;

قصة المسحراتي.. هل تعرفونها؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 08 مايو 2019 آخر تحديث: الجمعة، 17 مايو 2019
قصة المسحراتي

عندما نقول رمضان لابد أن نتذكر حرفة وشخصية كانت تظهر في الليالي الرمضانية وهي شخصية أقرب إلى الفنان الذي يؤدي دور البطولة على خشبة المسرح، مدة ظهوره 30 يوما فقط في ليل رمضان، أما باقي الأبطال فهم الطبلة والعصا وصوت جهوري ينادي ويتغنى.. إنه المسحراتي أو أبو طبلة تلك الشخصية التي ينتظرها الناس كل رمضان لإيقاظهم في موعد تناول السحور. إنها تلك المهنة الشعبية التي تعتمد على الكلمات والأناشيد والطقوس الخاصة البسيطة..

قصة المسحراتي..  هل تعرفونها؟

فهي المهنة المحببة إلينا والمحفورة على جدار ذكرياتنا منذ نعومة أظافرنا والتي يرتبط بها الأطفال قبل الكبار.. ولكن هل تعرفون كيف ظهرت هذه الشخصية - تعالوا معي نعرف تاريخ هذه الشخصية .. بداية كان المسلمون يعرفون وقت السحور في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بأذان «بلال بن رباح»، ويعرفون الامتناع عن الطعام بأذان عبد الله ابن أم مكتوم، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام:

إن بلال يؤذن باليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. وفي مكة كان الزمزمي ينادي من أجل السحور، وكان يتبع طريقة خاصة بحيث يرخي طرف حبل في يده يتدلى منة قنديلان كبيران حتى يرى نور القنديلين من لا يستطيع سماع ندائه من فوق المسجد.

ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية تعددت أساليب تنبيه الصائمين، حيث ابتكر المسلمون وسائل جديدة في الولايات الإسلامية من باب أن التنبيه على السحور دلالة على الخير وتعاون على البر، ومن تطوع خيرا فالله يخلفه.

من هنا ظهرت مهنة المسحراتي في عصر الدولة العباسية، وفي عهد الخليفة المنتصر بالله. ويذكر المؤرخون أن المسحراتي ظهر إلى الوجود عندما لاحظ والي مصر عتبة بن إسحاق أن الناس لا ينتبهون إلى وقت السحور، ولا يوجد من يقوم بهذه المهمة آنذاك فتطوع هو بنفسه لهذه المهمة فكان يطوف شوارع القاهرة ليلا لإيقاظ أهلها وقت السحر، وكان ذلك عام 238 هـ ، حيث كان يطوف على قدميه سيرا من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط مناديا الناس:

عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة. وفي عصر الدولة الفاطمية أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمرا لجنوده بأن يمروا على البيوت ويدقوا على الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور، ومع مرور الوقت تم تخصيص رجل للقيام بمهمة المسحراتي كان ينادي: يا أهل الله قوموا تسحروا» ، ويدق على أبواب المنازل بعصا كان يحملها في يده.

تطورت بعد ذلك ظاهرة التسحير على يد أهل مصر، حيث ابتكروا الطبلة ليحملها المسحراتي ليدق عليها بدلا من استخدام العصا، هذه الطبلة كانت تسمى بازة وهي صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتي دقات منتظمة، ثم تطورت مظاهر المهنة فاستعان المسحراتي بالطبلة الكبيرة التي يدق عليها أثناء تجوله بالأحياء وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة، ثم تطور الأمر إلى عدة أشخاص معهم طبل بلدي وصاجات برئاسة المسحراتي، ويقومون بغناء أغان خفيفة حيث شارك المسحراتي الشعراء في تأليف الأغاني التي ينادون بها كل ليلة. ومن أشهر هذه الأشعار: اصحى يا نايم وحد الدايم- وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم..

ولما للمسحراتي من طقوس وأشعار فقد أصبح شخصية محببة للصغير قبل الكبير، وقد ارتبط فانوس رمضان بالمسحراتي، حيث كان الأطفال يحملون الفوانيس حول المسحراتي في الليل ويغنون على أنغام الطبلة مثل: حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو.. فك الكيس وإدينا بقشيش.. يا تروح ما تجيش يا حالو.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه