كل ما تريد معرفته عن زكاة الفطر.. شروطها ومقدارها وفضلها

مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، ووداع المسلمين في جميع أنحاء العالم لشهر رمضان، يصبح التساؤل الأبرز والأهم في هذه الفترة حول زكاة عيد الفطر، ما هي بالضبط؟ وما شروطها الواجب اتباعها؟ ومقدارها؟ وغيرها من التساؤلات التي يرددها البعض كل عام بحثا عن إجابة تساعدهم على تنفيذ الشريعة.

وفي التقرير التالي، نستعرض كل ما تريد معرفته عن زكاة الفطر، أهميتها وموعدها ومن يجب عليه إخراجها. بالإضافة إلى مقدارها وشروطها وأفضل وقت لإخراجها، بحسب السنة النبوية.

ما هي زكاة الفطر؟

تعد زكاة الفطر نوعا من أنواع الصدقات التي فرضها الدين الإسلامي على المسلمين، وهي زكاة واجبة الأداء مع نهاية شهر رمضان المبارك وقرب حلول عيد الفطر.

ويلاحظ أن كلمة "زكاة" في هذا السياق ترتبط بكلمة "الفطر" من خلال ما يعرف في اللغة العربية بـ"الإضافة"، حيث تضاف كلمة "زكاة" إلى كلمة "الفطر". والسبب وراء هذه الإضافة هو أن مناسبة الفطر، أي نهاية صيام شهر رمضان، هي المناسبة التي يصبح فيها إخراج هذه الزكاة واجبا على المسلمين.

بعبارة أخرى، يمكن القول إن زكاة الفطر سميت بهذا الاسم؛ لأنها تدفع بمناسبة الفطر من صيام رمضان، وهي بذلك تعتبر تعبيرا عن شكر المسلم لله تعالى على إتمامه صيام الشهر الفضيل، وتطهيرا لصيامه مما قد يكون شابه من نقص أو لغو.

أهمية زكاة الفطر

لا تعتبر زكاة الفطر مجرد فريضة مالية، بل عبادة تتضمن حكما وفوائد تهدف إلى تطهير النفس، وإسعاد الفقراء والمساكين، وتكميل النقص الذي قد يقع في صيام رمضان. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما أهمية زكاة الفطر؟

تطهير الصائم

تساعد زكاة الفطر على تطهير الصائم من اللغو والرفث. أي تطهير النفس من الشوائب التي قد تعتريها خلال صيام شهر رمضان المبارك، خاصة من الكلام الفاحش والبذيء.

إطعام المساكين

تهدف زكاة الفطر إلى إغناء الفقراء والمساكين عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور والبهجة إلى قلوبهم.

الفرحة والسرور

تساهم زكاة الفطر في شعور الجميع بالفرحة والسرور في يوم العيد، سواء كانوا أغنياء أو فقراء.

تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية

تساهم زكاة الفطر في تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع، وهما من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية. بالإضافة إلى تعزيز قيم التسامح والعطاء والإحسان بين أفراد المجتمع.

تقوية الروابط الاجتماعية

بسبب زكاة الفطر، يتواصل الأغنياء مع الفقراء، فيما يعد فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وتعزيز روح التعاون والتكافل بينهم، وتجعلهم أكثر قربا وتلاحما.

موعد زكاة الفطر

يتساءل كثيرون: متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر؟ أو متى تخرج زكاة الفطر؟ في الشريعة الإسلامية، تعتبر زكاة الفطر من الواجبات التي تفرض على المسلمين، وتحديد وقتها يرتبط بحالتين، وقت وجوب، ووقت أداء. وفي السطور التالية، نستعرض معكم الفرق بينهما.

وقت وجوب

يبدأ وقت وجوب زكاة الفطر مع غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك. هذا التوقيت يحدد من هم الملزمون بأداء هذه الزكاة.

فإذا تزوج شخص، أو رزق بمولود جديد، أو اعتنق الإسلام قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، فإنه يصبح ملزما بإخراج زكاة الفطر عن نفسه، وعن زوجته الجديدة، أو عن مولوده الجديد. أما إذا حدثت هذه الأمور بعد غروب الشمس في تلك الليلة، فإنه لا يكون ملزمًا بإخراج الزكاة عنهم.

وبالمثل، إذا توفي شخص بعد غروب شمس ليلة عيد الفطر، فإنه يجب على ورثته إخراج زكاة الفطر عنه. هذا الحكم مستند إلى ما ذكره الإمام أحمد بن حنبل، وكذلك المالكي والشافعي.

وقت الأداء

يمكن أداء زكاة الفطر مع دخول شهر رمضان، أي منذ بداية الشهر المبارك. يتفق على ذلك الحنفية وكذلك الشافعية، لأن وجوب زكاة الفطر تعود إلى سببين، صيام رمضان، والفطر منه. فإذا تحقق أحدهما جاز أن يتم تقديم كسبب على الآخر. وبالتالي، يمكن إخراج زكاة الفطر مع دخول الشهر الفضيل.

هذه الأحكام الشرعية تهدف إلى تنظيم عملية إخراج زكاة الفطر، وتحديد المسؤوليات المتعلقة بها، بما يضمن وصولها إلى مستحقيها في الوقت المناسب.

أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر

استنادا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن الأفضل إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، لإدخال السرور على الفقراء في يوم العيد، ولضمان وصولها إلى المستحقين في وقتها.

من يجب عليه دفع زكاة الفطر؟

من شروط زكاة الفطر هو القدرة المالية، أي أن يكون لدى المسلم ما يكفيه من الطعام لنفسه ولمن يعولهم في يوم العيد وليلته، بالإضافة إلى مقدار الزكاة الواجبة. فمن كان لديه فائض عن حاجته، وجبت عليه الزكاة، ومن لم يكن لديه، فلا تجب عليه.

يجب على المسلم أن يؤدي زكاة الفطر عن نفسه وعن كل من تلزمه نفقته، مثل الزوجة والأولاد والوالدين الفقراء، إذا كانوا لا يستطيعون أداءها بأنفسهم. أما إذا كانوا قادرين، فالأفضل أن يؤدوها بأنفسهم، لأنهم المخاطبون الأصليون. وقد نص الحديث على وجوب إخراجها قبل صلاة العيد.

يتولى ولي الأمر إخراج زكاة الفطر عن المجنون والصغير، كما يتولى إخراجها عن كل من يعولونه، باستثناء الكافر، لأن الزكاة لا تطهره. وفي حالة وجود أكثر من شخص تجب النفقة عليهم، يتم إخراج الزكاة عنهم بالترتيب، بدءا بالنفس، ثم الزوجة، ثم الأولاد، ثم بقية الأقارب حسب قربهم، وذلك على غرار أحكام الميراث.

إذا ولد للمسلم مولود في آخر يوم من رمضان قبل غروب الشمس، وجب عليه إخراج زكاة الفطر عنه. ولا يجب إخراجها عن الجنين في بطن أمه، ولكن يجوز ذلك تطوعا. وإذا مات من وجبت عليه الزكاة قبل أدائها، وجب إخراجها من تركته.

لا يجب على صاحب العمل إخراج زكاة الفطر عن العامل الذي يتقاضى أجرا محددا، لأنه أجير، ولا تجب النفقة على الأجير. أما بالنسبة لليتيم، فيجب على الولي إخراج الزكاة عنهم من أموالهم التي تحت ولايته.

كم مقدار زكاة الفطر على كل شخص؟

مقدار زكاة الفطر هو صاع من الطعام، وهو المقدار الذي كان يستخدمه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد أن الصحابة كانوا يخرجون صاعا من طعام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويختلف وزن الصاع باختلاف نوع الطعام، لذا يجب التأكد من أن ما يتم إخراجه يعادل صاعا من ذلك النوع. والصاع يعادل تقريبا ثلاثة كيلوغرامات من الأرز.