ذكرى تأسيس باريس الحديثة.. تعرف على تاريخها وأشهر معالمها

تعتبر باريس، عاصمة فرنسا، واحدة من أيقونات العالم الثقافية الغنية بالتاريخ العريق. عاصمة نابضة بالحياة وملهمة للفنون والآداب. كما تشتهر بمعالمها التي تجعل منها وجهة سياحية مفضلة للعديد من عشاق السفر في جميع أنحاء العالم.

يعود تاريخ تواجد الإنسان في منطقة باريس إلى عصور ما قبل التاريخ. لكن تحديدا في 8 يوليو عام 951 م، بدأ عهد مدينة باريس الحديثة، والتي أصبحت عاصمة للدولة الفرنسية منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة مدينة باريس، منذ تاريخها البعيد وحتى يومنا هذا. بالإضافة إلى أشهر معالمها التي تجعل منها منارة للثقافة والفنون في جميع أنحاء العالم، وقطعة فنية جميلة لا يختلف على جمالها أحد.

تاريخ مدينة باريس

يعود تاريخ مدينة باريس إلى تقريبا 4500 قبل الميلاد، حيث عثر على دلائل أثرية تشير إلى وجود شعوب هناك. ومع حلول عام 250 قبل الميلاد تقريبًا، سكنها الباريسيون، وهم قبيلة فرعية من الكلت، جزيرة إيل دو لا سيتي، حيث نصبوا جسرًا على نهر السين.

ويعود أصل تسميتهم بالباريسيين أو قبيلة باريسي، إلى الكلمة السلتية باريسو، والتي تعني الحرفيين أو الشعب العامل. وفي عام 52 قبل الميلاد، غزا الرومان بقيادة يوليوس قيصر المنطقة، وأطلقوا على مستوطنة الباريسيين اسم "لوتيتيا".

تحت الحكم الروماني، تطورت المدينة لتصبح مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا، حيث تم تشييد المعابد والمنتديات والمسارح.

مع سقوط الإمبراطورية الرومانية، واجهت "لوتيتيا" انهيارا تجاريا وثقافيا، مع الغزوات التي قامت بها قبائل الجرمانية، لتفقد بذلك بريقها لفترة من الزمن. حتى استعادت رونقها مرة أخرى، واستعادت اسم باريس، في عهد الميروفنجيين، سلالة الملوك الفرنسيين الأوائل، الذين اتخذوها عاصمة لهم.

ازدهرت باريس مرة أخرى في هذا التوقيت، والذي يعرف بالعصور الوسطى، حيث تم تشييد العديد من الكاتدرائيات والكنائس والجامعات، أشهرها جامعة السوربون. وتحولت إلى مركز للدين والثقافة.

في العصر الحديث، شهدت باريس تحولات جذرية جعلتها عاصمة عالمية للفنون والثقافة. ورغم التحديات التي واجهتها من اندلاع الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، واقتحام سجن الباستيل، وإعدام الملك لويس السادس عشر، وإعلان الجمهورية. إلى الحربين العالميتين التي كانت مسرحا لهما، إلا إنها واصلت ازدهارها الثقافي والفني بشكل هائل.

وفي القرن الواحد والعشرين، تواصل باريس رحلتها كمدينة نابضة بالحياة وملهمة للفنون والآداب، لتحافظ على مكانتها كمركز ثقافي واقتصادي رائد في العالم.

أشهر معالم باريس السياحية

تعتبر مدينة النور، كما تلقب، عاصمة فرنسا، وجهة سياحية ساحرة تجذب ملايين الزوار سنويا. تضم العديد من المعالم السياحية التي تجعلها وجهة مثالية لمحبي التاريخ والفنون والجمال. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أهم ما يميز مدينة باريس وأشهر معالمها السياحية التي تكشف النقاب عن جمال باريس.

برج إيفل

يعتبر رمز باريس بلا منازع، يرتفع هذا البرج الحديدي الضخم 324 مترًا ليطل على المدينة بأكملها، حيث يمكنك الصعود إلى قمته والاستمتاع بإطلالات بانورامية خلابة على باريس، أو زيارة أحد مطاعمه الفاخرة أو الاستمتاع بعرض موسيقي.

متحف اللوفر

أحد أكبر وأشهر المتاحف في العالم، يضم مجموعة ضخمة من التحف والآثار الفنية من مختلف الحضارات، بما في ذلك الموناليزا، أشهر لوحة فنية في العالم.

قصر فيرساي

تحفة معمارية فخمة، كان مقرًا للملوك الفرنسيين لعدة قرون. ويمكنك التجول في حدائقه الجميلة، وزيارة قاعات القصر الفخمة، والتعرف على تاريخ فرنسا العريق.

كاتدرائية نوتردام

تحفة معمارية قوطية رائعة، تعد من أشهر المعالم الدينية في باريس. ورغم إنها تعرضت لحريق عام 2019، إلا إنها قيد الترميم حاليًا، وما زالت تعد من أهم معالم مدينة النور.

قوس النصر

رمز للنصر الفرنسي، يقع في أعلى شارع الشانزليزيه. ويمكنك الصعود إلى قمته والاستمتاع بإطلالات رائعة على الشارع.

حديقة لوكسمبورغ

حديقة عامة جميلة، تعد مكانًا مثاليًا للاسترخاء والتنزه. وتضم مسرحًا للعرائس، وعدة تماثيل، وبحيرة صغيرة.

متحف أورسيه

متحف مخصص للفنون الانطباعية وما بعد الانطباعية. يضم أعمالاً لفنانين مشهورين مثل مونيه، ورينوار، وفان جوخ.

متحف رودين

متحف مخصص لأعمال النحات الفرنسي أوغست رودين. ويضم أشهر أعماله مثل المفكر والقبلة.

حي مونمارتر

حي فني غني بالتاريخ والثقافة، يقع على تل مرتفع في شمال باريس، حيث يمكنك التجول في شوارعه الضيقة، وزيارة كنيسة القلب المقدس، والاستمتاع بإطلالات رائعة على المدينة.

نهر السين

يمكنك الاستمتاع برحلة بحرية على نهر السين، لمشاهدة معالم باريس من منظور مختلف. وتتوفر العديد من الرحلات البحرية، منها رحلات قصيرة ورحلات طويلة.

شارع الشانزلزيه

يتمتع هذا الشارع بأهمية كبيرة كونه وجهة سياحية وتجارية هامة، ويعد رمزًا للفخامة والأناقة. وتنتشر على جانبيه العديد من المتاجر الفاخرة للأزياء والإكسسوارات والهدايا التذكارية. كما يتميز بوجود العديد من المعالم السياحية الهامة.

نصائح عند زيارة باريس

كما سبق وأشرنا إلى بعض المعالم السياحية الشهيرة السابقة في مدينة باريس، لكنها في الواقع تضم العديد من المعالم الأخرى التي تستحق الزيارة. ولكن للاستمتاع بتجربتك هناك أكثر، عليك الالتزام ببعض النصائح التي نستعرضها في السطور التالية.

. حدد ميزانيتك، لأن باريس تعد مدينة باهظة الثمن، لذلك من المهم تحديد ميزانيتك قبل السفر.

. أفضل وقت لزيارة باريس هو خلال فصل الربيع، من مارس إلى مايو، أو الخريف من سبتمبر إلى نوفمبر.

. احجز تذاكرك وفندقك مسبقًا، خاصة إذا كنت تسافر خلال موسم الذروة.

. تعلم بعض العبارات الفرنسية الأساسية، لأن ذلك سيساعدك على التواصل مع السكان المحليين.

. استخدم وسائل النقل العام، حيث تعد شبكة النقل العام في باريس فعالة وسهلة الاستخدام.

. ارتدي أحذية مريحة، لأنك في الغالب ستحتاج إلى المشي لمسافات طويلة لاستكشاف المدينة.

. احترم الثقافة المحلية، وتعرف على بعض العادات والتقاليد الفرنسية قبل السفر.

معلومات عن باريس

. تقع باريس على ضفاف نهر السين في شمال فرنسا.

. تتميز باريس بمناخ معتدل، مع صيف دافئ وشتاء بارد.

. تعتبر أكثر مدن العالم زيارة، حيث تستقبل أكثر من 27 مليون سائح سنويًا.

. يوجد في باريس أكثر من 400 متحف، بما في ذلك متحف أورسيه ومتحف بيكاسو.

. تعد باريس موطنًا لعدد من الجامعات المرموقة، مثل جامعة السوربون وجامعة باريس 1 بانثيون سوربون.

. تعتبر باريس مركزًا عالميًا للأزياء والموضة، وتستضيف أسبوع الموضة في باريس مرتين سنويًا.

. تعرف باريس أيضًا باسم "مدينة الحب" بفضل أجوائها الرومانسية ومعالمها المميزة.

في النهاية، يمكننا التأكيد على إن باريس، ليست مجرد مدينة سياحية عادية، بل مدينة ساحرة تقدم للزوار تجربة لا تنسى. تتمتع بمعالمه تاريخية عريقة، وثقافة غنية وأجواء رومانسية. لذلك، تعد وجهة مثالية لقضاء عطلة مميزة.