;

في يوم منظمة العفو الدولية: شعر عن حقوق الإنسان

  • تاريخ النشر: الخميس، 27 مايو 2021 آخر تحديث: الإثنين، 13 فبراير 2023

في ظل احتفالات دول العالم بيوم منظمة العفو الدولية يوم 28 مايو من كل عام الذي تنادي فيه بحقوق الإنسان الاجتماعية والدينية والعرقية نقدم لك أبيات من الشعر عن حقوق الإنسان.

شعر عن حقوق الإنسان

قصيدة أين حقى للشاعر: محمد صالح بحر العلوم
(1)
رحت أستفسر من عقلي وهل يدرك عقلي
محنة الكون التي استعصت على العالم قبلي
ألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلى
وإذا كان لكل من فيه حق: أين حقى؟!
(2)
فأجاب العقل فى لهجة شكاك محاذر
أنا فى رأسك محفوف بأنواع المخاطر
تطلب العدل وقانون بني جنسك جائر
إن يكن عدلا فسله عن لساني: أين حقى؟!
(3)
أنا ضيعت كما ضيعت جهدا فى هباء
باحثا عن فكرة العدل بكد وعناء
وإذا بالناس ترجو العدل من حكم السماء
وسماء الناس كالناس تنادى: أين حقى ؟!
(4)
أترانى أرتئى ما يرتئيه الناسكونا
وأجارى منطقا يعتبر الشك يقينا
وأقر الوهم فيما يدعيه الوهم دين
افسيعود العلم يدعوني بحق: أين حقى ؟!
(5)
إن أنا أذعنت للخلق وحاولت التعامي
كان شأنى شأن من يطلب غيثا من جهام
فنظام الخلق لا يعرف وزنا لنظامى
ونظامى لم يزل يصرخ مثلى: أين حقى؟!
(6)
ما لبعض الناس لايحسب للتفكير فضلا
ومتى ناقشته الرأى تعداك وولى
زاعما ابقاء ما كان على ما كان أولى
من جديد يعرف الواقع منه: أين حقى ؟!
(7)
ليتنى أستطيع بعث الوعي فى بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوى تحت العمائم
من مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقى؟!
(8)
يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرون
أتريكنى أنا والدين فما أنت ودينى
أمن الله قد استحصلت صكاً فى شؤوني
وكتاب الله فى الجامع يدعو: أين حقى؟!
(9)
أنت فسرت كتاب الله تفسير فساد
واتخذت الدين أحبولة لك واصطياد
فتلبست بثوب لم يفصل بسداد
وإذا بالثوب ينشق ويبدو: أين حقى؟!
(10)
بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب البصائر
فاستعار القوم ما يستر سوءات السرائر
هو ثوب العنصريات وهذا غير ساتر
وصراخ الأكثرية تعالى: أين حقى؟!
(11)
كيف تبقى الأكثرية ترى هذى المهازل
يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل
وملايين الضحايا بين فلاح وعامل
لم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقى؟!
(12)
أمن القومية الحقة يشقى الكادحونا
ويعيش الانتهازيون فيها ناعمونا
والجماهير تعانى من أذى الجوع شجونا
والأصولية تستنكر شكوى: أين حقى؟!
(13)
حرروا الأمة إن كنتم دعاة صادقينا
من قيود الجهل تحريرا يصد الطامعينا
وأقيموا الوزن في تأمين حق العاملينا
ودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقى؟!
(14)
يا قصورا لم تكن الا بسعى الضعفاء
هذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساء
وبنوك استحضروا الخمرة من هذى الدماء
فسلى الكأس يجبك الدم فيه: أين حقى ؟!
(15)
حاسبيني إن يكن ثمة ديوان حساب
كيف أهلوك تهادوا بين لهو وشراب
وتناسوا أن شعبا في شقاء وعذاب
يجذب الحسرة والحسرة تحكى: أين حقى؟!
(16)
كم فتى في الكوخ أجدى من أمير في القصور
قوته اليومي لا يزداد عن قرص صغير
ثلثاه من تراب والبقايا من شعير
وبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقى؟!
(17)
وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا
تخدم الحى ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كي تملك بعد الموت قبرا
واذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقى؟!
(18)
ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارة
لتبيع العرض في أرذل أسواق التجارة
وإذا بالدين يرميها ثمانين حجارة
وإذا القاضى هو الجانى ويقضى: أين حقى؟!
(19)
أين كان الدين عنها عندما كانت عفيفة
ومتى قدر حقا لضعيف وضعيفة
ولماذا عدها زانية غير شريفة
الان العرف لا يسمع منها: أين حقى؟!
(20)
كان من واجبه يمنحها عيش كفاف
قبل أن يضطرها تبتاع عيشا بعفاف
ولماذا أغلظ القاضى فيها وهو مناف
للنواميس ولا يسأل منها: أين حقى؟!
(21)
كم زنى القاضى وكم لأط بولدان وحور
واحتسى أوفر كؤوس من أباريق الفجور
أين كان الدين عن اجراء قاضيه الخطير
ولماذا لم يصارحه كسجان: أين حقى؟!
(22)
القاضى الدين تميز على حال الجماعة
أعليه الحكم لا يرى وان يأبى أتباعه

أقضاة الدين أدرى بأساليب الشفاعة
واذا الدين ارتضاها لم يطالب: أين حقى؟!
(23)
برياء ونفاق يخدعون الله جهرا
أين مكر الله ممن ملئوا العالم مكرا
إن صفا الأمر لهم لن يتركوا لله أمرا
وسيبقى الله مثلى مستغيثا: أين حقى؟!
(24)
ليس هذا الدين دين الله بل دين القضاة
لفقوه من أحاديث شياطين الرواة
وادعوا أم من الله نظام الطبقات
أن يكن حقا فقل لي يا الهي: أين حقى؟!
(25)
ليس في وسعى أن أسكت عن هذى المآسي
وأرى الأعراف والأعراف من دون أسى
بين مغلوط صحيح وصحيح في التباس
وكلا العرفين لا يفهم منه: أين حقى؟!
(26)
خطأ شاع فكان العرف من هذا الشياع
صواب حكم العرف عليه بالضياع
وسواد الشعب مأخوذ بخبث وخداع
لقطيع يلحق الذئب وينعى: اين حقى؟!
(27)
ليس هذا الذنب ذنب الشعب بل ذنب الولاة
وجهوا الأمة توجيه فناء لا حياة
وتواصوا قبل أن تفنى بنهب التركات
واذا الحراس للبيت لصوص: أين حقى؟!
(28)
دولة يؤجر فيها كل أفاك عنيد
أجره لا عن جهود بل لتعطيل الجهود
لم يواجه نعمة الأمة الا بالجحود
وإذا النعمة تغلي في حشاه: أين حقى؟!
(29)
من فقير الشعب بالقوة تستوفى الضرائب
وهو لم يظفر بحق ويؤدى ألف واجب
فعليه الغرم والغنم لسراق المناصب
أيسمى مجرما ان صاح فيهم: اين حقى؟!
(30)
من حفاة الشعب والعارين تأليف الجنود
ليكونوا فى اندلاع الحرب أخشاب وقود
وسراة الشعب لاهون بأقداح وغيد
وجمال الغيد يستوجب منهم: أين حقى؟!
(31)
عائشا عيشة رهط لم يفكر بسواه
همه أن ينهب المال لاشباع هواه
أين من يفتح تحقيقا يرى عما جناه
ويريه بانتقام الشعب جهراً: أين حقى؟!
(32)
أيها العمال هبوا وارفعوا هذى البراقع
عن وجوه ما بها غير سحاب ومصانع
واصرفوها عن عيوب عميت عن كل دافع
وترانى صادقا عنها بقولى: أين حقى؟!
(33)
أيها العمال أين العدل من هذى الشرايع
أنتم الساعون والنفع لأرباتب المصانع
وسعاة الناس أولى الناس فى نيل المنافع
فليطالب كل ذى حق بوعى: أين حقى؟!
(34)
كيف يقوى المال أن يوجد فى غير جهود
أين كان النقد لولا جهد صناع النقود
ومتى يقدر أن يخلق طيرا من حديد
فلهذا الجهد أن يدعو جهرا: أين حقى؟!
(35)
أين كان المال قبل الجهد أو قبل الطبيعة
وهما قد سبها فى غابر العهد شروعه
واذا بالمال لا يذكر للعهد صنيعة
وإذا بالجهد يستجدى صهبانا: أين حقى؟!
(36)
لم يؤثر بيقينى ما أقاسى من شجون
فشجونى هى من أسباب تثبيت يقينى
ولتكن دنياى ما بين اعتقال وسجون
وليكن آخر أنفاسى منها: أين حقى

أبيات شعر عن حقوق الإنسان

قصيدة حقوق الإنسان للشاعر: محمد بن ضميان العنزي
من مهبطِ الإسلام جاء بيانُ

العدلُ قد جاءت به الأديانُ

ومحمدٌ أزكى الخليقةِ كلِّها

أوفى الرسالةَ فاعتلى الإيمانُ

أرسى العدالةَ والمساواةَ التي

يحيا كإنسانٍ بها الإنسانُ

الله أكرمنا وهيّأ رزقَنا

والكل في حكم الإلهِ مصانُ

لا يرتضي ظلماً لأصغرِ خلقه

الظالمون جزاؤهمْ نيرانُ

إعطاءُ ذي حقٍّ جميعَ حقوقِه

هو شرعُنا والشاهدُ الأزمانُ

وبذا توحدت الجزيرة إنها

أرضُ الكرامِ وموطنٌ يزدانُ

عبدالعزيزِ تعززتْ في حكمه

منظومةُ القانونِ والأوطانُ

من بعده سار الملوكُ بدربه

كلٌّ بنى فتكامل البنيانُ

ومليكُنا حمل الأمانةَ شعلةً

ليسودَ ما بين الشعوبِ أمانُ

كم من مبادرةٍ تبنّاها وكم

يسمو به الإعطاءُ والإحسانُ

هو خادم الحرمين للدينِ انبرى

و فؤادهُ للمسلمين مكانُ

يدهُ الكريمةُ لا حدودَ لمدِّهـا

إن جاء محتاجاً لهُ إنسانُ

أو إن رأى جمعاً تفرق شملُهُ

من جهدهِ يتصالحُ الإخوانُ

العدلُ مطلبهُ ومسعى حُكمهِ

ورقيُّ شعبٍ والحقوقُ تصانُ

وعضيدهُ جودٌ ومنبعُ حكمةٍ

وغضنفرٌ حامي الحمى سلطانُ

ذا نايفٌ أرسى دعائمَ أمنِنَا

الأمنُ في أوطاننا عنوانُ

والفخرُ شعبٌ شامخٌ متعلم ٌ

من شذّ فكراً نادمٌ ومدانُ

للأرض حقٌّ أنْ نصونَ ترابَها

فترابُها و بحارهُا مرجانُ

حقٌّ لها إخلاصُنا ووقوفُنا

خلف القيادةِ فالعدوُّ جبانُ

طوبى لمملكةِ المحبةِ شعبُها

واحفظ مليكَ الحبِّ يا رحمن

قصائد شعرية عن حقوق الإنسان

أبيات شعرية لمعروف الروصافي وهي بعنوان :" الحق والقوة "
يقولون إن الحق في الخلق قوة تذل لها الأعناق وتندق
فما باله يمسي ويصبح شاكيا ولا يتحاشى عن ظلامته الخلق
إلى الله نشكو المر من مدنية تعارض في أوصافها الكذب والصدق
وكم قد سمعنا ساسة الغرب تدعي أشياء من بطلانها ضحك الحق

قصيدة شعرية لمحمود غنيم وهي بعنوان :المادة؟
فتشت بين الناس عن زاهد ** فلم تقع عيني على واحد
ما أزهد المرء إذا لم يجد ** وأبعد الزهد عن الواجد
لا يزه إنسان بآدابه ** أو يفتخر بالسلف البائد
المجد إما سطوة أو غنى ** ما العاجز المعدم بالماجد
فقيمة الشعب إذا قستها ** بقيمة الصادر والوارد
وقيمة الفرد بما يملك الفرد** من الطارف و التالد
كم طفلة أودع من هرة ** حولها الجوع إلى مارد
قد يحسد المرء على رزقه ** ولا أرى للفضل من حاسد
لم يفتتن بالمكرمات امرؤ ** والغانيات فتنة العابد
العلم والأخلاق ما قدسا ** إلا لنفع منهما عائد
لا يردع التاجر عن غشه ** إلا اتقاء المتجر الكاسد
لم يختر الناس دياناتهم ** بل أخذوا بالمذهب السائد
ليس جمال الطبع في غادة ** مثل جمال اليد والساعد
يا زاعم العفة في حبه ** ما تبتغي من كاعب ناهد؟
لم يتق الله امرؤ للتقى ** بل بنعيم الجنة الخالد
تمنيت الناسك حورية ** ذات قوام أهيف مائد
تسقيه كأسا حلوة الطعم من ** خمر الجنان السيغ البارد
لولا جمال الحور ما لا مست ** أرض المصلى جبهة الساجد
هل كنت تلقى في الورى ساعيا ** لو كان يسعى الرزق للقاعد
سيان من يسعى إلى قوته ** بالسلب أوبالورع الزائد
كم لحية أجدىعلى ربها ** من ألف سهم بيد الصائد
جرح يد المرء له قائد ** و ما لجرح العرض من قائد
كم مجرم يقتل روحا ولا ** يجزى جزاء القاتل العامد
قد يترك الأولاد من جهلهم ** صرعى و لا حد على الوالد
صاح دع الروح و دع قدسها ** نحن عبيد الجسد الفاسد.

قصيدة شعرية للشاعر جميل صدقي الزهراوي: 
جهادك يفشي البرق أخبارنصره **** وفوزك في كل الصحائف ينشر
وفعلك في الأفواه يتلى وفي الورى**** يشيع , وفي التاريخ بعدك يذكر
يود العلا والحق أنك كلما **** تقابل أعداء السلامة تظهر
إليك عيون المسلمين بأسرهم **** على بعدهم في الشرق والغرب تنظر
لقد صح أن الضعف ذل لأهله **** وان على الأرض القوي مسيطر
وأن اقتحام الهول أقصر مسلك **** إلى المجد إلا أنه متوعر
هي الحرب تعلي أمة فتزيدها **** نشاطا , وتشقي أمة وتؤخر
ولا حكم إلا للأسنة والظبى **** وللنار, فهي اليوم تنهى وتأمر
وشتان بين الجند قد هب زاحفا **** وجند تولى وهو بالخزي يعثر
وما هذه في الدهر أول مرة **** رأى الحق فيها الظالمون فأنكروا
بغوا مرة من بعد أخرى فنالهم**** أذى البغي , والتاريخ أمر مكرر

قصيدة شعرية للشاعر جميل صدقي الزهراوي.
عش هكذا في علو أيها العلم **** فإننا بك بعد الله نعتصم
عش خافقا في الأعالي للبقاء وثق **** بأن تؤديك الأحزاب كلهم
جاءت تحييك, من قرب مبينة **** أفراحها بك , فانظر , هذه الأمم
إن العيون قريرات بما شهدت **** والقلب يفرح والآمال تبتسم
إن احتقرت , فإن الشعب مقتحر **** أو احترمت , فإن الشعب محترم!
الشعب أنت , وأنت الشعب منتصبا! **** وأنت أنت جلال الشعب والعظم!
فإن تعش سالماعاشت سعادته**** وإن تمت ماتت الآمال والهمم
هذا الهتاف الذي يعلو فتسمعه **** جميعه لك , فاسم أيها العلم.

قصيدة شعرية لمعروف الروصافي:
و قاطرة ترمي الفضا بدخانها

و تملأ الأرض في سيرها رعيا
تمشت بنا ليلا , تجر وراءها
قطارا كصف الدوح تسحبه سحبا
فطورا كعصف الريح تجري شديدة
وطورا رخاء , كالنسيم إذا هبا
تساوى لديها السهل و الصعب في السرى
فما استسهلت سهلا و لا استصعبت صعبا
تدك متون الحون دكا , و إنها
لتنهب سهل الأرض في سيرها نهبا
يمر بها العالي فتعلو تسلقا
و يتعرض الوادي , فتجتازه وثبا
طوت بالمسير الأرض حتى كأنها
تسابق قرص الشمس أن تدرك الغربا
هو العلم يعلو بالحياة سعادة
و يجهلها كالعلم ممدودة العقبا

قصيدة شعريةلأحمد شوقي وهي بعنوان: العمال 
أيها العمال افنوا العمر * * كدا واكتسابا
واعمرا الأرض فلولا * * سعيكم أمست يبابا

إن لي نصحا إليكم * * إن أذنتم وعتابا
في زمان غبي النا * * صح فيه أو تغابى
أين أنتم من جدود * * خلدوا هذا التربا
قلدوه الأثر المعجز * * والفن العجابا
اتقنوا الصنعة حتى * * أخذوا الخلد اغتصابا

إن للمتقن عند الله * * والناس ثوابا
أثقنوا يحببكم الله * * ويرفعكم جنابا

اطلبوا الحق برفق * * واجعلوا الواجب دابا
واسقيموا يفتح الله * * لكم بابا فبابا

أبيات شعر عن حقوق الطفل

أجمل قصائد الطفولة وحقوق الأطفال وقد اخترت لكم هذه الرائعة لأبي القاسم الشابي:
-1-

للـه ما أحلى الطفولة إنها حلم الحـــــــــيــــــــاة

عـهد كمعسـول الرؤى مـا بين أجنحة السبات...

ترنو إلى الدنيا و ما فيها بعين بـــــــــــــــــاسمة

وتسير في عدوات واديها بعين حــــــــــــالمة...

-2-
إن الطفـــــــــــــولة زهرة تهتزّ في قلب الربيع

ريّانة من ريّق الأنداء فــــــــــــي الفجر الوديع

غنت لهـــــــــــا الدنيا أغاني حبها و حبورهــا

فتأوّدت نشوى بأحلام الحياة و نورهـــــــــــــا

-3-

إنّ الطّفولة حقبة شعرية بشعورهـــــــــــــــــا،

ودموعها و سرورها وطموحها وغرورها

لم تمش في دنيا الكآبة، والتعاسة، والعـــــذاب

فترى على أضوائها ما في الحقيبة من كــتاب

كم من عهود عذبة في عدوة الوادي النضير
كانت أرق من الزهور و من أغاريد الطيور
و ألذ من سحر الصبا في بسمة الطفل الغرير
أيام كانت للحياة حلاوة الروض المطير
و طهارة الموج الجميل ، و سحر شاطئه المنير
و وداعة العصفور ، بين جداول الماء النمير
أيام لم نعرف من الدنيا سوى مرح السرور
و بناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيور
نبني فتهدمها الرياح ، فلا نضجّ و لا نثور
و نعود نضحك للمروج و للزنابق و الغدير
و نظل نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونشيد في الأفق المنور من أمانينا قصور
أزهى من الشفق الجميل و رونق المرج الخضير
و نظل نقفز ، أو نغني ، أو نثرثر ، أو ندور
لا نسأم اللهو الجميل ، و ليس يدركنا الفتور”
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف = على الشيب أن أنأى و أن أتغربا

تود النجوم الزهر لو أنها دمى = ليختار منها المترفات ويلعبا

وعندي كنوز ٌ من حنان ورحمة = نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا

يجور وبعض الجور حلو محبب = ولم أرى قبل الطفل ظلماً محببا

ويغضب أحيانا ويرضى وحسبنا = من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا

و إن ناله سقم تمنيت أنني = فداءً له كنت السقيم المعذبا

ويوجز فيما يشتهي و كأنه = بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا

يزف لنا الأعياد عيداً إذا خطا = وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا

كزغب القطا لو أنه راح صادياً = سكبت له عيني وقلبي ليشربا

وأوثر أن يروى ويشبع ناعماً = و أظمأ في النعمى عليه وأسغبا

ينام على أشواق قلبي بمهده = حريراً من الوشي اليماني مذهبا

وأسدل أجفاني غطاء يُظله = و يا ليتها كانت أحنّ و أحدبا

وحملني أن أقبل الضيم صابراً = وأرغب تحناناً عليه و أرهبا

وتخفق في قلبي قلوب عديدة = لقد كان شِعبا واحداً فتشعبا

ويارب من أجل الطفولة وحدها = أفض بركات السلم شرقاً ومغربا

وصن ضحكة الأطفال يارب إنها = إذا غردت في موحش الرمل أعشبا

ويارب حبب كل طفل فلا يرى = وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا

وهيىء له في كل قلب صبابةً = وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
 

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه