نعرف أشكالهم: صور محمود السباع الدجال متعدد المواهب

بنظرته الحادة وصوته الغليظ وجسده النحيل، وتميزه في أدوار الشر في أغلب الأحيان، والكوميديا أحيانًا أخرى، عرفه الجمهور المصري والعربي، وترك بصمة مميزة في تاريخ السينما المصرية، إنه الفنان الراحل متعدد المواهب محمود السباع.

ونواصل لزوارنا الأعزاء تقديم حلقات أشهر كومبرسات في تاريخ السينما المصرية، ونتحدث اليوم عن الفنان متعدد المواهب محمود السباع.

ولد محمود السباع، في 24 يناير من عام 1911، في المرحلة الثانوية كون فرقة مسرحية متجولة في محافظات مصر أطلق عيلها اسم فرقة "آمون" وعرض عليها مسرحية "عبد الستار أفندي" التي لاقت نجاحاً مدوياً ما جعله يقرر دراسة الإخراج في لندن، قبل أن يسافر إلى أمريكا لدراسة التمثيل.

عقب تخرجه في معهد التمثيل، في 1933، سافر إلى بريطانيا لدراسة الإخراج في معهد لندن وسافر إلى الولايات المتحدة لدراسة التليفزيون بجامعة بوسطن عمل مخرجا اذاعيا ابتداء من عام 1954 ثم مراقبا للتمثيليات بالتليفزيون عام 1962 عين مديرا للمسرح الكوميدى عام 1967.

فور تخرجه من المعهد وقبل سفره إلى بريطانيا لاستكمال دراسته، عمل مع زكي طليمات في رائعة توفيق الحكيم "أهل الكهف" وبعدها شارك في العديد من الأعمال الفنية اللافتة، وبدأ التمثيل في فيلم "نشيد الأمل" مع كوكب الشرق أم كلثوم، إنتاج عام 1937، قدم بعده أكثر من 68 عمل فني بين تمثيل وإخراج وتأليف أو كتابة سيناريو.

من أبرز الأعمال الفنية التي شارك فيها، أفلام البيضة والحجر، والرسالة، وقيس وليلى، نصف عذراء، والعديد من الأفلام الأخرى، كما شارك في عدة مسلسلات منها المطاردة والجنة العذراء وملك اليناصيب.

رغم حبه للتمثيل إلا أنه لم ينسى دراسته للسيناريو، وقدم للسينما أفلام الشك القاتل، والمرأة وغدر وعذاب، وهدمتي بيتي، وشارك في الأربعة أفلام بكتابة السيناريو أو الحوار أو كلاهما.

ومن ينسى دور الدجال في فيلم "البيضة والحجر" إنتاج عام 1989، الذي جسد خلاله أخر أدواره للسينما المصرية، وبرع في تجسيد دور الفلاح الخبيث الذي يدبر المكائد في فيلم "حسن ونعيمة" أمام سعاد حسني ومحرم فؤاد، ودور العجوز المتصابي الذي يبحث عن زوجة في فيلم "احترسي من الرجال ياماما" وغيرها من الأعمال الفنية خلال رحلته الفنية التي تجاوزت الـ56 عاما ما يقرب من 40 عملاً سينمائيا فقط.

رغم براعته في تقديم أدوار الشر، إلا أنه يقول في حوار نادر مع الإعلامية فريال صالح إنه "لا يحب أدوار الشر" وأنه يفضل الأدوار الإنسانية، مبدياً إعجابه بالفنانين محمود المليجي وفريد شوقي في أدوار الشر، مع الفارق بين نوعية الشر لدى محمود المليجي، وفريد شوقي.

وبعيدًا عن التمثيل، فقد عمل مخرجاً إذاعياً منذ عام 1954 ثم مراقباً بالتليفزيون، وفي عام 1962 عين مديراً للمسرح الكوميدى عام 1967.

وفي 27 فبراير من عام 1989، رحل الفنان متعدد المواهب محمود السباع، عن عالمنا تاركاً إرثاً كبيراً من الأعمال الفنية بين تمثيل ومساعدة في الإخراج وتأليف السيناريو والحوار.