فيلم السعي للسعادة حدث بالفعل: كريستوفر جاردنر الذي حفر طريق سعادته

تخلت عنه زوجتُه بسببِ إفلاسِه وأصبح مشردًا بلا مأوى هو وطفله الصغيرُ، ملحمة دراميةٌ حدثت على أرضِ الواقعِ جسِّدُها لنا الرائعُ ويل سميث، شاهدوا معنا كيفَ انتصرَ هذا الرجلُ على اليأسِ وكيفَ صنعَ طريقًا للسعادةِ في هذه القصة التي حدثت بالفعل.

رجل الأعمالِ الأمريكيَّ كريستوفر جاردنر

في ثمانينياتِ القرن العشرين، حاصرت ديون الضرائب رجل الأعمالِ الأمريكيَّ كريستوفر جاردنر وجاء هذا في مرحلةٍ فارقةٍ في حياتِه، إذ فقَد أموالَه وبيتَه وتخلَّت عنه أيضًا زوجتُه ليندا بسبب تعثُّراتِه الماديةِ المتتاليةِ وانتقلت إلى مدينةِ نيويورك فأصبحَ مشردًا في طرقاتِ المدينةِ، بلا مأوى هو وابنُه الصغيرُ.

وظلَّ كريستوفر يحاربُ من أجلِ بيعِ أحدِ تلك الأجهزةِ التي اخترعَها وكانت سببًا في إفلاسِه، فقد وضعَ بها كلَّ مُدَّخراتِ العائلةِ، لكي يتمكنَ من اختراعِها وتعملُ كماسحٍ ضوئيٍّ للعظامِ وحينَما كانَ يحاولُ كريس بيع واحدةٍ من تلك الماسحاتِ في وسَطِ المدينةِ، التقى جاي تويستل مدير شركةِ دين ويتر، إحدى كبرياتِ الشركاتِ المصرفيةِ، التي تعملُ بسوقِ البورصة وأثارَ إعجابَه بحلِّه أحُجيةَ مكعبِ روبيك، خلال رحلةٍ قصيرةٍ بسيارةِ الأجرةِ.

هذه العَلاقةُ الجديدةُ أكسَبته فرصةً ليصبحَ سمسارًا متدربًا لَدى الشرِكةِ وكانت الشُروطُ تَقتضي أن يَتَدرَّبَ المُتقدِّمون للوظيفةِ فترة من الزَمن دونَ راتِبٍ حتى يَتِمَّ اختيارُ واحدٍ مِنهم بعدَ نجاحِهم في الامتحانِ وبالفعلِ بدأ كريس تدريبَه وواجَهته عدةُ مُشكلاتٍ، فقد تأزَّمَ وضعُه أكثرَ عندَما حجرت مصلحة الضرائبِ على حسابِه المصرفيِّ بسبب ضرائبِ الدخلِ غير المدفوعةِ، ثم طُرِدَ هو وابنُه من المُنزلِ، فنتج عن ذلكِ بقاؤُهما بلا مأوى وقد اضطُرَّا في لحظةِ ما إلى البقاءِ في أحدِ حماماتِ مترو الأنفاق، ثم صارَ يَبحثُ عن مأوى للمُشرَّدين.

وفي نهايةِ تدريبِه بالشركةِ المصرفيةِ وأدائِه الامتحانَ، دُعيَ كريس إلى لقاءٍ مع مديري الشركةِ وأُعجِبوا بعملِه وعُرضَ عليه المنصبُ وأخيرًا كانت لحظةَ الانتصارِ التي عملَ من أجلِها لسنواتٍ طويلةٍ وانهمرت دموعُه واندفعَ إلى مركزِ الرعايةِ اليوميةِ التابعِ للكنيسة حيث يوجد ابنه.

فيلم السعي للسعادة The Pursuit Of Happyness

تلك الأحداثُ الدراميةُ المأساويةُ، أخرجَها لنا المخرجُ الإيطاليُّ غابرييل موتشينو في أقلَّ من ساعتَين على الشاشةِ الكبيرةِ، تحتعنوانِ "السعي إلى السعادة" وصدرَ الفيلمُ لأولِ مرةٍ في 15 ديسمبرَ عامَ 2006.

قامَ بدورِ البطولةِ الممثلُ العبقريُّ ويل سميث، الذي جسد شخصية كريستوفر جاردنر بجدارة وشاركه التمثيلَ ابنُه الحقيقيُّ جيدن سميث ليقوم بدورِ ابن كريستوفر الصغيرِ وقامت بتجسيدِ شخصيةِ ليندا زوجتِه، الممثلة ساندي نيوتن وجسدَ ويل سميث تلك السنواتِ الفارقةَ في حياةِ رجلِ الأعمالِ كريستوفر جاردنر ببراعة.

وقد أدَّى كريستوفر جاردنر الحقيقيُّ دورًا صغيرًا في الفيلمِ وهو يمرُّ بجوارِ ويل سميث وابنِه في المشهدِ الأخيرِ، بحيث تعرَّف كلٌّ من غاردنر وويل على الآخرِ والتفتَ ويل إلى الوراءِ وهو يرى غاردنر يبتعدُ.

بلغت ميزانيةُ فيلمِ "السعي إلى السعادة"خمسةً وخمسينَ مليونَ دولارٍ، بينما حقق إيرادات بلغت 307 مليون دولار بعد عرضه عالميًا.