هل تعاني من القلق الرقمي؟.. حالة نفسية بسبب الهواتف الذكية
يعاني بعض الأشخاص من مشاعر سلبية مثل الخوف، التوتر، وعدم الارتياح التي تنشأ نتيجة استخدام التكنولوجيا الرقمية
- تاريخ النشر: الجمعة، 07 مارس 2025

لا يخفى على أحد أننا أصبحنا نعيش في ظل ارتباط متزايد بالعالم الرقمي والأجهزة الإلكترونية، حيث تتيح لنا الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وشبكات الإنترنت الوصول إلى معلومات لا حصر لها، والتواصل مع أناس من مختلف بقاع الأرض، على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع.
وسط هذا الزخم الرقمي، يمكن أن يصاب البعض بحالة نفسية تعرف باسم القلق الرقمي. لذلك، تم تخصيص 7 مارس كل عام، ليكون اليوم العالمي للتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية، ليمنحنا فرصة لإعادة النظر في علاقتنا بالتكنولوجيا، ولتغيير منظورنا تجاه العالم من حولنا.
وفي التقرير التالي، وبمناسبة اليوم العالمي للتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية، نستعرض معك كل ما تريد معرفته عن القلق الرقمي، الذي يمكن أن تكون مصابا به، دون أن تدري. نتعرف معا على أسبابه وأعراضه وطرق التعامل معه.
ما هو القلق الرقمي؟
في خضم الحياة العصرية المتسارعة، حيث تسيطر الأجهزة الرقمية على كل لحظة من لحظاتنا، قد نجد أنفسنا منفصلين عن ذواتنا الحقيقية. لكن هذا ليس كل شيء، قد يتطور الأمر إلى الإصابة بما يعرف بالقلق الرقمي.
يعتبر مصطلح القلق الرقمي جديدا إلى حد ما، لكنه يصف حالة نفسية أصبحت في عصرنا الحالي شائعة بشكل كبير. يشير هذا المصطلح إلى مجموعة من المشاعر السلبية التي يمكن أن يعاني منها الشخص، مثل الخوف، التوتر، وعدم الارتياح التي تنشأ نتيجة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية.
أسباب القلق الرقمي
إن الانقطاع عن الأجهزة الإلكترونية ليس مجرد ترف، بل هو ضرورة ملحة للحفاظ على صحتنا النفسية والعقلية. إنه فرصة للتواصل مع ذواتنا الحقيقية، واستعادة التوازن في حياتنا، والعيش بوعي وإدراك. وربما نكتشف أهمية هذا أكثر عندما نتعرف على ما هي أسباب القلق الرقمي؟
الخوف من فقدان الاتصال
يواجه الشخص ما يعرف باسم الخوف من فقدان الاتصال بالعالم الرقمي، أو نوموفوبيا Nomophobia. يعتبر هذا أحد الأسباب الرئيسية للقلق الرقمي، حيث يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بالقلق الشديد عندما يكونون بعيدين عن أجهزتهم الرقمية، وهواتفهم الذكية بالتحديد.
الخوف من فقدان المعلومات
في عصر المعلومات، يمكن أن يشعر بعض الأشخاص بالقلق من عدم التعرف على أي معلومة مهمة. يدفعهم هذا القلق إلى التحقق المستمر من الإشعارات والتحديثات، مما يزيد من مستويات التوتر لديهم.
مقارنة النفس بالآخرين
غالبا ما تعرض وسائل التواصل الاجتماعي صورا مثالية للحياة وللأشخاص، مما يدفعنا أحيانا إلى مقارنة أنفسنا بالآخرين. هذه المقارنة يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالعجز أو الغيرة، عدم الرضا، والقلق.
التنمر الإلكتروني
يمكن أن يكون التنمر الإلكتروني تجربة مؤلمة جدا، وقد يسبب القلق والاكتئاب لدى الضحايا.
الضغط المستمر
تجبرنا التكنولوجيا الرقمية على أن نكون متاحين ومتواجدين على مدار الساعة، بشكل يزيد من الضغط علينا. يمكن أن نشعر بالقلق من عدم الرد على الرسائل أو المكالمات في الوقت المناسب.
أعراض القلق الرقمي
تخيل يوما واحدا تتخلى فيه عن كل المشتتات الرقمية، يوما تمنح فيه نفسك فرصة للتأمل والتفكير بعمق. هذا ما يفتقده بشدة الشخص الذي يعاني من القلق الاجتماعي، بالإضافة إلى أعراض أخرى تكشف له الإصابة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أعراض القلق الرقمي؟
اعتياد مرضي
تجد الشخص المصاب بالقلق الرقمي يسعى إلى التحقق المستمر من الهاتف الذكي أو الأجهزة الأخرى. كما يواجهه شعور بالقلق أو التوتر عندما يكون بعيدا عن التكنولوجيا.
أعراض نفسية
يواجه الشخص شعوراً دائماً بالوحدة أو العزلة، ويمكن أن يعاني من صعوبة التركيز أو عدم القدرة على الخلود إلى النوم بسهولة نتيجة القلق والانشغال المتزايد بالتكنولوجيا.
أعراض جسدية
تتطور الأعراض النفسية إلى جسدية أيضا، إذا يشعر الشخص بالإرهاق الشديد أو الإجهاد. كما يمكن أن يعاني من الصداع أو آلام العضلات.
علاج القلق الرقمي
يسعى اليوم العالمي للتوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى دعوتنا لاستكشاف قوة العادات الصحية، وكيف يمكن لها أن تخفف من ضغوط الحياة، وتمنحك شعورا بالسلام الداخلي. ستتعلم كيف تعيش اللحظة الحاضرة بكل تفاصيلها، وكيف تستمتع بالهدوء والسكينة التي تفتقدها في حياتك اليومية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم كيفية التعامل مع القلق الرقمي.
تحديد وقت لاستخدام التكنولوجيا
حاول تحديد وقت معين لاستخدام التكنولوجيا، وتجنب استخدامها قبل النوم. كما يمكننا مع الوقت أن نطفئ أجهزة الكمبيوتر المحمولة، ونترك الهواتف الذكية في منازلنا، ونتجنب تفقد رسائل البريد الإلكتروني لمدة 24 ساعة.
إيقاف الإشعارات
قلل من الإشعارات التي تتلقاها على هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي.
قضاء وقت في الطبيعة
قضاء الوقت في الطبيعة يمكن أن يساعدك على الاسترخاء وتقليل التوتر. لذلك، يمكننا أن نغتنم أي فرصة للتنزه في الحدائق المحلية، والتأمل في جمال الطبيعة من حولنا. لا ينبغي أن يكون التنزه مجرد مهمة سريعة، بل فرصة للتمعن في تفاصيل الحياة، مثل حركة الطيور بين الأشجار، وتدفق المياه في الجداول، وغيرها.
اكتشف نفسك
يمكنك قضاء بعض الوقت الممتع مع نفسك وأفكارك. استمع إلى صوتك الداخلي الذي غالبا ما يتم تجاهله في صخب الحياة. واكتشف ما تشعر به حقا، وما تفكر فيه بصدق، وما تريده من أعماق قلبك.
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تساعدك على تحسين مزاجك وتقليل القلق.
التحدث مع شخص تثق به
إذا كنت تعاني من القلق الرقمي، فتحدث مع شخص تثق به، مثل صديق أو أحد أفراد العائلة عن أمور الحياة المختلفة، الكبيرة والصغيرة، لأن الحياة تتشكل من هذه التفاصيل.
خلال هذه اللقاءات، يجب أن نتجنب إخراج الهواتف الذكية، وإرسال الرسائل النصية بشكل تلقائي، لأن ذلك سيقوض الهدف الأساسي من هذه التجربة.
طلب المساعدة المتخصصة
إذا كان القلق الرقمي يؤثر على حياتك اليومية، فاطلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية.
في النهاية، يمكننا التأكيد على إن التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية أو الرقمية لمدة يوم واحد على الأقل، يمكن أن يحقق لنا راحة حقيقية، وفرصة للتواصل الإنساني الحقيقي. لذا، دعونا نضع هواتفنا جانبا، ونستمتع بلحظات من الهدوء والتأمل، ولنستعد اكتشاف متعة الحياة بعيدا عن الشاشات الرقمية.