;

صفات الشخصية الانطوائية ومميزاتها وعيوبها.. ليست مرضا نفسيا

علينا التأكيد أن الانطوائية ليست عائقا، ولا مرضا نفسيا، بل هي جزء من هويتنا. ومن خلال فهم الانطوائية، نستطيع أن نفهم أنفسنا والآخرين

  • تاريخ النشر: منذ 3 أيام
صفات الشخصية الانطوائية ومميزاتها وعيوبها.. ليست مرضا نفسيا

يعد اليوم العالمي للانطوائيين فرصة للحديث عن الشخص الانطوائي، الذين يشكل جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، على الرغم من أنه قد يميل إلى العمل خلف الكواليس. ففي الوقت الذي يعتبر فيه التفاعل الاجتماعي هو القاعدة، يجد الانطوائي نفسه غالبا يفضل أن يكون وحيدا. لكن هل الانطوائية مرض يحتاج لعلاج؟

لا يعني الانطواء العزلة الاجتماعية أو عدم القدرة على التواصل، بل يشير إلى طريقة مختلفة لإعادة شحن الطاقة واستعادة التركيز. يفضل الانطوائيون عادة قضاء الوقت بمفردهم، أو في مجموعات صغيرة للاستمتاع بالهدوء والتفكير العميق. لذلك، يعد هذا اليوم فرصة مهمة لزيادة الوعي بالخصائص الفريدة للانطوائية.

كما يعد هذا اليوم فرصة للانطوائيين أنفسهم لفهم أنفسهم بشكل أكبر، والتعرف على طرق جديدة للتعامل مع العالم الخارجي بما يتناسب مع احتياجاتهم الشخصية. وفي التقرير التالي، نستعرض معك ما تريد معرفته عن الشخص الانطوائي، خصائصه ومميزات الانطوائية وعيوبها. بافضافة إلى نصائح للتعامل معها وعدم تحويلها إلى مرض.

ما هي الانطوائية؟

في محاولة لفهم الانطوائية بشكل أوسع، والتعرف عليها حتى لا نخلط بينها وبين العزلة الاجتماعية، أو الوحدة، علينا تعريف الانطوائية في البداية، أو تحديدا ما معنى الانطوائي؟

تعد الانطوائية نمطا وسلوكا شخصيا يتميز به بعض الأفراد في المجتمع، حيث يفضلون الانسحاب إلى عالمهم الداخلي واللجوء إلى التفكير العميق مع أنفسهم. يقومون بذلك بشكل اختياري كبديل عن الانخراط في التفاعلات والتعاملات الاجتماعية المستمرة في حياتهم.

ويستمد الشخص الانطوائي طاقته من هذه السمة الشخصية التي يتمتع بها، فالانعزال والأنشطة الفردية بالنسبة له مصدر جيد للسعادة،. وفي المقابل، يجدون صعوبة في استعادة طاقتهم في الأجواء الاجتماعية الصاخبة والمزدحمة.

الانطوائية 1

صفات الشخصية الانطوائية

يتمتع الأشخاص الانطوائيون بالعديد من الصفات التي تميزهم عن غيرهم، والتي يمكن من خلالها التعرف عليهم، وفهم شخصيتهم وطبيعتهم التي ربما نفهمها بشكل خاطئ أحيانا. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي صفات الشخص الانطوائي؟

تفضيل الوحدة

الانطوائيون يستمتعون بقضاء الوقت بمفردهم، حيث يشعرون بالراحة والقدرة على التركيز.

التفكير العميق

يتميز الانظائيون بقدرة عالية على التحليل والتأمل في الأفكار والمشاعر.

الاستماع الجيد

يعتبر الشخص الانطوائي مستمعا ممتازا للآخرين، ينصتون باهتمام إلى الآخرين قبل التحدث.

الحذر في التعبير عن المشاعر

يمكن أن يجد الشخص الانطوائي صعوبة في التعبير عن مشاعره بشكل مباشر.

تكوين علاقات عميقة

على الرغم من تفضيلهم للوحدة، إلا أنهم يقدرون العلاقات القوية والعميقة مع عدد قليل ومحدود من الأشخاص.

الميل إلى العمل المستقل

يفضل الشخص الانطوائي دائما فكرة العمل بمفرده، أو في مشاريع صغيرة.

أسباب الانطوائية

لا يوجد سبب واحد محدد للانطوائية، أو مجموعة عناصر يمكن أن نقول من خلالها أن هذه هي أسباب الشخصية الانطوائية. ولكن هذا لا يمكن وجود بعض العوامل الشائعة التي قد تلعب دورا في هذه السمة الشخصية التي يتمتع بها البعض. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب الانطوائية؟

الوراثة

هناك دليل علمي تشير إليه العديد من الأبحاث والدراسات، يؤكد على أن الجينات تلعب دورا في تحديد مدى الانطوائية أو عكسها.

البيئة

يمكن أن تساهم التجارب المبكرة في الحياة بشكل كبير في الانطوائية، مثل طريقة التربية والتفاعلات الاجتماعية. كلها يمكن أن تؤثر على تطور الشخصية وتكوينها.

الاختلافات في الدماغ

أظهرت بعض الدراسات أيضا وجود بعض الاختلافات في نشاط الدماغ بين الأشخاص الانطوائيين والانبساطيين.

الانطوائية 2

هل الانطوائية مرض؟

يتساءل الكثيرون بشكل خاطئ: ما هو مرض الانطوائية؟ وفي الواقع، يؤكد الباحثون أن الانطوائية في علم النفس ليست مرضا نفسيا، بل هي مجرد اختلاف في الشخصية. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أو حقائق عن الانطوائيين.

المنطوون ليسوا خجولين

يتمتع الأشخاص الانطوائيون بقدرات ومهارات فريدة، ويمكنهم العيش حياة سعيدة ومرضية. إن الاعتقاد الشائع بأن الأشخاص المنطوين هم بالضرورة خجولون، أو يعانون من القلق الاجتماعي هو اعتقاد خاطئ. يتميز الأشخاص المنطوون بطريقة مختلفة في تجديد طاقتهم.

بينما يجد الأشخاص من الطابع الاجتماعي الطاقة والحيوية من خلال التفاعل الاجتماعي، يحتاج المنطوون إلى وقت بمفردهم للراحة وإعادة شحن طاقاتهم الداخلية.

المنطوون واثقون

المنطوون لا يفتقرون إلى الثقة بالنفس. بالعكس، يمكن للمنطوين أن يكونوا واثقين جدا في أنفسهم وقادرين على تحقيق إنجازات كبيرة. العديد من الشخصيات البارزة في التاريخ، بما في ذلك الفنانين والسياسيون والعلماء والمفكرون العظام، كانوا من الشخصيات المنطوية.

المنطوون متفاعلون اجتماعيا

في الواقع، يستمتع العديد منهم بالتفاعل الاجتماعي، تماما كما يفعل الآخرون. ومع ذلك، فإنهم يميلون إلى تجديد طاقتهم من خلال الانسحاب الاجتماعي بعد فترات من التفاعل المكثف. كما أن بعض المنطوين يتمتعون بمهارات اجتماعية عالية، ويتألقون في الأماكن العامة. لكنهم فقط يحتاجون إلى الانتباه بشكل أكبر إلى احتياجاتهم من الراحة والاسترخاء.

مميزات الانطوائية

يتمتع الشخص الانطوائي بمجموعة من المميزات، والتي نستعرض في السطور التالية، لفهم ما هي مميزات الشخص الانطوائي؟

العمق الفكري والإبداع

يتمتع الانطوائيون عادة بقدرة كبيرة على التفكير العميق والتأمل.

الاستماع الجيد

الانطوائيون مستمعون ممتازون، مما يعزز علاقتهم مع الآخرين.

التركيز والانتباه

يمتلك الانطوائيون قدرة كبيرة على التركيز على مهمة واحدة لفترات طويلة، بشكل يساهم في زيادة إنتاجيتهم.

الوعي الذاتي

الانطوائيون أكثر وعيا بأنفسهم ومشاعرهم، ولذلك يتخذون قرارات أفضل.

الانطوائية 3

عيوب الانطوائية

كما يوجد مميزات، هناك بعض العيوب التي تؤثر على الشخص الانطوائي، أهمها:

التوتر في المواقف الاجتماعية

يمكن أن يشعر الانطوائيون بالتوتر والقلق في بعض المواقف الاجتماعية الكبيرة أو الصاخبة.

سوء الفهم من قبل الآخرين

أحيانا يساء فهم الانطوائيين على أنهم متكبرون أو غير ودودين.

تجنب الفرص

يمكن أن يتجنب الانطوائيون بعض الفرص بسبب خوفهم من التفاعل الاجتماعي.

كيف تتعامل مع الشخص الانطوائي؟

يجب أن تدرك وأنت تتعامل مع الشخص الانطوائي، أنك لا تعامل شخصا مريضا، أو يعاني من أزمة نفسية. الانطوائي، شخص طبيعي تماما، فقط يفضل الاسترخاء والراحة بعيدا عن الصخب والزحام. وفي السطور التالية، نستعرض معكم نصائح للتعامل مع الشخص الانطوائي.

احترام حاجته للخصوصية

لا تجبر الشخص الانطوائي على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية إذا لم يرغب في ذلك.

التواصل بوضوح وإيجاز

الشخص الانطوائي يقدر جدا التواصل المباشر والصريح. لذلك، كن واضحا ومحددا.

تجنب الضغط عليه

لا تضغط على الانطوائي للتحدث أو التفاعل الاجتماعي أكثر مما يستطيع.

الاحتفاء بفرديته

حاول أن تقوم بتقييم قدراته ومهاراته الفريدة، بدلا من توجيه الانتقادات إليه، أو التشكيك في مهاراته الاجتماعية.

في النهاية، علينا التأكيد أن الانطوائية ليست عائقا، ولا مرضا نفسيا، بل هي جزء من هويتنا. ومن خلال فهم الانطوائية، نستطيع أن نفهم أنفسنا والآخرين، كما يمكننا بناء علاقات أفضل وتعزيز احترام التنوع بين الناس.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه