;

قصة أول بث تلفزيوني بالألوان في العالم.. بدأ بسلة فراولة

يعد 3 يوليو 1928 تاريخًا هامًا في تاريخ التلفزيون حيث شهد أول بث تلفزيوني ملون تجريبي في لندن

  • تاريخ النشر: منذ 3 أيام
قصة أول بث تلفزيوني بالألوان في العالم.. بدأ بسلة فراولة

يعد 3 يوليو 1928 تاريخًا هامًا في تاريخ التلفزيون، حيث شهد أول بث تلفزيوني ملون تجريبي في لندن، المملكة المتحدة. على الرغم من أن التلفزيون لم ينتشر على نطاق واسع حتى منتصف القرن العشرين، إلا أن هذا الحدث كان بمثابة علامة فارقة في تطور التكنولوجيا، وفتح الباب أمام عالم جديد من الترفيه والمعلومات.

ولكن من كان وراء هذا الإنجاز؟ إنه جون لوجي بيرد، الذي يعد رائدًا في مجال التلفزيون، حيث اخترع أول نظام تلفزيوني عملي في العالم عام 1926. وواصل بيرد تطوير تقنياته، حتى وصل إلى نظام التلفزيون الملون الذي عرضه في عام 1928 داخل مختبره الموجود في 133 لونج إيكر في لندن.

كانت التكنولوجيا المستخدمة كهروميكانيكية، باستخدام أسطوانة مرآة دوارة وقرص دوار يتناوب بين مرشحات زرقاء وخضراء وحمراء. وكان أحد موضوعات الاختبار المبكرة التي تم عرضها على الشاشة عبارة عن سلة من الفراولة. كما تضمن أول بث تلفزيوني ملون عرضًا حيًا لزهور وأشياء أخرى.

لم يكن العرض طويلاً، لكنه كان كافيا لإثبات إمكانيات التلفزيون الملون. ومن بعدها، كان نظام فيكرز أرمسترونج، إذ تعاون بيرد مع شركة فيكرز أرمسترونج لتطوير نظام التلفزيون الملون الخاص به.

لم تسفر التجارب المبكرة عن نظام ألوان قابل للتطبيق بشكل عملي. ولكن بيرد، على الرغم من ذلك، واصل أبحاثه في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين بتمويلها من مدخراته الشخصية، بما في ذلك صرف بوليصة التأمين على حياته.

وعلى الرغم من أن الحرب العالمية الثانية أدت إلى إنهاء خدمة تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية مؤقتًا، فقد قدم بيرد تلفزيونًا ملونًا محسنًا في عام 1940. ومع صور مكونة من 600 سطر، كانت الجودة أعلى بكثير من خدمة التلفزيون بالأبيض والأسود قبل الحرب.

أول بث بالألوان 3

أول عرض عالمي

في 16 أغسطس 1944، قدم بيرد أول عرض عالمي لأنبوب الصور الملونة الإلكتروني المتكامل بالكامل، وهو تيلي كروم. وعلى عكس أنابيب الكاميرات السابقة، كان هذا الجهاز مزودًا بمستشعرين يقومان بمسح الصورة، الأمر الذي لم يكتف بإنشاء صور ملونة فحسب، بل وأنتج أيضًا صورًا ثلاثية الأبعاد.

كان هذا الجهاز متقدمًا جدًا عن عصره، ولم يتبق منه سوى نموذج واحد. وللأسف شكلت وفاة بيرد المفاجئة في عام 1946 نهاية هذا الطريق الرائد في مجال أبحاث الألوان.

أهمية هذا الحدث

بعد وفاة بيرد، انتقلت الريادة في أبحاث التلفزيون الملون إلى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال العروض التوضيحية التي قدمتها مختبرات CBS. وبعد فترة وجيزة، وجهت شركة راديو أمريكا (RCA) بعض مواردها الضخمة نحو تطوير التلفزيون الملون. وفي السطور التالية، نستعرض معكم مزيد من النقاط التي توضح أهمية خطوة بيرد المبكرة.

ثورة في الترفيه

مهد الإنجاز الذي قام به جون لوجي بيرد، الطريق لظهور التلفزيون الملون على نطاق واسع، مما أحدث ثورة في صناعة الترفيه.

نقلة نوعية في الإعلام

سمح التلفزيون الملون بتقديم المعلومات والأخبار بطريقة أكثر جاذبية وواقعية، مما كان له تأثير كبير على الإعلام.

تحديات تقنية

واجهت تقنية التلفزيون الملون العديد من التحديات في بداياتها، بما في ذلك التكلفة العالية وتعقيد الأنظمة.

التطور المستمر

على الرغم من هذه التحديات، واصلت تقنية التلفزيون الملون التطور، وأصبحت اليوم جزءًا لا غنى عنه من حياتنا.

البث الملون في الولايات المتحدة

بدأت الولايات المتحدة منذ عام 1950، في تطوير التقنيات التي ابتكرها بيرد لصناعة التلفزيون الملون. وبالفعل، بدأت أول خدمة تلفزيونية عامة ملونة في العالم من عام 1954، حيث كان التلفزيون الملون متاحًا في مدن مختارة بالولايات المتحدة.

استخدمت الولايات المتحدة نظام "الألوان المتسلسلة الميدانية". وعلى غرار القرص الدوار ثنائي اللون الذي ابتكره بيرد في وقت سابق، استخدم هذا النظام ثلاثة مرشحات للأحمر والأخضر والأزرق، والتي ظهرت في تطبيقات مهمة، بما في ذلك بث الصور الأولى من سطح القمر خلال برنامج أبولو التابع لوكالة ناسا.

في الوقت نفسه، بدأت هيئة الإذاعة البريطانية BBC في 10 أكتوبر 1955 بعمليات البث التجريبية بعد ساعات العمل في قصر ألكسندرا، من نفس الاستوديوهات التي أجريت فيها التجارب التلفزيونية الأولى لهيئة الإذاعة البريطانية.

وبعد سنوات عديدة من التجارب، تمكنت هيئة الإذاعة البريطانية من البدء في البث العام. وكانت أولى هذه البرامج هي تغطية انتخابات عام 1966 للمشاهدين في الولايات المتحدة عبر القمر الصناعي Early Bird، بينما لم تتلق المملكة المتحدة سوى تغطية بالأبيض والأسود لعدم وصول الإشارات الملونة هناك.

بعدها، وفي عام 1967، بدأ بث بعض البرامج بالألوان في المملكة المتحدة. ولكن لم يكن من الممكن استقبال الألوان إلا في مناطق لندن وميدلاندز وشمال غرب ويوركشاير. ولم تكن جميع البرامج جاهزة للتحول، وتم تقديم البرمجة الملونة تدريجيا.

لم يتجاوز عدد أجهزة التلفزيون الملون عدد أجهزة التلفزيون بالأبيض والأسود حتى عام 1976، ويرجع هذا في الأساس إلى ارتفاع أسعار أجهزة التلفزيون الملون في بداياتها. وفي مارس 1969، لم يكن هناك سوى 100 ألف جهاز تلفزيون ملون قيد الاستخدام في المملكة المتحدة. وبحلول نهاية عام 1969 تضاعف هذا العدد إلى 200 ألف جهاز. بحلول عام 1972 وصل العدد إلى 1.6 مليون جهاز.

أول بث بالألوان 4

رحلة تطور التلفزيون الملون

شهد البث الملون وظهور التلفزيونات الملونة في جميع أنحاء العالم، العديد من مراحل التطور، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه في هذه الأيام. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أبرز مراحل هذا التطور.

. في عام 1928 كان أول بث تلفزيوني بالألوان.

. في عام 1940 عرض بيرد نظامًا تلفزيونيًا ملونًا محسنًا.

. عام 1950 بدأت الولايات المتحدة ببث برامج تلفزيونية ملونة منتظمة.

. عام 1960 انتشر التلفزيون الملون على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

. الآن أصبح التلفزيون الملون تقنية أساسية في المنازل والشركات في جميع أنحاء العالم.

في النهاية، يعد أول بث تلفزيوني ملون علامة فارقة في تاريخ التكنولوجيا، ولعب دورًا هامًا في تطور التلفزيون والترفيه والإعلام.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه