تسجل معدلات سمك السلمون في المياه المفتوحة في اسكتلندا، أدنى مستوياتها منذ بداية الاحتفاظ بسجلات عنها، ما أدّى إلى إطلاق مناشدات للوصول إلى حل جذري من أجل الحفاظ على هذا النوع من الأسماك، باعتبار ذلك من الأولويّات الوطنيّة.
وفي العام الماضي كانت إدارة مصائد الأسماك في اسكتلندا قد حذرت من أنّ سمك السلمون البري قد وصل الآن إلى "مرحلة حرجة"، ويجب بذل المزيد من الجهود للمحافظة عليها، بعد أن أظهرت أرقام صادرة عن حكومة البلاد أنّ كميّات الصيد بلغت الآن أدنى مستوياتها منذ بداية سجلاتها في العام 1952.
عموماً، تعاني الأسماك من مجموعة واسعة من التأثيرات في كل من موائلها في المحيطات والأنهار، بما في ذلك الصيد الجائر، وبناء السدود، والتلوث، وانتشار الطفيليات والأمراض الأخرى التي تنشأ في مزارع السلمون الصناعية، وتغير المناخ.
ويعتقد إدوين ثيرد، مدير في مؤسسة (River Dee Trust) أن فقدان الغابات الاسكتلندية قد يكون سبباً إضافياً في تراجع سمك السلمون، وهذا ما دفعه لإدارة مشروع يهدف لإعادة التشجير.
والجدير بالذكر أن توماس ريمتشن، عالم الأحياء بجامعة فيكتوريا في كندا، أول من سجل العلاقة الوثيقة بين سمك السلمون والغابات. فقد اكتشف خلال أبحاثه كيف أن العناصر الغذائية التي تجمعها الأسماك من المحيطات تغذي النباتات والحيوانات في المناطق الداخلية البعيدة.
وبمعنى آخر أن العلاقة النفعية متبادلة بين الأشجار وسمك السلمون، فكما تستفيد الأشجار من بقايا سمك السلمون، فإن السلمون بدوره يستفيد من الأشجار. إذ تجذب الأوراق المتساقطة الحشرات المائية التي تتغذى عليها الأسماك الصغيرة، وتتسرب العناصر الغذائية من الحطام العضوي لتشق طريقها إلى المحيط، حيث تغذي نمو العوالق التي تشكل النظام الغذائي البحري لسمك السلمون.
ومن جهة أخرى، يعاني السلمون في المياه الأكثر دفئاً من 23 درجة مئوية (73.4 درجة فهرنهايت)، ومع ارتفاع درجة حرارة المناخ، تصل تيارات المرتفعات غير المظللة في اسكتلندا إلى درجات حرارة قياسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى إتلاف مخزون السلمون الصغير، وفقاً لمؤسسة (River Dee Trust) .
لهذا السبب يرى باحثون أن زراعة الأشجار هي المفتاح للحفاظ على مناطق تكاثر السلمون آمنة.
ر.ض/ع.ش