مشاكل صحية وأمراض جسدية يتسبب فيها الاكتئاب.. تعرف عليها
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الصحة العقلية والجسدية ليستا منفصلتين، بل هما مترابطتان بشكل وثيق
- تاريخ النشر: الخميس، 20 فبراير 2025

وسط ضغوط الحياة، غالبا ما نغفل أهمية صحتنا العقلية، ونركز بشكل أساسي على صحتنا الجسدية. ولكن، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الصحة العقلية والجسدية ليستا منفصلتين، بل هما مترابطتان بشكل وثيق، وأن إهمال جانب منهما يؤثر سلبا على الآخر.
أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة PLOS Medicine، أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض جسدية مختلفة مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الاكتئاب. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه الأمراض الجسدية تظهر في وقت أقرب لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 30%.
هذا الاكتشاف يؤكد على أهمية النظر إلى الاكتئاب كمرض شامل يؤثر على الجسم كله، وليس مجرد اضطراب نفسي. ويدعو الباحثون إلى ضرورة توفير خدمات رعاية صحية متكاملة تجمع بين العلاج النفسي والجسدي، لضمان حصول المرضى على رعاية شاملة ومتكاملة.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم الأمراض التي يمكن أن يتسبب فيها الاكتئاب، والتي حذرت منها الدراسة.
أمراض يتسبب فيها الاكتئاب
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يواجهون خطرا متزايدا بنسبة 30% للإصابة بثلاثة أمراض رئيسية: ارتفاع ضغط الدم، وآلام المفاصل المزمنة أو هشاشة العظام، وارتجاع المريء.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل أشارت الدراسة إلى أن الاكتئاب يزيد أيضا من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكري، وهما من الأمراض المزمنة الشائعة التي تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير.
تفاصيل الدراسة
للوصول إلى هذه النتائج، قام فريق البحث بتحليل بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني، شملت معلومات مفصلة عن أكثر من 170 ألف مشارك. وقد تم تتبع الحالة الصحية للمشاركين على مدى حوالي سبع سنوات، مما سمح للباحثين بتحديد العلاقة بين الاكتئاب وتطور الأمراض الجسدية بمرور الوقت.
أظهرت التحليلات أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب كانوا يعانون بالفعل من عدد أكبر من الأمراض الجسدية المزمنة عند بداية الدراسة، كما أنهم كانوا أكثر عرضة لتطوير أمراض جديدة خلال فترة المتابعة. وقد كانت آلام المفاصل المزمنة وارتجاع المريء وارتفاع ضغط الدم هي الأمراض الأكثر شيوعا بين المشاركين المصابين بالاكتئاب.
ماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟
تشير هذه النتائج إلى أن الاكتئاب لا يؤثر فقط على الصحة النفسية، بل له أيضا تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة الجسدية. وبالتالي، فإن التعامل مع الاكتئاب بشكل فعال يمكن أن يكون له فوائد صحية متعددة، ليس فقط على المستوى النفسي، بل أيضا على المستوى الجسدي.
أهمية التقييم الدوري للصحة العقلية
يجب علينا جميعا أن نولي اهتماما بصحتنا العقلية، وأن نقوم بتقييم دوري لمستويات التوتر والمزاج.
الوعي بالعلاقة بين الصحة العقلية والجسدية
يجب أن ندرك أن الصحة العقلية والجسدية تؤثران على بعضهما البعض، وأن إهمال أحدهما يؤثر على الآخر.
المطالبة بخدمات رعاية صحية متكاملة
يجب أن ندعو إلى توفير خدمات رعاية صحية متكاملة تجمع بين العلاج النفسي والجسدي.
كيف يمكن علاج الاكتئاب؟
يستلزم ما سبق أن نبحث بشكل سريع عن علاج الاكتئاب قبل أن يؤثر على طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفاتنا. ولحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات الفعالة المتاحة. في السطور التالية، نستعرض معكم ما هو علاج الاكتئاب؟
العلاج النفسي
يمكن الاستعانة بالعلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد على تغيير أنماط التفكير السلبية والسلوكيات التي تساهم في الاكتئاب. كذلك علاج الاكتئاب عن طريق تحسين العلاقات الشخصية التي قد تؤثر على الشخص. أو استكشاف الصراعات اللاواعية التي قد تساهم في الاكتئاب.
الأدوية
تعمل مضادات الاكتئاب على تغيير كيمياء الدماغ لتخفيف الأعراض. وهناك عدة أنواع من مضادات الاكتئاب، بما في ذلك مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ومثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين.
العلاجات الأخرى
في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى العلاج بالصدمات الكهربائية، خاصة في حالات الاكتئاب الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. كذلك العلاج بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، حيث يستخدم الطبيب المجالات المغناطيسية لتحفيز مناطق معينة في الدماغ.
هل يمكن علاج الاكتئاب في المنزل؟
لا يرتبط الاكتئاب فقط بمجرد الشعور بالحزن، بل هو حالة صحية نفسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جوانب متعددة من حياة الإنسان. ومع ذلك، يمكن اتخاذ العديد من التدابير والخطوات الفعالة في المنزل للتخفيف من أعراض الاكتئاب، إلى جانب تحسين الحالة المزاجية، أبرزها:
تبني نمط حياة صحي
يمكنك تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون، وتجنب الأطعمة المصنعة والسكرية. كما يمكن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حتى المشي لمدة 30 دقيقة يوميا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في تحسين المزاج وتقليل التوتر.
كذلك، علينا الحصول على قسط كاف من النوم، ومحاولة الحفاظ على جدول نوم منتظم، مع تجنب الكافيين والكحول قبل النوم.
ممارسة تقنيات الاسترخاء
تساعد تمارين التأمل واليوغا وغيرها من تقنيات الاسترخاء على تهدئة العقل وتقليل التوتر والقلق. كما يمكن لممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام أن تساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل أعراض الاكتئاب. بالإضافة إلى الاستماع إلى الموسيقى الهادئة: يمكن للموسيقى أن تكون لها تأثير مهدئ على العقل والجسم.
بناء شبكة دعم اجتماعي
يمكنك التواصل مع الأصدقاء والعائلة، والتحدث عن مشاعرك مع الأشخاص الذين تثق بهم. لذلك لا تتردد في طلب المساعدة، أو الانضمام إلى مجموعات دعم لتوفير شعور بالانتماء والدعم.
ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها
خصص وقتا لممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، مثل القراءة أو الرسم أو العزف على آلة موسيقية. كما يمكنك قضاء وقت في الطبيعة، لأن لها تأثيراً مهدئاً ومجدداً على العقل والجسم.
العلاج الذاتي المعرفي السلوكي
حاول تحديد الأفكار السلبية التي تساهم في اكتئابك، واستبدلها بأفكار أكثر إيجابية وواقعية. أو قم بتغيير السلوكيات السلبية التي تساهم في اكتئابك، مثل العزلة أو تجنب الأنشطة التي تستمتع بها.
في النهاية، يمكننا التأكيد على وجود ربط وعلاقة كبيرة بين الاكتئاب والأمراض الجسدية، مثل تأثير الاكتئاب على الجهاز المناعي والهرمونات وغرهيا. لذلك، عليك طلب المساعدة المتخصصة عند ظهور أي أعراض لمرض أثناء معاناتك من بالاكتئاب.