شهر التوعية بالتوتر.. تعرف على أسباب وأعراض وعلاج التوتر
زيادة الوعي بالتوتر وتعلم آليات التكيف الفعالة يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حياة الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة
- تاريخ النشر: الخميس، 03 أبريل 2025

التوتر، ذلك الشعور الذي لا يكاد يخلو منه بيت، يؤثر سلبا على حياة الملايين حول العالم. يمكن أن يتجلى هذا التأثير في صورة مشاكل صحية جسدية ونفسية وعاطفية، مثل القلق والاكتئاب، واضطرابات الهرمونات، والأرق، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وغيرها.
إن زيادة الوعي بالتوتر وتعلم آليات التكيف الفعالة يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حياة الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة. كما أن التخلص من وصمة العار المرتبطة بالتوتر، يشجع الأفراد على طلب المساعدة عند الحاجة، حيث يسخر البعض من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، ويعتبر مشاعرهم قلقاً مفرطاً لا داعي له، في حين أن الأمر ليس كذلك.
وفي التقرير التالي، نستعرض كل ما تريد معرفته عن التوتر، أسبابه وأعراضه وكيف يمكن التعامل معه من خلال تشخيصه وعلاجه الذي يتبعه متخصصون للحد من أعراضه وتأثيره على جودة حياة الشخص.
ما هو التوتر؟
يمكن تعريف التوتر بأنه حالة من الإجهاد أو الضغط النفسي الذي يتعرض له الشخص نتيجة التعرض لمشكلة ما. كما إنه يمكن أن يكون أحد طرق استجابة الجسم لأي تغيير يتطلب تكيفا، إذ يتفاعل الجسم مع هذه التغيرات باستجابات جسدية وعقلية وعاطفية.
أسباب التوتر
لقد شهدت العقود الماضية العديد من الدراسات والأبحاث التي تناولت أسباب التوتر وتأثيره على الإنسان. ففي عام 1936، وضع هانز سيلي أسسا علمية لدراسة التوتر، وطور مفهوم "متلازمة التكيف العام". وفي الخمسينيات من القرن الماضي، تم تحديد أنماط الشخصية، مما ساهم في فهم أعمق للآثار المدمرة للإجهاد على الأفراد والمجتمع.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب التوتر؟
ضغوط الحياة
يمكن أن يكون العمل مصدرا كبيرا للتوتر، خاصة إذا كان يتضمن ساعات طويلة، أو ضغوطا عالية، أو علاقات صعبة مع زملاء العمل أو الرؤساء. كما يمكن أن تسبب المشاكل المالية، مثل الديون أو فقدان الوظيفة، قلقا وتوترا كبيرين. بالإضافة إلى المشاكل الأسرية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات التوتر.
الأحداث الصادمة
يمكن أن تؤدي الأحداث الصادمة، مثل الحوادث أو الكوارث الطبيعية، إلى معاناة الشخص من اضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى التوتر المزمن.
المشاكل الصحية
يمكن أن يكون التعايش مع مرض مزمن أمرا مرهقا للشخص سواء جسديا أو عاطفيا. كما يمكن أن يؤثر الألم المزمن على نوعية الحياة، ويزيد من مستويات التوتر. ولا يتوقف الأمر عن المتاعب الجسدية فقط، إذا يمكن أيضا أن تؤدي اضطرابات الصحة العقلية: مثل القلق والاكتئاب، إلى الشعور بالتوتر وتفاقمه.
العوامل الشخصية
يمكن أن يؤدي السعي لتحقيق الكمال إلى ضغوط غير ضرورية وتوتر. إلى جانب انخفاض احترام الذات، وصعوبة التعامل مع التغيير، إذ يمكن أن يكون التغيير مخيفا ومربكا، مما يؤدي إلى التوتر.
العوامل البيئية
يمكن أن تؤدي الضوضاء المستمرة إلى الشعور المستمر بالتوتر. بالإضافة إلى تأثير التلوث في البيئة المحيطة على الصحة الجسدية والعقلية، مما يزيد من مستويات التوتر. وكذلك عدم الشعور الأمان في بيئتك.
أعراض التوتر
يجب التوعية بضرورة التحدث إلى طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية إذا كنت تعاني من التوتر المزمن لوضع خطة علاجية متكاملة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أعراض الشعور بالتوتر؟ والتي يمكن أن يساهم فهمها في اكتشاف الإصابة مبرا والتعامل معها.
أعراض جسدية
يمكن أن يتسبب التوتر في صداع التوتر، وهو ألم خفيف إلى متوسط في الرأس. كما يمكن أن يتسبب في شد العضلات، مما يؤدي إلى آلام في الرقبة والكتفين والظهر. كذلك يؤثر التوتر على الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى الغثيان والإسهال والإمساك.
يمكن أن يجعل التوتر أيضا من الصعب الخلود إلى النوم أو البقاء نائما، وربما يتسبب التوتر في تسارع ضربات القلب، وفي زيادة التعرق، والشعور بالتعب والإرهاق.
الأعراض النفسية
يمكن أن يتسبب التوتر في الشعور بالقلق المستمر، ويجعل من الصعب عليك التركيز على المهام، وبالتالي صعوبة اتخاذ القرارات. هذا بالإضافة إلى الشعور بالإرهاق والاكتئاب وتقلبات المزاج. وفي بعض الأحيان الشعور بالوحدة والعزلة.
الأعراض السلوكية
يمكن أن يتسبب التوتر في زيادة أو نقصان الشهية، وتجنب المسؤوليات والمهام. كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة استخدام الكحول أو المخدرات أو السجائر، مع سلوكيات عصبية أخرى مثل قضم الأظافر أو التململ.
علاج التوتر
في عام 1974، تم تأسيس منظمة متخصصة في معالجة التوتر في بيئة العمل، والتي تحولت لاحقا إلى الرابطة الدولية لإدارة التوتر في عام 1989، وقامت بتخصيص شهر كل عام للتوعية بالتوتر وطرق علاجه. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هو علاج التوتر؟
تغيير نمط الحياة
يمكن من خلال القيام ببعض التغييرات في نمط الحياة، أن يتجنب الشخص مشاعر التوتر التي يعاني منها، أو يقلل من حدتها، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، الحصول على قسط كاف من النوم، اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب الكافيين والكحول والمخدرات.
تقنيات الاسترخاء
تساعد تمارين الاسترخاء مثل التأمل، اليوجا، تمارين التنفس العميق والاسترخاء العضلي التدريجي، على تحسين مزاج الشخص، وبالتالي التقليل من حدة التوتر.
العلاج النفسي
يمكن أن يلجأ الأطباء إلى العلاج السلوكي المعرفي، أو العلاج بالكلام، أو العلاج الجماعي للتعامل مع حالات التوتر التي يعاني منها الشخص.
الأدوية
في بعض الحالات، يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب.
الوقاية من التوتر
إذا كنت تخشى من مواجهة أعراض التوتر وتأثيرها على حياتك اليومية، عليك البحث دائما عن طرق الوقاية من التوتر حتى تتجنب الإصابة به. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرزها:
إدارة الوقت
حدد أولوياتك وقم بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للإدارة. وتعلم كيفية قول "لا" للمهام التي لا يمكنك تحملها، مع تخصيص وقت للاسترخاء والراحة.
ممارسة الرياضة بانتظام
تساعد التمارين الرياضية على إطلاق الإندورفين، وهي مواد كيميائية في الدماغ تعمل على تحسين المزاج وتقليل التوتر. لذلك، حاول ممارسة ما لا يقل عن 30 دقيقة من التمارين المعتدلة معظم أيام الأسبوع.
اتباع نظام غذائي صحي
تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون. وفي نفس الوقت، تجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية، والتي يمكن أن تزيد من التوتر.
الحصول على قسط كاف من النوم
يجب الحصول على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة، مع إنشاء روتين نوم منتظم بالذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
تقنيات الاسترخاء
جرب تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا والتنفس العميق. يمكن أن تساعد هذه التقنيات على تهدئة العقل والجسم وتقليل التوتر.
التواصل الاجتماعي
اقضِ وقتا مع العائلة والأصدقاء الداعمين، وتحدث عن مشاعرك مع شخص تثق به.
تحديد الهوايات والاهتمامات
خصص وقتا لممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو قضاء الوقت في الطبيعة.