;

صيام رمضان ومرضى القلب.. نصائح مهمة وفوائد ومخاطر محتملة

متى يجب توخي الحذر حفاظا على صحة وسلامة الأفراد؟ هذا ما نتعرف عليه في التقرير التالي

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 فبراير 2025
صيام رمضان ومرضى القلب.. نصائح مهمة وفوائد ومخاطر محتملة

يحل شهر رمضان المبارك، وخلاله يلتزم المسلمون بالصيام، حيث يمتنع الصائمون عن تناول الطعام والشراب والتدخين وغيرها، وذلك من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.

يتناول المسلمون وجبتين رئيسيتين خلال رمضان: وجبة السحور قبل الفجر، ووجبة الإفطار بعد غروب الشمس مباشرة. ولا يقتصر تأثير شهر رمضان على النظام الغذائي فقط، بل يمتد ليشمل أنماط النوم، حيث تتغير جداول النوم بشكل ملحوظ. هذا التحول في نمط الحياة، قد يشكل تحديات خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.

تمنح الشريعة الإسلامية رخصة الإفطار للمسلمين الذين يعانون من ظروف صحية خطيرة. والقرآن الكريم يؤكد على ضرورة تجنب الصيام في حالات المرض، حفاظا على صحة وسلامة الأفراد. ولكن متى يجب توخي الحذر حقا؟ هذا ما نتعرف عليه في التقرير التالي الذي يتناول كل ما يمكن معرفته عن صيام رمضان ومرضى القلب.

الصيام ومرضى القلب 1

هل الصيام يؤثر على عضلة القلب؟

هل يؤثر صيام شهر رمضان على القلب؟ هذا السؤال شغل بال العديد من الباحثين، خاصة فيما يتعلق بحدوث متلازمات الشريان التاجي الحادة، مثل احتشاء عضلة القلب الحاد والذبحة الصدرية غير المستقرة. وقد أجريت عدة دراسات لتقييم هذا التأثير، وتباينت نتائجها.

تشير بعض الدراسات إلى أن صيام رمضان لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب الحادة. فقد خلصت دراسة إلى أن معدلات حدوث متلازمة الشريان التاجي الحادة وفشل القلب الحاد غير المعوض والرجفان الأذيني والسكتة الدماغية كانت متشابهة خلال شهر رمضان مقارنة بالأشهر الأخرى.

وفي دراسة أخرى أجريت على مرضى الشريان التاجي، تبين أن عدد الأحداث القلبية الحادة كان أقل بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان مقارنة بالفترات التي تسبقه وتليه. ومع ذلك، فإن هذه الدراسة لم تكن قائمة على السكان، وشملت عددا محدودا من المرضى، مما يحد من تعميم نتائجها.

بالمقابل، استخدمت دراسة أخرى قاعدة بيانات لجميع المرضى الذين تم إدخالهم إلى قسم أمراض القلب في قطر، حيث يمارس غالبية البالغين الصيام بانتظام. وقد أظهرت هذه الدراسة عدم وجود فرق كبير في معدلات حدوث احتشاء عضلة القلب الحاد أو الذبحة الصدرية غير المستقرة قبل أو أثناء أو بعد رمضان.

كما وجدت دراسة أخرى أن عدد حالات الدخول بشكاوى محددة إلى قسم الطوارئ لم يتغير بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان مقارنة بالفترة التي تلي رمضان مباشرة.

كيف آخذ الأدوية في رمضان؟

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتوجب على مرضى القلب اتخاذ بعض الاحتياطات لضمان سلامتهم أثناء فترة الصيام. ينصح بشدة أن يقوم المرضى باستشارة طبيبهم المختص قبل شهر أو شهرين من حلول الشهر الكريم، وذلك لتقييم حالتهم الصحية وتعديل جرعات الأدوية التي يتناولونها إذا لزم الأمر.

يمكن للطبيب أن يقوم بتغيير الأدوية التي تعطى ثلاث مرات يوميا إلى أدوية ذات مفعول ممتد تؤخذ مرة واحدة فقط، وذلك لتسهيل تناولها خلال فترة الصيام. ولحسن الحظ، فإن معظم أدوية القلب تعطى مرة واحدة يوميا، وهو ما يعتبر مثاليا للمرضى الصائمين. ولكن ينصح بشدة بالالتزام بتناول هذه الأدوية في المواعيد التي يحددها الطبيب.

الصيام ومرضى القلب 2

هل مريض القلب يفطر في رمضان؟

يتساءل البعض: هل يمكنني الصيام وأنا أعاني من مرض في القلب؟ وفي الواقع، تعتبر فريضة الصيام في شهر رمضان من أركان الإسلام، ولكن هناك قواعد واضحة تراعي الظروف الصحية للأفراد، حيث يعفى من الصيام كل من يرى طبيبه أن الصيام قد يضر بصحته.

يستند هذا التيسير إلى مبدأ أساسي في الإسلام، وهو أن الله تعالى يريد بعباده اليسر، ولا يريد بهم العسر، مما يؤكد على أهمية مراعاة الظروف الصحية للأفراد في تطبيق أحكام الشريعة.

ولم يقتصر الأمر على مجرد الإذن بعدم الصيام، بل إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أكد على أهمية الأخذ بالرخص التي شرعها الله تعالى، حيث قال: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه". وهذا يعني أن الأخذ بالرخصة ليس تقصيرا في أداء العبادة، بل هو امتثال لأمر الله تعالى.

لذا، ينصح المسلمون، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري وأمراض الكلى، بإجراء فحص طبي شامل قبل شهر رمضان، وذلك لتقييم قدرتهم على الصيام. ويترك القرار النهائي بشأن إمكانية الصيام أو عدمه لتقدير الطبيب المعالج.

هل صيام رمضان مفيد لمرضى القلب؟

إذا كنت تبحث عن فوائد الصيام لمرضى القلب، وهل بالفعل يمكن أن يكون للصيام فوائد في هذه الحالة المرضية؟ ففي الحقيقة، هناك بالفعل مجموعة من الفوائد الصحية لبعض مرضى القلب، وهي:

تحسين مستويات الكوليسترول

يمكن للصيام أن يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار، وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد، مما يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية.

خفض ضغط الدم

يمكن أن يساهم الصيام في خفض ضغط الدم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف إلى المتوسط.

تحسين حساسية الأنسولين

يمكن للصيام أن يحسن حساسية الأنسولين، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو عامل خطر لأمراض القلب.

المساعدة في فقدان الوزن

إذا تم اتباع نظام غذائي صحي خلال شهر رمضان، فقد يساعد الصيام في فقدان الوزن، مما يحسن صحة القلب.

تقليل التوتر

شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله، مما قد يقلل من التوتر ويهدئ الأعصاب، وهو أمر مفيد لصحة القلب.

الصيام ومرضى القلب 3

من هم المرضى الممنوعون من الصيام؟

على جانب آخر، هناك بعض الحالات التي يجب أن تكون خطيرة، وتستلزم عدم الصيام. وفي السطور التالية، نستعرض معكم مخاطر الصيام على مرضى القلب.

الجفاف

يمكن أن يؤدي الصيام إلى الجفاف، خاصة في الأجواء الحارة، مما يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم ومشاكل القلب الأخرى.

اضطراب مستويات السكر في الدم

مريض السكري قد يعاني من تقلبات في مستويات السكر في الدم خلال شهر رمضان، مما قد يشكل خطورة على صحتهم.

تأثير الأدوية

يمكن أن تتأثر فعالية بعض أدوية القلب بتغيير مواعيد تناولها خلال شهر رمضان.

الإرهاق والتعب

قد يؤدي الصيام إلى الإرهاق والتعب، مما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب لدى بعض المرضى.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه