مرض باجيت المزمن في العظام.. تعرف على أسبابه وأعراضه وعلاجه
ويمثل حالة صحية مزمنة تصيب العظام، وتؤثر على عملية تجديدها الطبيعية
- تاريخ النشر: السبت، 11 يناير 2025

يعاني الكثير من المرضى حول العالم من آلام العظام على اختلاف أسبابها وأعراضها. ولكن واحد من أسوأ هذه الأمراض التي يمكن أن تصيب عظام البشر هي تلك التي يعاني فيها المريض من آلام شديدة وتشوهات عظمية في الأطراف، فيما يعرف باسم مرض باجيت، والذي أصبح واحد من أسوأ الأمراض العظمية في العالم.
من هذا المنطلق، تم تدشين يوم التوعية بمرض باجيت، والذي يوافق 11 يناير كل عام. يهدف هذا اليوم إلى توعية الجمهور حول جوانب المرض المختلفة، بما في ذلك أعراضه وتأثيره على حياة المرضى، والتحديات اليومية التي يواجهونها نتيجة لهذا الاضطراب.
كذلك، لا يقتصر هذا اليوم على الجانب التعليمي فقط، بل يمثل أيضا مصدرا للأمل والتفاؤل. فهو يحتفي بالإنجازات الطبية في مجال علاج مرض باجيت، ويبرز أهمية البحث العلمي المستمر الذي يسعى إلى تطوير علاجات أكثر فعالية، والوصول إلى مستقبل خال من هذا المرض المزمن.
وفي التقرير التالي، وبمناسبة يوم التوعية بمرض باجيت، نستعرض معك كل ما تريد معرفته عن مرض باجيت، أسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه. بالإضافة إلى طرق الوقاية منه.
ما هو مرض باجيت؟
يرجع الفضل في اكتشاف مرض باجيت العظمي إلى الجراح وطبيب الأمراض الباطنية الإنجليزي الشهير السير جيمس باجيت، والذي وصف هذا المرض لأول مرة في عام 1877. لاحظ باجيت في بحثه العلمي أن هذا المرض يتميز بالتهاب مزمن يصيب أنسجة العظام. وخلال مسيرته الطبية، ساهم باجيت بشكل كبير في فهم هذا المرض المعقد من خلال ملاحظاته وأبحاثه العلمية الرائدة.
ومن هنا، بدأ تعريف مرض باجيت بأنه التهاب العظم المشوه. ويمثل حالة صحية مزمنة تصيب العظام وتؤثر على عملية تجديدها الطبيعية. وبشكل أكثر تفصيلا، بسبب هذا المرض، يتم استبدال العظام القديمة بأنسجة عظمية جديدة بشكل أسرع من المعتاد. هذه الأنسجة الجديدة تكون أضعف وأكثر عرضة للكسر.
أسباب مرض باجيت
في عام 2019، تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي لمرض باجيت، وذلك تزامنا مع الذكرى 205 لميلاد مكتشفه السير جيمس باجيت. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم مناسبة هامة لتعزيز الوعي العام بهذا المرض، وفهم أسبابه. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب مرض باجيت؟
الجينات الوراثية
على الرغم من أن السبب الدقيق لمرض باجيت غير معروف بشكل كامل، إلا أن العلماء يعتقدون أن العوامل الوراثية تلعب دورا رئيسيا في الإصابة به.
عوامل فيروسية
تشير بعض الدراسات والأبحاث التي أجريت على المرض إلى حدوث عدوى فيروسية في العظام يمكن أن تتسبب في الإصابة بهذا المرض.
العمر
يعتبر العمر من أكثر العوامل أيضا التي يمكن أن تساعد على ظهور هذا المرض. أثبتت بعض الدراسات إلى أن غالبا ما يظهر المرض بعد سن الـ55.
الجنس
يعتبر هذا المرض أكثر شيوعا بين الرجال أكثر من النساء. كما يرتبط أكثر ببعض الجنسيات، مثل البريطانيين.
أعراض مرض باجيت
يعد يوم التوعية بمرض باجيت فرصة سنوية هامة تهدف إلى تعزيز الوعي العام بهذا الاضطراب العظمي المزمن. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أعراض مرض باجيت؟
في البداية، يمكن التأكيد على إن مرض باجيت قد لا يسبب أي أعراض في المراحل المبكرة. ولكن مع تقدم المرض، قد تظهر الأعراض التالية:
آلام العظام
يعاني المرضى من بعض آلام العظام في أماكن متفرقة من الجسم، خاصة في الحوض، الفخذ، الساق، والجمجمة.
تشوهات عظمية
يمكن أن تؤدي الإصابة بمرض باجيت إلى انحناء الساقين، أو حدوث تغير في شكل الجمجمة.
كسور عظمية
بسبب ضعف العظام الذي يتسبب فيه مرض باجيت، يمكن أن يتسبب في حدوث كسور عظمية في بعض المناطق بالجسم، خاصة الساق والأطراف.
ألم المفاصل
نتيجة لالتهاب المفاصل المجاورة للعظام المصابة، يعاني بعض المرض من ألم المفاصل.
صداع
في بعض الحالات المرتبطة بإصابة عظام الجمجمة يعاني المريض من صداع مزمن متواصل لا يهدأ بسهولة إلا بالمسكنات.
فقدان السمع
بسبب ضغط العظام على العصب السمعي، يمكن أن يعاني المريض من ضعف السمع تدريجيا، وبدرجات متفاوتة.
تشخيص مرض باجيت
في عام 1973، أسست سيدة تدعى آن ستانسفيلد، جمعية باجيت، والتي لعبت دورا محوريا في تعزيز الوعي العام بهذا المرض. وقد أقدمت السيدة ستانسفيلد على هذه المبادرة الإنسانية بعد تشخيص زوجها بمرض باجيت. وكان هدفها الرئيسي هو دعم الأبحاث العلمية المتعلقة بهذا المرض، وزيادة الوعي العام بين الجمهور حول أعراضه وتأثيراته.
ساهمت هذه الجمعية في فهم المرض وتطوير طرق تشخيصه، حيث يتم تشخيص مرض باجيت الآن عن طريق:
فحوصات الدم
من خلال هذه الفحوصات يمكن قياس مستويات إنزيم الفوسفاتاز القلوي، والذي يكون مرتفعا عادة في مرضى باجيت.
أشعة إكس
تظهر هذه الأشعة التغييرات المميزة في العظام المصابة.
مسح العظام
يوفر مسح العظام صورة أكثر عمقا وتفصيلا عن العظام المصابة.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يطلب الطبيب من المريض الخضوع للرنين المغناطيسي من أجل تقييم مدى انتشار المرض وتأثيره على الأنسجة المحيطة.
علاج مرض باجيت
يتساءل كثيرون: ما هو علاج مرض باجيت؟ وفي الواقع، حتى الآن لا يوجد علاج شاف لمرض باجيت. ولكن بشكل عام يمكن السيطرة على الأعراض وتقليل المضاعفات عن طريق:
الأدوية
يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على تقليل نشاط الخلايا التي تسبب تكسير العظام.
المسكنات
تساعد المسكنات على تخفيف الألم، سواء في العظام أو الرأس نتيجة إصابة الجمجمة في بعض الحالات.
العلاج الفيزيائي
يلجأ الأطباء إلى هذا العلاج من أجل تحسين القوة والمرونة لدى المرضى.
الجراحة
في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تكون الجراحة ضرورية لإصلاح الكسور أو استبدال المفاصل التالفة.
الوقاية من مرض باجيت
إذا لم يتم علاجه، يمكن أن يؤدي مرض باجيت إلى مضاعفات خطيرة، مثل الكسور، خاصة في العظام الكبيرة مثل الفخذ والحوض. كذلك، يمكن أن تتطور الحالة إلى الإصابة بالسرطان. وعلى الرغم من ندرة هذا الأمر، إلا أن هناك احتمالا ضئيلا لحدوث سرطان العظام في المناطق المصابة بمرض باجيت.
لذلك، يجب البحث عن طرق الوقاية من مرض باجيت لتقليل احتمالات الإصابة قدر الإمكان. وعلى الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لمنع مرض باجيت، إلا إن الحفاظ على عظام قوية من خلال نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، قد يساعد في تقليل خطر الإصابة.
ومن خلال زيادة الوعي العام بهذا المرض، يمكننا دعم المرضى وتوفير الدعم النفسي والمعنوي لهم، وتعزيز الجهود البحثية لتطوير علاجات جديدة، وتحسين جودة الحياة للمصابين بمرض باجيت.