عسر القراءة لدى الأطفال.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج

في مرحلة ما من عمر الطفل، يمكن أن يلاحظ الوالدان أنه لا يستطيع بسهولة القراءة أو استيعاب النصوص المكتوبة، فيما يعرف بعسر القراءة. وهي حالة تؤثر على العديد من الأشخاص، وتسبب لهم تحديات في الحياة اليومية. تتجلى هذه الصعوبات في مجموعة متنوعة من الأعراض.

عادة، يتم تشخيص هذه الحالة، التي تعرف باسم عسر القراءة أو خلل القراءة في مرحلة الطفولة. لكن هذا لا يمنع إمكانية ظهور هذا الاضطراب في أي عمر. ويسعى الباحثون الآن إلى التوعية بهذه الحالة، وتسليط الضوء عليها، وزيادة فهم المجتمع لتأثيراتها على حياة الأفراد.

ومن خلال رفع مستوى الوعي، يمكننا جميعا أن نساهم في خلق بيئة أكثر شمولية وداعمة للأشخاص الذين يواجهون عسر القراءة. ويمكننا مساعدتهم على تجاوز التحديات التي يواجهونها. وفي التقرير التالي، نستعرض معك كل ما تريد معرفته عن عسر القراءة، الأسباب المحتملة والأعراض الشائعة. بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج، والتعامل مع هذه الحالة.

ما هو عسر القراءة؟

يعرف عسر القراءة علميا باسم Dyslexia. وهو اضطراب تعلمي يؤدي بشكل ما ضعف قدرة الدماغ على معالجة اللغة المكتوبة والشفهية. يعاني الأشخاص المصابون بعسر القراءة من صعوبة في ربط الأصوات بالحروف والكلمات، مما يؤثر على قدرتهم على القراءة والتهجئة وفهم النصوص المكتوبة.

أسباب عسر القراءة

حتى الآن، لا يوجد سبب واحد محدد لعسر القراءة. يعتقد الخبراء أن هناك بعض الأسباب الشائعة التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب عسر القراءة؟

العوامل الوراثية

تلعب الجينات الوراثية دورا هاما في الإصابة بمثل هذه الاضطرابات بشكل عام. لذلك، من المهم التعرف على التاريخ العائلي في البداية لفهم إذا كان هناك سبب وراثي للإصابة أم لا.

اختلافات في بنية الدماغ

ينتمي الأفراد المصابون بعسر القراءة إلى فئة "الاختلافات العصبية"، مما يعني أن بنية الدماغ ووظائفه لديهما تباينا عن النمط النموذجي. وتشير الأبحاث العلمية إلى وجود اختلافات ملحوظة في بنية الدماغ، ووظائفه، والتركيب الكيميائي العصبي لدى الأفراد المصابين بعسر القراءة.

عوامل بيئية

يمكن أن تؤثر بعض العوامل البيئية بشكل كبير على تطور عسر القراءة. تشمل هذه العوامل التعرض للعدوى أثناء فترة الحمل، والتعرض للمواد السامة، وغيرها من العوامل التي يمكن أن تعطل نمو الجنين بشكل طبيعي. يزيد ذلك من احتمالية ظهور عسر القراءة لاحقا.

ما هي أعراض عسر القراءة؟

تختلف أعراض عسر القراءة من شخص إلى آخر، ولكنها تشمل مجموعة من العلامات الشائعة بشكل عام، والتي نستعرضها معكم في السطور التالية.

صعوبة في القراءة

يمكن أن يجد الشخص صعوبة في فك شفرة الكلمات، قراءة بصوت عال، أو حتى فهم معنى النصوص.

صعوبة في التهجئة

يكتب الشخص في كثير من الأحيان الكلمات بطرق مختلفة. كما يمكن أن يواجه صعوبة في تذكر القواعد الإملائية.

صعوبة في فهم النصوص

يجد الشخص غالبا صعوبة في متابعة الأفكار في النصوص الطويلة، أو فهم المعاني المجازية.

صعوبة في التعبير عن الأفكار شفويا وكتابيا

يمكن أن يواجه الشخص صعوبة في تنظيم الأفكار والتعبير عنها بشكل واضح.

مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى

يواجه الشخص في كثير من الأحيان صعوبة في تذكر الأرقام، الأسماء، أو التعليمات.

كيف يتم تشخيص عسر القراءة؟

يتم تشخيص عسر القراءة من خلال تقييم شامل للقدرات اللغوية والقراءة والكتابة لدى الطفل. ويعتمد التشخيص على مجموعة من الاختبارات التي تجريها متخصصون في هذا المجال، من أجل تحديد مستويات شدة الإصابة، والتي تنقسم إلى:

خفيفة

توجد صعوبات في القراءة، لكن يمكنك التعويض عنها أو العمل عليها باستخدام تمارين أو علاجات، أو تقديم الدعم المناسب.

متوسطة

يعاني الشخص من صعوبات تحتاج بشكل كبير إلى مساعدة متخصصة، ووضع خطة محددة للعلاج.

شديدة

تكون في هذه المرحلة الصعوبات واضحة للغاية، بحيث تظل المشكلة قائمة حتى مع التدخلات المتخصصة والتكيف وأشكال أخرى من العلاج.

علاج عسر القراءة

للأسف، لا يوجد حتى الآن علاج شاف لعسر القراءة، ولكن هناك العديد من التدخلات التي يمكن أن تساعد في تحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الأشخاص المصابين. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما علاج عسر القراءة؟

العلاج التربوي

يركز هذا النوع من العلاج على تدريب المهارات اللغوية الأساسية، مثل الوعي الصوتي، وتطوير مهارات القراءة السريعة والدقيقة.

برامج الكمبيوتر

يستخدم هذا العلاج برامج الكمبيوتر المتخصصة لتدريب الشخص على المهارات اللغوية والقراءة.

دعم المدرسة

يتعاون المعلمون مع الأخصائيين لتقديم الدعم اللازم للطالب في المدرسة.

نصائح للتعامل مع عسر القراءة

يجب اتباع مجموعة من الطرق لمساعدة الشخص الذي يعاني من عسر القراءة، وحمايته من الشعور بالعجز أو التعرض للتنمر. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أهم النصائح.

التفهم والصبر

من المهم أن نفهم أن عسر القراءة ليس علامة على ضعف الذكاء أو الكسل.

الدعم المعنوي

يجب علينا تشجيع الشخص المصاب بشكل متواصل على بذل الجهد والتغلب على الصعوبات التي يواجهها.

توفير بيئة تعليمية مناسبة

يجب علينا محاولة توفير بيئة تعليمية تساعد الشخص على التعلم ببطء وبطريقة ملائمة لاحتياجاته.

تصحيح المفاهيم

من المهم معرفة أن عسر القراءة ليس مرضا عقليا، ولا ينتج عن ضعف في الذكاء. كما أن كل شخص مصاب بعسر القراءة لديه احتياجات فريدة من نوعها. ولا يوجد علاج سحري لعسر القراءة، ولكن هناك العديد من الطرق الفعالة لمساعدة الأشخاص المصابين.

استشارة متخصص

إذا كنت تعتقد أن طفلك أو أي شخص تعرفه يعاني من عسر القراءة، فمن المهم استشارة متخصص لتشخيص الحالة وتقديم العلاج المناسب.

استخدام الأدوات المساعدة

يمكن استخدام الأدوات المساعدة مثل القواميس الإلكترونية، برامج قراءة النصوص بصوت عال، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية لتسهيل عملية التعلم.

في النهاية، من المهم التأكيد على إن الأشخاص المصابين بعسر القراءة يمكنهم بسهولة أن يحققوا النجاح. هناك العديد من الأشخاص الناجحين في مختلف المجالات الذين يعانون من عسر القراءة. ومن خلال الدعم المناسب والتدريب المستمر، يمكن لأي شخص مهما كانت حالته تحقيق أهدافهم وتطوير مهاراتهم.