نوبات الهلع.. تعرف على أسبابها وأعراضها وطرق التعامل معها

يصادف يوم 18 يونيو من كل عام، اليوم الدولي للذعر، ويهدف هذا اليوم إلى رفع مستوى الوعي حول اضطرابات الهلع والقلق. وبينما قد يوحي الاسم بأنه دعوة للخوف والهلع، إلا أن الهدف الحقيقي منه هو تحويل هذا الموضوع الجاد إلى نقاش خفيف يسلط الضوء على هذه الحالة الصحية، أسبابها وأعراضها وطرق التعامل معها.

وبالفعل، اعتمدت العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم اليوم العالمي للذعر لرفع مستوى الوعي حول الصراعات مع الأمراض العقلية. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم حالة اضطراب الهلع والقلق ونوباتها. بالإضافة إلى أعراضها وطرق علاجها وكيفية التعامل معها.

ما هو اضطراب الهلع؟

اضطراب الهلع هو حالة صحية نفسية تتميز بنوبات مفاجئة من الخوف الشديد أو الانزعاج الشديد تصل إلى ذروتها خلال دقائق قليلة.

يمكن أن تكون هذه النوبات، المعروفة باسم "نوبات الهلع"، مخيفة للغاية. كما قد يخشى الأشخاص المصابون باضطراب الهلع المواقف التي قد تسبب لهم نوبة هلع، مما قد يؤدي إلى تجنب الأماكن أو الأنشطة.

كذلك، يمكن أن تحدث نوبات الهلع في أي وقت ومكان، حتى أثناء النوم. ولكن، قد تحدث بشكل أكثر شيوعًا في المواقف التي يعتقد الشخص أنها خطيرة أو مرهقة.

ويمكن تشخيص نوبات الهلع من خلال تقييم الأعراض والتاريخ الطبي للشخص. وقد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات جسدية أو اختبارات معملية لاستبعاد أي أسباب طبية أخرى للأعراض.

أسباب نوبات الهلع

لا تعرف أسباب اضطراب الهلع على وجه اليقين، ولكن يعتقد أنه ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. قد تلعب العوامل التالية دورًا في تطوير اضطراب الهلع:

عوامل وراثية

إذا كان لديك أفراد من العائلة يعانون من اضطراب الهلع، فمن المرجح أن تصاب به أيضًا.

التجارب السلبية في مرحلة الطفولة

قد تزيد التجارب السلبية في مرحلة الطفولة، مثل الإساءة أو الإهمال، من خطر الإصابة باضطراب الهلع.

الإجهاد

يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تفاقم أعراض اضطراب الهلع.

بعض الحالات الطبية

يمكن أن تسبب بعض الحالات الطبية، مثل أمراض الغدة الدرقية أو انخفاض نسبة السكر في الدم، أعراضًا مشابهة لأعراض نوبات الهلع.

تعاطي المخدرات والكحول

يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات والكحول إلى تفاقم أعراض اضطراب الهلع أو حتى إلى إثارة نوبات الهلع.

أعراض نوبات الهلع

يمكن أن يكون اضطراب الهلع مدمرا للحياة اليومية، مما يتسبب في صعوبة التركيز في العمل أو الدراسة، وتجنب الأنشطة الاجتماعية، وتجنب الأماكن المزدحمة أو وسائل النقل العام. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أعرض اضطراب الهلع الشائعة والتي يمكن أن تختلف من شخص لآخر، وتشمل:

. الخوف الشديد أو الذعر المفاجئ

. تسارع ضربات القلب

. ضيق في التنفس

. الدوخة أو الشعور بالدوار

. الرعاش أو التعرق

. الغثيان أو القيء

. الشعور بالاختناق أو الغصة

. ألم في الصدر

. الشعور بالبرد أو الهبات الساخنة

. الشعور بالانفصال عن الواقع أو عن النفس

. الخوف من الموت أو فقدان السيطرة

. الشعور بالجنون

وإذا كنت تتساءل ما هي مدة نوبات الهلع؟ فعادة ما تستمر نوبات الهلع من 5 إلى 10 دقائق، ولكن قد تستمر لفترة أطول في بعض الحالات.

علاج نوبات الهلع

لحسن الحظ، يمكن علاج اضطراب الهلع بشكل فعال. تشمل العلاجات الشائعة العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي، والأدوية، مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق. وفي السطور التالية، نستعرض معكم كيف يمكن علاج اضطراب الهلع.

العلاج النفسي

يمكن أن يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، الأشخاص على تعلم كيفية التعامل مع أعراض اضطراب الهلع وتقليل مخاطر الإصابة بنوبات الهلع.

الأدوية

يمكن استخدام الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق، للمساعدة في تقليل أعراض اضطراب الهلع.

إذا كنت تعتقد أنك قد تعاني من اضطراب الهلع، فمن المهم أن تطلب المساعدة من أخصائي طبي مؤهل. يمكن أن يساعدك العلاج في التحكم في أعراضك وتحسين نوعية حياتك.

نصائح للتعامل مع نوبات الهلع

تختلف تكرار نوبات الهلع من شخص لآخر. قد يعاني بعض الأشخاص من نوبة واحدة فقط في حياتهم، بينما قد يعاني البعض الآخر من نوبات متكررة عدة مرات. وفي الحالتين، هناك طرق التعامل مع نوبات الهلع.

ابحث عن مكان آمن

اذهب إلى مكان هادئ ومريح حيث يمكنك الجلوس أو الاستلقاء. تجنب الأماكن المزدحمة أو المغلقة.

مارس تمارين التنفس العميق

خذ نفسًا بطيئًا وعميقًا من خلال أنفك، ثم أخرج الزفير ببطء من خلال فمك. كرر هذا عدة مرات حتى تشعر بالهدوء. قم بذلك لبضع دقائق أو حتى ساعة كاملة، فهذا النوع من الأنشطة يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العقلية والجسدية.

يساعد هذا التمرين في إبطاء الأفكار المتسارعة التي تسبب الذعر. كما يساعد في جعل معدل ضربات القلب أكثر انتظامًا ويقلل من استجابة الجسم للتوتر.

ركز على حواسك

انتبه إلى الأشياء التي تراها وتسمعها وتشعر بها. ركز على شيء محدد في بيئتك، مثل لون جدار أو نسيج ملابسك.

ذكر نفسك أنك بخير

تذكر أن نوبات الهلع مؤقتة وأنك لست في خطر.

لا تقاوم المشاعر

لا تحاول محاربة أفكارك أو مشاعرك. دعها تأتي وتذهب دون حكم.

اطلب المساعدة من شخص تثق به

إذا كان لديك شخص قريب يمكنك التحدث إليه، فتواصل معه. قد يكون مجرد التحدث عن مشاعرك مفيدًا.

العناية بالنفس

اتباع نمط حياة صحي يشمل اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم يمكن أن يساعد في تقليل أعراض اضطراب الهلع.

في النهاية، تذكر أنك لست وحدك، إذ يعاني العديد من الناس من اضطراب الهلع، ولكن مع العلاج المناسب، يمكنك التحكم في حياتك والعيش حياة سعيدة ومنتجة. لذلك، من المهم أن تتذكر أنه ليس هناك أي خجل مرتبط بمثل هذه الحالات التي قد تعاني منها، وبالتالي فإن طلب الحصول على المساعدة من أحد المتخصصين هو أشجع شيء يمكن لأي شخص القيام به للتعافي.