رجل يحقق أكثر الأرقام القياسية جنونا في موسوعة غينيس
أكد القائمون على موسوعة غينيس للأرقام القياسية على صعوبة هذا التحدي، لأنه يتطلب الكثير من المخاطرة والمغامرة والجهد
- تاريخ النشر: الإثنين، 27 يناير 2025
استطاع مهندس ألماني يدعى رودجر كوتش، تحقيق إنجاز استثنائي في مجال الغوص العميق، حيث نجح في العيش تحت الماء لمدة 120 يوما متواصلة دون التعرض لتغيرات مفاجئة في الضغط، متجاوزا بذلك الرقم القياسي العالمي السابق.
أمضى كوتش هذه الفترة الزمنية الطويلة داخل كبسولة مغمورة على عمق 11 مترا قبالة سواحل بنما، والتي كانت مجهزة بشكل جيد لتوفير جميع الضروريات الأساسية للحياة، بما في ذلك سرير ومرحاض وتلفزيون وحتى دراجة ثابتة.
خرج كوتش من الكبسولة يوم الجمعة وسط احتفال كبير، بحضور ممثل رسمي من موسوعة غينيس للأرقام القياسية، والذي أكد رسميا تحطيمه للرقم القياسي السابق الذي حققه الأمريكي جوزيف ديتوري، عام 2023، والذي عاش تحت الماء لمدة 100 يوم.
مغامرة لا تنسى
وفقا لصحيفة الجارديان، وصف كوتش تجربته بأنها مغامرة لا تنسى، مشيرا إلى الجمال الساحر للعالم تحت الماء، وخاصة في ساعات الليل عندما يتوهج البحر بالضوء الحيوي. وأكد على أن هذه التجربة الفريدة لا يمكن وصفها بالكلمات، بل يتوجب على المرء خوضها بنفسه ليعايش روعتها.
كواليس المغامرة المثيرة
كانت الكبسولة تحت الماء على بعد 15 دقيقة بالقارب من ساحل شمال بنما، وكان متصلة بغرفة أخرى فوق سطح الماء بواسطة أنبوب ضيق يحتوي على درج حلزوني. وقد وفر هذا الممر المائي المميز سبلا لتوصيل الطعام والزوار، بما في ذلك طبيب، إلى الكبسولة تحت الأمواج.
اعتمدت الكبسولة على الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء، مع وجود مولد احتياطي للطوارئ. ومع ذلك، لم تكن هناك وسائل للنظافة الشخصية مثل الدش، مما يضيف صعوبات أخرى إلى تحديات العيش تحت الماء.
كان صاحب هذه التجربة يأمل في إثبات أن المحيطات يمكن أن تكون بيئة مناسبة للحياة البشرية، وأن البشر قادرين على التوسع في هذه البيئة المائية الواسعة. هذا ما صرح به كوتش، الذي قام بهذه التجربة الفريدة، لوكالة فرانس برس، مشيرا إلى أن هذا المشروع يسعى إلى تغيير نظرتنا إلى حدود الحياة البشرية ومستقبلنا المحتمل.
تمت مراقبة كوتش على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بواسطة أربع كاميرات، والتي سجلت جميع تحركاته داخل الكبسولة، مما سمح بالتحقق من صحته العقلية وتأكيد عدم خروجه إلى سطح الماء خلال فترة التجربة التي استمرت لأكثر من 120 يوما.
وقد أكد القائمون على موسوعة غينيس للأرقام القياسية على صعوبة هذا التحدي، ووصفوه بأنه "من أكثر الأرقام القياسية جنونا"، لأنه يتطلب الكثير من المخاطرة والمغامرة والجهد الكبير. وهذا ما استطاع كوتش بالفعل القيام به، خلال تجربة وصفت بأنها خيالية، حقق فيها حلمه بالاستكشاف والغوص في أعماق المجهول.