ما هو العلاج بالموسيقى؟.. تعرف على أنواعه وتأثيره على الشخص
يمثل العلاج بالموسيقى أسلوبا علاجيا متخصصا يندرج ضمن نطاق الرعاية الصحية، ويهدف إلى مساعدة الأفراد من مختلف المراحل العمرية
- تاريخ النشر: الإثنين، 14 أبريل 2025

يمثل العلاج بالموسيقى أسلوبا علاجيا متخصصا يندرج ضمن نطاق الرعاية الصحية، ويهدف إلى مساعدة الأفراد من مختلف المراحل العمرية على تحقيق أهداف شخصية محددة. يتميز هذا النوع من العلاج بتنوع أساليبه وتكيفها مع الاحتياجات الفردية لكل مستفيد.
تتضمن الممارسات العلاجية بالموسيقى أنشطة متنوعة، بدءا من الإبداع الموسيقي الفعلي، مرورا بالاستماع المنظم إلى مقاطع موسيقية مختارة، وصولا إلى كتابة الأغاني والتعبير الموسيقي الارتجالي. كما يمكن أن يشمل العلاج جلسات مناقشة جماعية أو حتى تقنيات التأمل المصحوبة بالموسيقى.
ويأتي الأسبوع العالمي للعلاج بالموسيقى، والذي يوافق الفترة من 10 أبريل حتى 15 أبريل، كمبادرة عالمية تسعى إلى تعزيز الوعي العام بأهمية العلاج بالموسيقى وتوسيع المعرفة به، بالإضافة إلى تكريم وتقدير جهود المتخصصين، والطلاب، والداعمين، والمستفيدين من هذا المجال الحيوي.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم ما هو العلاج بالموسيقى؟ وأنواعه وكيف يمكن الاستفادة منه. بالإضافة إلى تأثيره على الأشخاص، سواء من خلال عرض مميزاته وعيوبه.
هل العلاج بالموسيقى علاج حقيقي؟
نعم، يعتبر العلاج بالموسيقى حقيقيا، ومتبعا ضمن أساليب الرعاية الصحية في العديد من الحالات المرضية، سواء الجسدية أو النفسية. في هذا المجال، يعتمد المعالجون المؤهلون على استخدام أشكال متعددة من الموسيقى بهدف تعزيز الصحة العامة والارتقاء بمستوى الرفاهية لدى الأفراد على الأصعدة العقلية والعاطفية والجسدية.
وعلى الرغم من أن العلاج بالموسيقى قد يبدو للبعض كمهنة حديثة النشأة، خاصة مع التوسع الملحوظ في نطاقه وشعبيته خلال السنوات الأخيرة، إلا أن جذور هذا النوع من العلاج تمتد إلى عقود طويلة.
تاريخيا، يمكن تتبع بدايات العلاج بالموسيقى إلى أكثر من قرنين من الزمان، وبالتحديد إلى أواخر القرن الثامن عشر، حيث ظهرت أول إشارة موثقة إلى هذا المجال العلاجي. لكن نقطة التحول الحقيقية كانت في عام 1950.
شكل هذا العام علامة فارقة في تطور العلاج بالموسيقى، حيث شهد تأسيس الرابطة الوطنية للعلاج بالموسيقى (NAMT) في الولايات المتحدة الأمريكية. لعبت هذه الرابطة دورا محوريا في ترسيخ هذا النهج العلاجي الهام كمِهنة معترف بها في قطاع الرعاية الصحية.
ما هي أنواع العلاج بالموسيقى؟
بمناسبة الأسبوع العالمي للعلاج بالموسيقى، نستعرض معكم في السطور التالية، أنواع العلاج بالموسيقى.
العلاج بالموسيقى النشط
في هذا النوع، يشارك المستفيد بشكل فعال في خلق الموسيقى أو التفاعل معها بطرق مختلفة. يشجع هذا النهج على التعبير عن الذات، وتطوير المهارات، وتعزيز التفاعل. وتشمل الأنشطة العزف على الآلات الموسيقية، الغناء، الارتجال الموسيقي، كتابة الأغاني، وكذلك الحركة والإيقاع لتحسين الوعي الجسدي والتعبير غير اللفظي.
العلاج بالموسيقى السلبي (الاستقبالي)
في هذا النوع، يستمع المستفيد إلى الموسيقى التي يختارها الأخصائي أو المستفيد نفسه بهدف تحقيق أهداف علاجية محددة. يركز هذا النهج على الاسترخاء، والتأمل، وإثارة الذكريات والمشاعر، وتوفير الدعم العاطفي.
وتشمل بعض أنشطة هذا النوع: الاستماع إلى مقاطع موسيقية محددة تم اختيارها بعناية، أو التخيل الموجه بالموسيقى، وهو أسلوب متقدم يستخدم الموسيقى الكلاسيكية لإحداث صور ذهنية وتجارب عاطفية عميقة. بالإضافة إلى أسلوب الاسترخاء بالموسيقى لتقليل التوتر والقلق، واستعادة الذكريات بالموسيقى.
كيف يتم العلاج النفسي بالموسيقى؟
يلجأ أخصائيو العلاج بالموسيقى إلى مجموعة متنوعة من الأساليب أو الأنشطة الموسيقية التي تساعد على تلبية احتياجات المستفيدين المختلفة، أبرزها:
الاستماع إلى الموسيقى
يمكن اختيار وتسجيل الموسيقى المناسبة لحالة المستفيد وأهدافه العلاجية. ويمكن أيضا أن يشمل ذلك الاستماع بشكل سلبي أو مناقشة المشاعر والأفكار التي تثيرها الموسيقى.
الغناء
قد يلجأ المتخصص إلى مطالبة المستفيد بالغناء الفردي أو الجماعي للأغاني المعروفة، أو حتى كتابة أغاني جديدة للتعبير عن الذات.
العزف على الآلات الموسيقية
يمكن أن يكون العزف الحر أو المنظم على آلات موسيقية بسيطة أو معقدة، وسيلة من الوسائل التي تساعد على تعزيز التعبير عن الذات والتنسيق الحركي.
التأليف الموسيقي
يمكن إنشاء ألحان أو إيقاعات أو كلمات جديدة للتعبير عن المشاعر والأفكار واستكشاف الإبداع.
الحركة والإيقاع
في بعض الحالات، يمكن الاستعانة بالحركة الجسدية استجابة للموسيقى، من أجل تحسين التعبير عن الذات والتنسيق الحركي والوعي الجسدي.
ارتجال الموسيقى
يمكن أن ينشئ المستفيد بنفسه موسيقى تلقائية دون تخطيط مسبق، مما يوفر وسيلة فورية للتعبير عن المشاعر والأفكار.
ما هو تأثير الموسيقى على الإنسان؟
تتعدد فوائد العلاج بالموسيقى التي يمكن أن تعود على صحة الشخص الجسدية أو النفسية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي فوائد العلاج بالموسيقى؟
التأثيرات الفسيولوجية
للموسيقى تأثير مباشر على وظائف الجسم. يمكن للإيقاعات المنتظمة أن تنظم ضربات القلب والتنفس وضغط الدم. كما يمكن للموسيقى أن تحفز إفراز الإندورفين، وهي مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تعمل كمسكن للألم ومحسن للمزاج.
التعبير العاطفي
توفر الموسيقى وسيلة آمنة وغير لفظية للتعبير عن المشاعر والأفكار التي قد يصعب التعبير عنها بالكلام. كما يمكن للألحان والإيقاعات أن تثير مشاعر مختلفة، وتساعد الأفراد على التعرف عليها ومعالجتها.
التحفيز الإدراكي
يمكن للموسيقى أن تحفز الذاكرة والانتباه والتركيز والقدرة على حل المشكلات. كما يمكن استخدام الأغاني المألوفة لاستعادة الذكريات لدى مرضى الزهايمر، ويمكن أيضا استخدام الأنشطة الموسيقية لتحسين التنسيق الحركي والمهارات اللغوية.
التفاعل الاجتماعي
يمكن للأنشطة الموسيقية الجماعية أن تعزز التفاعل الاجتماعي والتواصل والتعاون والشعور بالانتماء. وكذلك يمكن للمشاركة في فرقة موسيقية أو جلسة غناء جماعي أن تقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
الاسترخاء وتخفيف التوتر
يمكن عن طريق العلاج بالموسيقى الهادئة المساعدة على الاسترخاء وتقليل التوتر والقلق. ويمكن أيضا استخدام تقنيات الاسترخاء المصحوبة بالموسيقى لتهدئة الأعصاب وتحسين نوعية النوم.
عيوب العلاج بالموسيقى
رغم الفوائد العلاج بالموسيقى العديدة في مجالات الصحة النفسية والجسدية، إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب والتحديات. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي عيوب العلاج بالموسيقى؟
اختلاف التفسير
ما يثير مشاعر إيجابية واسترخاء لدى شخص ما، يمكن أن يكون له تأثير معاكس تماما على شخص آخر.
صعوبة قياس قوة التأثير
على عكس العلاجات الدوائية، قياس مدى فعالية العلاج بالموسيقى بشكل كمي ودقيق يمثل تحديا كبيرا.
غير كافي
بشكل قاطع، يجب التأكيد على أن العلاج بالموسيقى غالبا ما يكون علاجا تكميليا، ولا يمكن اعتباره بديلا عن العلاجات الطبية أو النفسية.
محدودية البحث العلمي
رغم تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالعلاج بالموسيقى، لا يزال البحث العلمي الذي يدعم فعاليته في بعض الحالات محدودا.