;

قواعد جمع المذكَّر السَّالم وإعرابه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: منذ 3 أيام

ليست الجموع في اللغة العربية أمراً معقَّداً بالنسبة للطلاب غير المختصين، لكن لكلِّ طريقة من طرق الجمع قواعدها الخاصَّة، لنتعرف معاً على كل ما يتعلق بجمع المذكَّر السَّالم بالتفصيل والتبسيط الممكن.

 

يمكن استخلاص تعريف جمع المذكَّر السَّالم من اسمه

يتفق النُّحاة على تعريف جمع المذكَّر السَّالم أنَّه ما يدلُّ على أكثر من اثنين بزيادة الواو والنون أو الياء والنون دون تغيير في مفرده، فيكون صالحاً للتجريد من الزيادة وصالحاً للعطف عليه.

لماذا سُمِّي جمع المذكَّر السَّالم بهذا الاسم؟

إذا نظرنا في كلِّ كلمة من كلمات (جمع مذكَّر سالم) وجدنا فيها سبب التَّسمية:

  • فهو جمعٌ لأنَّه يدلُّ على أكثر من اثنين.
  • وهو مذكَّرٌ لأنَّه مختصّ بالذُّكور لفظاً ومعنىً.
  • وهو سالم لأنَّ اسمه المفرد قد سَلِمَ من التغيير عند الجمع، فأنت تقول: مرسل/ مرسلون، إلَّا إذا كان الاسم منقوصاً أو مقصوراً أو ممدوداً فوقع في حروفه الحذف والتبديل كما سيأتي بيانه في موضعه.
 

أحكام إعراب جمع المذكَّر السَّالم

ينتمي جمع المذكَّر السَّالم إلى المعربات بالحروف، وذلك أنَّه يُرفع بالواو، ويُجرُّ ويُنصَبُ بالياء، فيما تكون نون جمع المذكَّر السَّالم مفتوحة (نَ) مقارنة بالنون المكسورة للمثنى (نِ)، وهي عوضاً عن التنوين في الاسم المفرد.

فنقول: عاد المدرِّسونَ من الاجتماع.

المدرِّسون: فاعل مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوضاً عن التنوين في الاسم المفرد.

أو نقول: أعطيتُ المهندِسينَ التعليمات التنفيذية.

المهندسينَ: مفعول به منصوب بالياء لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوضاً عن التنوين في الاسم المفرد.

أو نقول: أخذ اللهُ عهداً على المؤمنينَ.

المؤمنين: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنَّه جمع مذكَّر سالم، والنون عوضاً عن التنوين في الاسم المفرد.

 

ما شروط جمع الذكَّر السالم؟

معظمنا يعتمد على سليقته في التمييز بين الجموع، فيختار ما تمليه عليه خبرته وممارسته، لكن هذا لا يمنع أنَّ هناك قواعد معيارية لجمع المذكَّر السَّالم.

وهي أن يكون علماً أو صفة، ولكلٍّ من الأعلام والصفات شروط لتجمع جمعاً مذكراً سالماً.

القاعدة الأولى في جمع المذكَّر السَّالم: الاسم العلم

أن يكون المجموع اسماً في مفرده عَلَماً لمذكرٍ عاقل، خالياً من تاء التَّأنيث، وخالياً من التَّركيب.

فلا يُجمع من الأسماء ما لم يكن علماً أو صفة جمع مذكَّر سالم، على غرار (رجل) وهو اسم جنس ليس عَلَماً يجمع تكسيراً (رجال)، ومن الأعلام القابلة للجمع: محمَّدٌ/ محمَّدون.

فإذا كان الاسم عَلَماً وجب أن يكون لعاقلٍ حتَّى يجمع على طريقة المذكَّر السَّالم، حيث لا يجوز جمع عَلَم غير عاقل جمع مذكرٍ سالم، فلا يجوز أن نجمع أسماء المدن جمعاً مذكراً سالماً وهي أعلامٌ لغير عاقل، على غرار: بغداد، دمشق.

وإذا كان الاسم علماً لعاقل وفيه دلالة لفظية أو معنوية على التأنيث لا يجوز جمعه جمعاً مذكراً سالماً، على غرار: مريم (اسم علم مؤنث معنوي) حمزة وطلحة وعقبة (أسماء علم مذكرة معنوياً مؤنَّثة لفظاً) جميعها لا تُجمع جمع مذكر سالم.

أمَّا إذا كان اسم العَلم لمذكرٍ عاقلٍ خلا من التأنيث لفظاً ومعنىً لكنَّه كان مركَّباً فلا يجوز جمعه جمعاً مذكَّراً سالماً، وذلك مثل اسم جاد الحق، أو اسم معد يكرب، فإذا أردنا جمع هذه الأسماء نستخدم (ذوو للمرفوع، ذوي للمجرور والمنصوب) بمعنى أصحاب هذا الاسم.

ويمكن جمع المركب الإضافي فقط بجمع صدره وترك المضاف إليه على حاله فتقول: عبدو الرحمن.

فإذا كان الاسم العلم مذكراً دلَّ على عاقل وخلا من التأنيث لفظاً ومعنى وليس بمركبٍ لكنَّه معرب بحروف لم يجز جمعه جمعاً مذكراً سالماً، وذلك على غرار أسماء العلم المثنَّاة مثل: حسنين، محمدين.

ومما سبق نعلم أن شروط جمع اسم العَلَم جمعاً مذكراً سالماً شروطٌ لازمة بعضها لبعض، فلا بد أن يجتمع فيه كونه:

  1. اسم علم.
  2. مذكَّر لفظاً ومعنى.
  3. عاقل.
  4. غير مركَّب.
  5. غير معرب بحرفين.

القاعدة الثانية لجمع المذكَّر السَّالم: الصفة

كما ذكرنا فجمع المذكَّر السَّالم لا يجوز إلَّا لاسمٍ علمٍ أو صفة، وقد بيَّنا أحكام أسماء العلم، أمّا الصفة (الاسم المشتق) فيُشترط أن تكون صفة لمذكر لفظاً ومعنى، عاقل، وليست على وزن فعلان ومؤنَّثها فعلى، ولا على وزن أفعل ومؤنثها فعلاء.

ولا مما يستوي فيه التذكير والتأنيث، فيُشترط أن تقبل الصفة تاء التأنيث، ما عدا أسماء التفضيل.

  • فإذا كانت الصفة لمؤنَّثٍ لفظاً أو معنىً لا يجوز جمعها جمعاً مذكراً سالماً، فأنت تقول: صالحٌ/ صالحون. لكن لا يجوز أن تجمع صفة (حائض) لأنَّها مؤنَّثة معنىً، ولا يجوز أن تجمع وصف (إمَّعة) لأنَّه مؤنَّثٌ لفظاً والتاء فيه أصلية.
  • أمَّا إذا جاءت الصفة لمذكَّرٍ لفظاً ومعنى لكنَّها دلَّت على غير عاقل لا يجوز جمعها جمعاً مذكَّراً سالماً، كقولنا: شاهق، وهي صفة لمذكر لفظاً ومعنى، لكنها تطلق على غير العاقل من جبلٍ أو بناء.
  • أمَّا في قولنا (ضارب/ ضاربون) وهي مما يجوز إطلاقه للعاقل ولغير العاقل، فإن كانت للعاقل جاز جمعها جمعاً مذكَّراً سالماً (جاء ضاربو الدف)، وإن كانت لغير العاقل لم يجز جمعها جمعاً مذكراً سالماً (استعانوا بالآلات الضاربة/ الضَّاربات).
  • فإذا جاء الوصف مذكَّراً لفظاً ومعنىً وعاقلاً لكنَّه على وزن فعلان ومؤنثه على وزن فعلى لم يجز جمعه جمعَ المذكَّر السَّالم، وذلك كقولنا: عطشان/ عطشى/ عِطاش، سكران/ سكرى/ سكارى.
  • كذلك إن جاء الوصف على وزن أفعل ومؤنثه على وزن فعلان لم يجز جمعه جمع مذكر سالم وإن اجتمع له كونه مذكَّراً عاقلاً، وذلك كأسماء الألوان: أسود/ سوداء/ سود، أحمر/ حمراء/ حمر، أو كقولنا: أطرش/ طرشاء/ طرشان.
  • فإذا جاءت الصفة مذكراً لفظاً ومعنى وعاقلاً على غير الأوزان المذكورة لكنها مما يستوي فيه التذكير والتأنيث لا يجوز جمعها جمعاً مذكَّراً سالماً، وذلك على غرار: حنون/ للمذكر والمؤنَّث، جريح/ للمذكر المؤنث، علَّامة/ للمذكَّر والمؤنث وتاء المؤنث فيها أصلية.
  • يستثنى من ذلك أسماء التفضيل، فصفة (أكرم) لا يجوز أن تتصل بها تاء التأنيث، وهي على وزن أفعل، ومع ذلك تُجمع جمعاً مذكراً سالماً لأنَّه اسم تفضيل فنقول: أهلي هم الأكرمون/ جاء الرجال الأكرمين.

شروط جمع الوصف جمعاً مذكراً سالماً

ومما سبق نعلم أن شروط جمع الوصف (الاسم المشتق) جمعاً مذكراً سالماً شروطٌ لازمة بعضها لبعض، فلا بد أن يجتمع فيه كونه:

  1. صفة.
  2. مذكَّر لفظاً ومعنى.
  3. صفة لعاقل، وإن كانت صفة يجوز إطلاقها لغير العاقل يراعى سياقها.
  4. ليست على وزن أفعل ومؤنَّثها ليس على وزن فعلاء.
  5. ليست على وزن فعلان ومؤنثها ليس على وزن فعلى.
  6. ألَّا تكون مما يستوي فيه التذكير والتأنيث.
  7. يستثنى من ذلك أسماء التفضيل.

أمثلة على ما لا يجوز جمعه جمعاً مذكَّراً سالماً

  • رجل، إنسان، لأنها أسماء جنس وليست أسماء علم.
  • النيل، السبت، لأنها أسماء علم لغير عاقل.
  • أبو بكر، لأنَّه علم مركب، وجاز جمع المركب بالإضافة نحو عبد الله فتقول: جاء عبدُو اللهِ، كلمت عبدِي اللهِ.
  • عروة، سلمة، لأنها مؤنثة لفظاً.
  • راسٍ، لأنها صفة لغير عاقل فتقول: المراكب الراسية، وقد جاز جمعها عند بعض النحويين إن دلَّت على عاقل كأن تقول: البحارة الراسون.
  • نابغة وعلَّامة، لأنها تنتهي بتاء من أصلها، كما أنَّها مما يستوي فيه التذكير والتأنيث.
  • صبور ورؤوم وغيور، وهي مما يستوي فيه التأنيث والتذكير فتقول أمٌّ رؤوم، أو امرأة صبور، وامرأة غيور، وجمعها على وزن فُعُل ، فنقول نساءٌ غُيُر، ورجال صُبُر.
  • أخضر وأصفر، لأنها من وزن أفعل ومؤنثها من وزن فعلاء، خضراء وصفراء، وجمعها على وزن فُعْل فنقول، حُمْرٌ وخُضْرٌ.
  • نعسان وتعبان، لأنَّها على وزن فعلان ومؤنثها على وزن فعلى فنقول نعسى وتعبى، وجمعها على وزن فِعال، فنقول نِعاس وتِعاب.

حذف النون في جمع المذكَّر السَّالم

النون كما أسلفنا تكون بديلاً عن التنوين في الاسم المفرد، وما يوجِبُ حذف التنوين في الاسم المفرد يوجب حذف النون في جمع المذكَّر السَّالم.

حيث تُحذف نون المجموع جمعاً مذكَّراً سالماً إذا كان مضافاً، وهذا هو الحال بالمفرد، فنحن نقول: جاءَ إلى المدينةِ بنَّاءٌ/ جاء إلى المدينة بنَّاءُ الجسورِ، جاء إلى المدينة بناؤو الجُسورِ.

ولاحِظ أنَّنا لا نستخدم ألف التفريق التي نستخدمها في واو الجماعة، لأن الواو هي واو جمع المذكَّر السَّالم وظهرت في آخر الكلمة بعد حذف النون، فنحن نقول: زاروا، ذهبوا. لكننا لا نقول (×زائروا × ذاهبوا×) بل نقول: إذا عاد زائرو الليلِ نعود.

والأمر كذلك في الجمع المذكر السَّالم المنصوب والمجرور بالياء، فتُحذف نونه للإضافة، كقولنا: مفكِّرٌ/ مررت بالمفكرين/ مررت بمفكري الأمَّة.

جمع المذكَّر السَّالم للأسماء الممدودة والمقصورة والمنقوصة

أمَّا الاسم المقصور فهو ما كان آخره ألف على غرار مصطفى ومجتبى، فهذه الأسماء يحذف آخرها (الألف) وتبقى الفتحة على ما قبل الألف للدلالة عليها، فنقول: مصطَفَوْن/ مصطَفَيْن.

وأمَّا الاسم المنقوص هو ما كان آخره ساكناً قبله كسرة، على غرار (محامِيْ)، فهذه الأسماء إن جمعت جمع مذكَّرٍ سالم تحذف ياؤها ويضمُّ ما قبلها للرفع فنقول: محامون، وللجرِّ والنَّصب نترك الكسرة ما قبل الياء المحذوفة لتدل عليها، فنقول: محامِين.

أمَّا الاسم الممدود ما كان آخره ألفاً زائدة بعد همزة (صحراء، زكرياء)، وتعامل في جمع المذكَّر السَّالم معاملتها في المثنى، فإن كانت الهمزة أصلية كما في (خطَّاء) بقيت همزةً في الجمع المذكَّر السَّالم (خطَّاؤون، خطَّائين)، وإن كانت الهمزة زائدةً للتأنيث تُقلب واواً، كقولنا: زكرياء/ زكرياوون.

وإن كانت لا أصلية ولا زائدة بل منقلبة عن واو أو ياء جاز فيها الوجهان: فداء (اسم علم مذكر) فداوون فداؤون.

الملحقات بجمع المذكَّر السَّالم

عرف العرب أسماءً جُمعت جمع المذكَّر السَّالم دون أن تستوفي شروطه، فتُعرب إعرابه وتُلفظ لفظه، وهذه الكلمات مصنَّفة في عدَّة أوجه أشهرها:

  1. الكلمات التي تدل على معنى الجمع ولا مفرد لها، مثل أولو/ أولي، كقوله تعالى ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، وقوله تعالى ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.
  2. العقود العددية تجمع جمع المذكَّر السالم وليس لها مفرد، وهي أسماء جموع ليست بالصفة ولا العلم، نحو: عشرون/ عشرين... وحتَّى تسعون/تسعين.
  3. كذلك تُعتبر من الملحقات بجمع المذكَّر السَّالم بعض الكلمات التي استوفت شروطه ما عدا سلامة الاسم المفرد من التغيير، وذلك على غرار: ابن/ بنون.
  4. الكلمات التي استوفت شروط الجمع المذكَّر السَّالم لكنها تدلُّ على مفرد لأنَّها أصبحت أعلاماً، على غرار: زيدون، خلدون، سعدون.
  5. من أشهر الكلمات التي تُجمع جمع مذكر سالم دون أن تستوفي شروطه: أهلون، وابلون، أرضون، سنون، حاول أنَّ تتعرف على الأسباب التي جعلت من مفردات هذه الجموع تخالف شروط الجمع المذكَّر السَّالم، وسنذكر لك سبب اعتبار (وابلون) من ملحقات المذكَّر السَّالم، ذلك أنَّها تدل على غير عاقل.

إعراب الملحقات بجمع المذكَّر السَّالم

ذكرنا أن الملحقات بجمع المذكَّر السَّالم تشبهه في اللفظ والكتابة وعلامة الإعراب، وسُمِّيت ملحقات لمخالفتها شروطه، وهي بالتالي تُعرب إعرابه مع الإشارة إلى أنَّها من الملحقات.

مثلاً نقول:

دخلتُ مدرسةَ البنين.

البنين: مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بجمع المذكَّر السَّالم.

قرأتُ عن أولي العزم.

أولي: اسم مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنَّه ملحق بجمع المذكَّر السَّالم.

مرَّت السنون.

السنون: فاعل مرفوع بالواو لأنَّه ملحق بجمع المذكَّر السَّالم.

ختاماً... قدَّمنا لكم أبرز وأهمَّ القواعد المتعلقة بجمع المذكَّر السَّالم، بإمكانكم الاحتفاظ برابط المادَّة للرجوع إليها عند الحاجة، كما يمكنكم الاطِّلاع على مواضيع متنوعة ومفيدة من خلال زيارة قسم اللغة العربية وقواعدها في موقع رائج.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه