;

كيف أعرف الشخص السيكوباتي؟.. تعرف على صفاته ونقاط ضعفه

السيكوباتية هي اضطراب معقد يؤثر على حياة الشخص المصاب وأغلب الأشخاص من حوله

  • تاريخ النشر: الجمعة، 20 سبتمبر 2024
كيف أعرف الشخص السيكوباتي؟.. تعرف على صفاته ونقاط ضعفه

هل سمعت من قبل عن الشخص السيكوباتي؟ ربما ترددت أمام مسامعك هذه الصفة من قبل، أو حتى وصفت بها شخصا لاحظت عليه تصرفات غريبة. كما صادفتها في العديد من الأفلام والروايات الأدبية. على سبيل المثال، شخصية هانيبال ليكتر الشهيرة في فيلم "صمت الحملان".

يعتبر وصف الشخص بأنه سيكوباتي أمرًا شائعًا، وبالتالي يحتاج إلى مزيد من التفسير، حتى لا يتم استخدام هذه الكلمة بشكل خاطئ في وصف بعض الأشخاص الذين لا يستحقون أن يلقبوا بالسيكوباتيين. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم من هو الشخص السيكوباتي، وما هي صفاته، وغيرها من المعلومات والنصائح.

ما هي السيكوباتية؟

يمكن تعريف السيكوباتية وفقا للعديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت حول أشخاص تجمعهم صفات مشتركة تناسب هذا التعريف، بأنها اضطراب شخصي معقد يتسم بعدة صفات مختلفة. يمكن على سبيل المثال تلخيص بعض هذه الصفات بعدم الشعور بالندم أو الأسف، وعدم القدرة على التعاطف مع الآخرين، والسلوك العدواني والمتهور.

الغريب، أن بعض أو غالبية الأشخاص السيكوباتيين يبدون جذابين وساحرين في البداية. لكن مع الوقت يمكن اكتشاف أن سلوكهم المدمر يظهر بوضوح، ويمكن أن يضر نفسيا من حوله، دون رحمة أو عذر.

سيكوباتي 1

ما هي صفات الشخص السيكوباتي؟

كما سبق وأشرنا، تعتبر السيكوباتية اضطرابا شخصيا، لكنها تتسم بمجموعة من السمات التي يمكن من خلالها تحديد أن الشخص الذي تتعامل معه سيكوباتي أم لا. وفي السطور التالية، نستعرض معكم صفات الشخص السيكوباتي.

عدم الشعور بالندم أو الأسف

أكثر ما يميز الأشخاص السيكوباتيين أنهم لا يشعرون بالندم على أفعالهم المؤذية للآخرين. دائما يمتلكون تبريرًا، ولا يهتمون بآلامهم ومعاناتهم.

عدم القدرة على التعاطف

لا يملكون القدرة على فهم مشاعر الآخرين، أو يجدون صعوبة في التعامل أو التفاعل مع هذه المشاعر المختلفة. يرون أن الناس مجرد أدوات لتحقيق أهدافهم الشخصية.

السلوك العدواني والمتهور

بطبيعة الحال، تؤدي الصفات السابقة إلى سلوكيات عدوانية دون رحمة أو أعذار. لأن الأشخاص السيكوباتيين يميلون عادة إلى التصرف باندفاع وعدوانية. وربما حتى يرتكبوا جرائم عنيفة.

الخداع والتلاعب

من أكثر الصفات التي تميز الأشخاص السيكوباتيين هي قدرتهم على ممارسة الكذب والتلاعب بالآخرين بمنتهى الاحترافية. كل ذلك في سبيل تحقيق مصالحهم الخاصة.

الجاذبية السطحية

مع كل الصفات السلبية التي سردناها في النقاط السابقة، يبدو الأشخاص السيكوباتيون في البداية أنهم جذابون وواثقون من أنفسهم. وبالطبع يسهل ذلك عليهم استغلال الآخرين.

اللامسؤولية

يفتقر الأشخاص السيكوباتيون إلى الشعور بالمسؤولية تجاه أنفسهم أو الآخرين من حولهم. وربما أيضا يهملون علاقاتهم وأعمالهم.

أسباب السيكوباتية

للأسف، يصعب بشكل كبير تحديد الأسباب الحقيقية أو الدقيقة للسيكوباتية، فمنذ ظهور هذا المصطلح في ثلاثينيات القرن الماضي، على يد الطبيب النفسي الأمريكي جورج بارترايج، يحاول العلماء البحث عن أسباب محددة. يرى بعضهم أن هذه السلوكيات في الغالب نتيجة البيئة الاجتماعية. ويعتقد آخرون أنها ناجمة عن مجموعة من العوامل، بما في ذلك:

العوامل الوراثية

يشير بعض الباحثين من خلال دراستهم بأن هناك أدلة كبيرة تشير إلى أن بعض الأشخاص السيكوباتيين متأثرون بجينات تلعب دورًا هاماً في تطوير هذه السلوك لديهم.

العوامل البيئية

يشير أيضا الباحثون إلى أن العوامل البيئية تلعب دورا مهما في زيادة خطر الإصابة بالسيكوباتية. على سبيل المثال: تجارب الطفولة الصعبة، مثل الإهمال أو التعرض للعنف.

خلل في عمل الدماغ

كغيره من الاضطرابات النفسية، يمكن أن يتسبب وجود اختلافات في بنية الدماغ ووظيفته، إلى تشكيل شخصية الأشخاص السيكوباتيين.

كيف أعرف الشخص السيكوباتي؟

يمكن أن تلاحظ على الشخص بعض الصفات التي سبق وأشرنا إليها، والتي تساعدك على تحديد الشخص السيكوباتي، رغم صعوبة هذا في البداية، نظرا إلى إن السيكوباتيين يبدون جذابين وواثقين من أنفسهم جدا.

لكن بشكل علمي، يمكن تشخيص السيكوباتية من قبل طبيب نفسي متخصص، وذلك من خلال إجراء تقييم شامل للشخص، عن طريق المقابلة السريرية. من خلال هذه المقابلة يتم طرح مجموعة أسئلة حول تاريخ المريض وسلوكه وأفكاره ومشاعره.

كذلك، يقوم الأطباء بعمل اختبارات نفسية على الشخص، من خلال تقييم مختلف جوانب الشخصية. مع ضرورة مراجعة التاريخ الطبي للمريض، وكذلك التاريخ العائلي له. يحتمل أن يكون الأمر وراثياً، أو اكتشاف أي عوامل أخرى قد تساهم في ظهور الأعراض.

سيكوباتي 2

علاج الشخص السيكوباتي

للأسف، حتى الآن لا يوجد علاج محدد أو شافٍ تماما للأشخاص السيكوباتيين. ولكن يمكن من خلال العلاج النفسي إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة. يقوم العلاج النفسي عادةً باستخدام العلاج السلوكي المعرفي، والذي يؤدي إلى تغيير أنماط التفكير والسلوك السلبية.

كذلك، لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية أو منع ظهور السيكوباتية، ولكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، مثل:

. توفير بيئة آمنة ومحبة للأطفال لتطوير مهارات التعاطف والمسؤولية لديهم.

. توفير الدعم للأشخاص الذين يعانون من صعوبات نفسية لمنع تطور الاضطرابات الشخصية.

نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية

في السينما والدراما والروايات، غالبًا ما يتم تصوير الأشخاص السيكوباتيين على أنهم فقط قتلة متسلسلون أو عنيفون. لكن في الواقع، هذه الصورة النمطية لا تقدم كل الحقيقة. ليس كل من يعاني من هذه الاضطرابات يميل إلى العنف أو الجريمة.

يعاني السيكوباتي من الاضطراب الاجتماعي. يجد صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية، أو الوثوق في أشخاص. كما إنه يشعر بالملل بسرعة شديدة، ويواجه معاناة كبيرة مع الروتين اليومي. يبحث عن الإثارة، وربما هذا ما يدفعه إلى التسلية، حتى لو كانت ضارة بصحته وبالآخرين.

كذلك، لا يتعلم السيكوباتي من أخطائه، لأنه بالأساس لا يدرك أنها أخطاء، أو يبررها لنفسه طوال الوقت. هذا يجعلهم يكررون نفس الأخطاء مرارًا وتكرارًا، وبالتالي تتدهور حياتهم.

في النهاية، يمكننا التأكيد على إن السيكوباتية هي اضطراب معقد يؤثر على حياة الشخص المصاب وأغلب الأشخاص من حوله، سواء الأصدقاء أو الأقارب، وحتى زملاء العمل. لذلك، يجب فهم هذا الاضطراب ومحاولة تشخيصه وتقديم علاج له، وهذا ما يسعى الباحثون إلى التوصل إليه، باعتباره أمراً بالغ الأهمية لتحسين نوعية حياة المصابين وعائلاتهم.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه