قصة دراكولا الحقيقي.. حاكم متوحش قضى عليه قائد مسلم

تعتبر أسطورة دراكولا واحد من أشهر القصص المتداولة في العالم عن مصاصي الدماء، تتناقلها الألسنة والكتب والأعمال السينمائية والتلفزيونية بأشكال مختلفة منذ عقود طويلة. وما زالت حتى يومنا هذا محط اهتمام وتثير فضول الكثيرين حول العالم من عشاق الأدب والسينما والحكايات الخيالية والأسطورية.

لكن هل تخيلت يوما أن شخصية دراكولا يمكن أن تكون حقيقية؟ المفاجأة أن الإجابة نعم، هناك شخصية مرت في تاريخ البشرية بالفعل تحمل اسم دراكولا، لكنها ربما لا تحمل جميع الصفات التي تتناقلها الأفلام والمسلسلات والحكايات الشعبية.

في التقرير التالي، نستعرض معكم قصة دراكولا الحقيقي وما هي صفاته وشهرته وكيف كانت نهايته. وذلك بمناسبة يوم دراكولا العالمي الذي يوافق 26 مايو كل عام.

ما هي قصة دراكولا الحقيقية؟

يتساءل كثيرون عن دراكولا الحقيقي الذي ألهم العديد من الأعمال الأدبية والفنية، بما في ذلك رواية "دراكولا" للكاتب الإيرلندي برام ستوكر.

هو فلاد الثالث، المعروف أيضًا باسم فلاد المخوزق أو دراكولا، كان حاكم إمارة والاشيا، المعروفة حالية باسم رومانيا، بين عامي 1448 و1476.

ولد فلاد في سيغيشوارا، ترانسيلفانيا، عام 1431. كان ابن فلاد الثاني، حاكم والاشيا، وكان له أخ أصغر اسمه رادو. قضى فلاد جزءًا من طفولته رهينة في بلاط السلطان العثماني مراد الثاني، كضمان لالتزام والده بالولاء.

تولى فلاد الحكم للمرة الأولى عام 1448، لكنه أُطيح به بعد عامين. قضى السنوات الست التالية في المنفى، يتآمر لاستعادة عرشه. وفي عام 1456، نجح فلاد في اغتيال أخيه رادو وتولى الحكم مرة أخرى في الفترة بين 1456 حتى 1462، والتي تمكن فيها من وقف الغزو العثماني لأوروبا.

اشتهر فلاد بوحشيته وقساوته، خاصة في معاقبة أعدائه، ، مما أدى إلى لقبه "المخوزق". ولكن كيف كان يعذب دراكولا؟

كان يعرف بتعذيبه وقتله للناس بطرق وحشية، بما في ذلك الخوزقة، وهي طريقة لإعدام الناس عن طريق غرس وتد خشبي في أجسادهم. وعلى الرغم من سمعته السيئة، حقق فلاد أيضًا بعض الإنجازات خلال حكمه. فقد نجح في توحيد إمارة والاشيا وتعزيز قوتها العسكرية. كما قام ببناء العديد من الطرق والقلاع والكنائس.

ما معنى دراكولا؟

اشتهرت شخصية دراكولا بشكل كبير بسبب الأعمال الأدبية والتلفزيونية والسينمائية التي تناولتها بأشكال وصور مختلفة. ولذلك يتساءل كثيرون عن معنى دراكولا باعتباره لقب هذه الشخصية غريبة الأطوار.

تعني دراكولا ابن التنين، وهو اللقب الذي عرف به فلاد الثالث. بالإضافة إلى لقبه المخوزق، والذي حصل عليه بسبب عشقه لسفك الدماء والقتل، حيث كانت لديه طريقة لإعدام الناس عن طريق غرس وتد خشبي في أجسادهم، فيما يعرف بالخازوق. كان يقوم بذلك في قلعته الموجودة حتى يومنا هذا في رومانيا، والتي تحولت إلى مزار سياحي، وتدور حولها العديد من الروايات والأساطير.

كيف كانت نهاية فلاد دراكولا؟

لا تزال شخصية فلاد المخوزق مثيرة للجدل حتى يومنا هذا. ينظر إليه على أنه وحش دموي من قبل البعض، بينما يعتبره البعض الآخر بطلًا قوميًا دافع عن بلاده ضد الأعداء. حتى وفاته مازالت محيرة، إذ تختلف الروايات المترددة حول كيف كانت نهاية دراكولا، بعضها يربط اسم دراكولا ومحمد الفاتح السلطان العثماني. وبعضها ينفي ذلك.

في الرواية الأولى عن وفاته، يعتقد أن فلاد الثالث، المعروف أيضًا باسم دراكولا، قتل في معركة ضد العثمانيين عام 1476. وتم قطع رأسه وعرضها على السلطان العثماني محمد الفاتح كدليل على وفاته.

وهناك رواية بديلة لنهاية فلاد دراكولا تدعي أنه نجا من المعركة، لكنه قتل على يد أحد المعارضين له عندما شعر إنه على وشك تحقيق انتصار جديد على العثمانيين.

دراكولا مصاص الدماء

إذا كانت شخصية دراكولا سواء في الأدب أو السينما معروف بأنه مصاص دماء، هل كان فلاد المخوزق أو دراكولا الحقيقي مصاص دماء أيضًا؟

في الحقيقية لا، لكن يشار إلى إن فكرة مصاص الدماء لم تبتعد كثيرًا عن وحشية فلاد المخوزق، لأن من المعروف عنه إنه كان قائدًا دمويًا، يعشق القتل وسفك الدماء ويعتقد أن فلاد دراكولا قتل ما يصل إلى 100 ألف شخص خلال فترة حكمه. وربما من هذه الفكرة قرر الكاتب الإيرلندي برام ستوكر، أن يحول شخصية الرواية إلى مصاص دماء بمعنى الكلمة.

لذلك، يعتبر دراكولا مصاص الدماء شخصية خيالية اشتهرت من خلال رواية برام ستوكر، التي نشرت عام 1897، وجسدت صفات وميزات هذا الكائن الأسطوري الذي رافق البشرية عبر الحضارات.

أثرت شخصية دراكولا بشكل كبير على الثقافة الشعبية، حيث ظهرت في العديد من الأعمال الفنية، مثل الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية والألعاب الإلكترونية. كما ألهمت العديد من الكتاب لخلق شخصيات مصاصي دماء أخرى.

معلومات عن دراكولا

يعود مفهوم مصاصي الدماء إلى آلاف السنين. كان لدى اليونانيين القدماء والعبرانيين والبابليين أساطير تحكي حكايات مثيرة عن مخلوقات تشبه الشياطين تعيش على دماء الأحياء. ومع ذلك، فإن مصاص الدماء الأكثر شهرة على الإطلاق، هو دراكولا. وفي السطور التالية نستعرض معكم أهم المعلومات عنه.

. كان الأمير فلاد الثالث من والاشيا، رومانيا حاليا، هو مصدر الإلهام الواقعي وراء شخصية دراكولا التي كتبها الكاتب الأيرلندي برام ستوكر.

. كان فلاد حاكمًا قاسيًا للغاية ولا يرحم، وقد حصل على لقب "فلاد المخوزق" بسبب الطريقة التي يستخدمها لتعذيب خصومه بوضعهم على الجازوق حتى يخترق أجسادهم.

. يعتقد أنه قتل ما يصل إلى 100 ألف شخص خلال فترة حكمه.

. تم ربط شخصية فلاد الثالث بمصاصي الدماء من خلال رواية الكاتب برام ستوكر، في تسعينيات القرن التاسع عشر تقريبًا. ومن هنا أصبح جزءا من الروايات الشعبية المتداولة.

. ظهرت شخصية دراكولا مصاص الدماء لأول مرة في رواية الرعب القوطية عام 1987 للمؤلف الأيرلندي برام ستوكر.

. تتحدث الرواية عن قصة انتقال دراكولا من ترانسيلفانيا إلى إنجلترا، حيث أقام في قرية صيد صغيرة تدعى ويتبي.

. حتى يومنا هذا، تستضيف مدينة ويتبي في شمال إنجلترا العديد من الفعاليات للاحتفال بدراكولا.

. أصبح دراكولا من أشهر الشخصيات في العالم من خلال ارتباطه بالعديد من الأعمال الأدبية والسينمائية والتلفزيونية.

في النهاية، دراكولا هي شخصية خالدة أثرت بشكل كبير على الثقافة الشعبية. تجسد هذه الشخصية العديد من المخاوف والرغبات الإنسانية، وتستمر في إثارة اهتمام الناس من جميع أنحاء العالم.