكو يأخذ بُعدًا أعمق، حيث يتحول إلى طقس اجتماعي متكامل يحمل في طياته عبق التاريخ وروح الجماعة. فشرب الشاي في العاصمة الروسية ليس مجرد عادة يومية، بل هو تقليد مترسخ يعكس قيم الضيافة والأصالة، ويُجسّد الروح الروسية في أجمل صورها. من خلال حفلات الشاي اليومية وصولًا إلى المعارض التي تحتفي بهذا التراث، يظل الشاي رمزًا حيًا للثقافة الروسية ووسيلة لاستكشاف عالمها الغني بالتقاليد والجماليات.

ترجع أصول تناول الشاي في موسكو لعهود قديمة؛ فقد نشأت وترسخت كعادة اجتماعية غنية بالعادات والتقاليد الشعبية منذ القرن السابع عشر، وأصبحت بمرور الزمن ممارسة أساسية تتخلل الحياة اليومية وتُجسد قيم الضيافة والألفة والنقاشات البناءة والمحبة التي تميز المجتمع الروسي.

وتعتبر تجربة شرب الشاي في موسكو فرصة مثالية لاستكشاف عمق الثقافة الروسية وتجسيد دورها التاريخي في تشكيل الهويّة الثقافية والاجتماعية للبلد؛ ففي منازل الأسر الروسية تقدم حفلات الشاي بعد الظهر بين الساعة الرابعة والسادالاجتماعية، طقس يومي ثابت يُجدد الروابط الاجتماعية، ويُحيي المشاعر الإنسانية الجميلة. كما اكتسبت عملية تحضير وتقديم الشاي أهمية خاصة بوجود جهاز التسخين الشهير والمعروف بـ “السموڤار” والذي أضفى لمسات خاصة لهذه المناسبات الاجتماعية.

حين يتحول الشاي إلى طقس عائلي: حفلات الشاي لدى الأسر الروسية

وهذه التجربة الشيقة متاحة خارج روسيا ايضا, فعلى سبيل المثال هناك معرض “ساعة شاي موسكو” في دبي الذي يتيح للجميع الاستمتاع بنوع حصري وفريد من الشاي يُصاحبُه أطعمة شعبية روسية شهيرة كالـ “بارانكِي” ذات النكهات الخاصة أو الشوكولا الأيقونية الشهيرة المسماة “الشوكولا الموسکوية”، والتي تجسد إرث الثقافة والغنى التراثي الخاص بالبلاد. بالإضافة لذلك، سيوفر المعرض للزائرين إمكانية التعرف عن قرب على أسلوب تقديم الشاي الروسي وفق تقاليده التاريخية الأصيلة باستخدام أدوات وأواني مزخرفة وتصميمات دقيقة تتميز بالفخامة والرقي اللذين يتطابقان تمامًا مع معايير الجودة المتعارف عليها في العاصمة الروسية موسكو منذ زمن الإمبراطورية الروسية وحتى اليوم.

فضلا على ذلك فإن الشاي لا يقتصر على كونه مشروبًا دافئًا ينعش الجسد، ويمنح الاسترخاء فحسب، بل يحمل في طياته فوائد صحية عديدة، منها تعزيز المناعة، وتحسين الهضم، وتخفيف التوتر. أما في السياق الاجتماعي، لتناول الشاي أثر بالغ في تقوية العلاقات الإنسانية وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية. ففي كل فنجان شاي يُقدَّم في جلسة ودٍّ أو لقاء عائلي، تتجدد مشاعر الألفة، وتبني جسور التواصل بين الأفراد. وهكذا، يصبح الشاي وسيلة تجمع بين الفائدة الجسدية والغنى الروحي والاجتماعي، ما يجعله أحد أهم رموز الحياة اليومية والموروث الثقافي العريق.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه
  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    نوفل الحديثي bronze

    الكاتب نوفل الحديثي

    نوفل الحديثي، مهندس حاسبات وكاتب محتوى متخصص من العراق، عملت في جريدة الحياة اللندنية في دبي واكتب حاليا بشكل مستقل لعدة مؤسسات وصحف في مختلف المجالات الفنية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية، كما اهتم بريادة الاعمال والابتكار والعلاقات العامة والاعلام الجديد. كما اتطلع الى التخصص في قطاع السياحة والسفر والنقل والفندقة ايضا.

    image UGC

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!